غزة ـ قنا
ذكرت منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن أكثر من 400 طفل قتلوا في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، بينما أصيب نحو 400 ألف بصدمة ويواجهون مستقبلا قاتما للغاية. وقالت رئيسة المكتب الميداني التابع لـ"يونيسيف" في غزة بيرنيل ايرنسايد، إن إعادة بناء حياة الأطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد ان يتوقف القتال بصفة دائمة، مضيفة "كيف نتوقع أن يهتم الآباء بأبنائهم؟ ومن سيرعى هؤلاء الأطفال ومن يقوم بتربيتهم بطريقة ايجابية وتنشئتهم؟ إذا كانوا هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟" في اشارة منها للآباء. وأضافت في تصريحات صحفية "هناك أناس فقدوا كل أفراد العائلة في ضربة واحدة، كيف يمكن للمجتمع ان يتعامل مع هكذا وضع؟". وأشارت إلى أنه بحسب تقارير المنظمة الأممية فإنه حتى الرابع من شهر أغسطس الجاري قتل 408 أطفال أي 31 في المئة من العدد الاجمالي للقتلى المدنيين، فيما كان أكثر من 70 في المئة من الذين قتلوا أعمارهم تتراوح ما بين اثني عشر عاما أو أقل. وأضافت المسئولة الاممية أن طفلا يعيش في غزة يبلغ سبعة أعوام، يعني انه عايش حربين سابقتين، غير الحرب الحالية، فقد عايش حرب 2008-2009، وحرب 2012 وها هو يعايش حرب 2014، مشددة على" أن العيش في مثل هذه الأوضاع وأن تشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس إربا أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضا وتبقى على قيد الحياة، أمر غير عادي أبدا". ولفتت إلى أن تقديرات اليونيسيف تشير إلى أن نحو 373000 طفل أصيبوا بنوع من التجربة الصادمة المباشرة ويحتاجون الى دعم نفسي واجتماعي. وقالت ايرنسايد إن موظفي الأعمال الانسانية يعملون بكل طاقتهم مشيرة إلى الدمار الذي أحدثته إسرائيل في امدادات الطاقة الكهربائية التي تسببت في تفاقم وضع إمدادات المياه الخطير بالفعل من خلال وقف تشغيل منشآت ضخ المياه. وقالت "توجد كمية محدودة للغاية من المياه المتاحة، وهي تستخدم في الشرب مما يعني أنه لا توجد مياه كافية للأغراض الصحية"، مضيفة "نرى أطفالا يأتون من ملاجئهم وهم مصابون بالجرب والقمل وكل أنواع الأمراض المعدية". وتابعت "الأمر الأسوأ هو أنه خارج الملاجئ معظم الناس لم يحصلوا على مياه من مصدر الامدادات عدة أسابيع الآن، إنهم في حالة مروعة من حيث القدرة على الحصول على أي نوع من مياه الشرب النقية غير الملوثة بالصرف الصحي". وأشارت ايرنسايد في تقديراتها إلى أن إيواء العائلات التي دمرت منازلها سيتكلف من 40 الى 50 مليون دولار في العام القادم وهو مبلغ ضئيل من إجمالي تكاليف إعادة الاعمار.
أرسل تعليقك