استانا ـ بترا
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة الكازاخستانية استانا اليوم الجمعة، مباحثات مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نازارباييف، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والنهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى أخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعبر جلالته خلال المباحثات، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرا إلى الفرص المتاحة لتطوير علاقات التعاون بين البلدين على مختلف الصعد، بما في ذلك الثقافية منها.
وأكد جلالته أهمية تعزيز التعاون الثنائي إزاء مختلف القضايا الدولية، معربا عن أمله في البناء على هذه المباحثات لترجمة الرؤى المشتركة على أرض الواقع بهدف تحقيق مستقبل مزدهر لشعبي البلدين، لافتا في ذات الوقت إلى ضرورة تفعيل عمل اللجنة الحكومية الأردنية الكازاخستانية سعيا لتعميق التعاون بين البلدين.
وأكد الزعيمان خلال مباحثات ثنائية، تبعتها موسعة عقدت في القصر الرئاسي، تخللهما مأدبة غداء تكريما لجلالة الملك وسمو ولي العهد والوفد المرافق، ضرورة تعزيز آفاق التعاون المشترك بين البلدين في شتى الميادين، لاسيما في قطاعات الطاقة والزراعة والأدوية والصناعات الغذائية والسياحة والإنشاءات.
واستعرض جلالة الملك الميزات التي يوفرها الأردن بموقعه المتميز، كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط، وما يتمتع به من ميزة الأمن والاستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة.
وأكد جلالته ضرورة الاستمرار في العمل للاستفادة من المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، وبما يعزز الشراكة الاقتصادية بين الأردن وكازاخستان، ويفتح أفاقا أوسع للقطاعين العام والخاص في البلدين.
كما أكد جلالته أهمية "أن نعمل ونتعاون معا، ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز مبادرات الحوار بين الأديان، ومكافحة التطرف من خلال نشر وترسيخ قيم الوسطية والتسامح"، معتبرا جلالته "أن جهودنا ستقوي مساعي العالم الإسلامي في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ووسط آسيا".
وأعرب جلالة الملك عن تقديره لدعم كازاخستان لجهود الأردن لحل الصراح الفلسطيني الإسرائيلي، استنادا إلى حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، مثلما عبر جلالته عن تثمينه لدعم كازاخستان لجهود إغاثة اللاجئين السوريين في المملكة.
ولفت جلالته إلى الجهود الموصولة التي يبذلها الأردن لحماية مدينة القدس والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، في مواجهة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التي تستهدف هذه المقدسات وتغيير معالم المدينة وهويتها.
وفيما يتصل بالأزمة السورية، أكد جلالة الملك موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة أرض وشعب سوريا، مشيرا إلى ما يتحمله الأردن من أعباء متزايدة على موارده وإمكاناته جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، ما يتطلب دعم المجتمع الدولي له لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.
من جانبه، رحب الرئيس الكازاخستاني خلال المباحثات بزيارة جلالة الملك إلى كازاخستان، معربا عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة فرصة لتطوير العلاقات مع الأردن بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأعرب الرئيس نازارباييف عن تقديره لجهود جلالته في العمل على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وبالخدمات الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين، مؤكد استمرار بلاده في دعم الأردن في هذا المجال.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني لدى كازاخستان، وعدد من كبار المسؤولين الكازاخستانيين.
وكان جلالة الملك، يرافقه سمو ولي العهد، زار شارع جلالة الملك الحسين بن طلال في العاصمة استانا، والذي سمي باسم الراحل الكبير - رحمه الله - تكريما له ولإنجازاته في نصرة القضايا الإسلامية، وذلك قبيل اختتام زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى كازاخستان.
واستمع جلالته إلى شرح عن الشارع ومخططه الشمولي والمشاريع المحيطة به، حيث يعتبر من أهم المناطق المحورية في مدينة استانا.
أرسل تعليقك