تستمر مشاورات المعارضة السورية في العاصمة الروسية موسكو اليوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في وقت ينتظر فيه انضمام وفد الحكومة السورية إليها غدا الأربعاء في محاولة روسية تبدو لإحداث تقارب في رؤى حل للأزمة السورية بين وفدي المعارضة والحكومة ،وينبغي أن تقود إلى مفاوضات برعاية أممية.
وذكرت مصادر إعلامية روسية إن المعارضة السورية خلال مشاوراتها في موسكو لليوم الثاني اتفقت فيما بينها على نقاط عدة لمناقشتها غدا الأربعاء مع الوفد الحكومي السوري.
وأفادت المصادر نفسها أن المعارضة وضعت على جدول أعمالها عدة نقاط لبحثها مع الحكومة منها الوضع الإنساني وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى مناطق النزاع ووقف الاقتتال وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومواجهة التدخل الخارجي والعمل على رفع العقوبات.
وبينما أعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاء موسكو ساحة نقاش بين السوريين وينبغي أن يقود إلى مفاوضات برعاية أممية..قالت الخارجية الروسية في بيان لها إن المشاورات تجري في غرف مغلقة بحضور المشاركين فقط بعيدا عن وسائل الإعلام.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مشاركين في منتدى موسكو التشاوري أن اليوم الأول أعطى إمكانية لأطراف المعارضة لبحث القواسم المشتركة واختلافات الرؤى حول عدة مسائل لجهة الخروج بموقف موحد خلال المحادثات مع وفد الحكومة السورية.
ومن بين المسائل التي تم بحثها بحسب وسائل الإعلام، شكل الحكم المستقبلي في سوريا ومسألة الانتقال الديمقراطي وقضية التوافق مع الحكومة في محاربة الإرهاب، لا سيما /ما يسمى/ تنظيم "الدولة الإسلامية".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال إن الغاية من مشاورات موسكو توفير ساحة للنقاش بين السوريين، مشيرا إلى أن جميع الأطراف المشاركة متفقة على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا.
وأوضح لافروف أن المشاورات تجري بدون شروط مسبقة من أي طرف فيها، مشددا على ضرورة أن تفضي إلى مفاوضات مستقبلية تحت رعاية أممية وتكون أساسا لمبادرة يتقدم بها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دى ميستورا.
ومن المقرر أن تستمر المشاورات لأربعة أيام مع إمكانية لقاء المشاركين بلافروف في ختامها.
وانطلقت المشاورات أمس الاثنين وتستمر حتى 29 يناير الجاري ويشارك فيها أكثر من 30 شخصية سورية معارضة.
وترتكز المشاورات على الحل السياسي المبني على بيان جنيف، وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية "منتدى" لكونها ليست "حواراً" أو "مفاوضات" ولا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي، وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.
مما يذكر أن الدبلوماسي الايطالي/ السويدي ستافان دي مستورا عين في يوليو من العام 2014م مبعوثا دوليا الى سوريا خلفا للاخضر الابراهيمي، الذي استقال من مهمته في مايو من العام نفسه بعد انهيار جولتين من مفاوضات السلام ودخول الحرب الدائرة في سوريا عامها الرابع.
وقد أجرى وفدا الحكومة السورية والمعارضة مباحثات مؤتمر جنيف1 عام 2012 وجنيف2 عام 2014، وفشلا الطرفان فيهما في التوصل الى اتفاق ينهي الأزمة السورية المستفحلة منذ 2011 وهو ما كشف عن اتساع الهوة بين الطرفين ، رغم محاولات الابراهيمي –آنذاك- لتقريب وجهات النظر.
وبعد انهيار محادثات جنيف 2 في 15 فبراير 2014 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الثلاثاء 13 مايو 2014 استقالة الأخضر الإبراهيمي من منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا.
المصدر : سبأ
أرسل تعليقك