تونس - واج
تباينت آراء المحللين السياسيين حول خطورة بعض التصريحات "المتشنجة" التي تبادلها المترشحان للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية منصف المرزوقي وقائد السبسي بين من يعتقد أنها تشكل "خطرا كبيرا" على الاستقرار في البلاد وبين من يعتقد أنها لا تعد سوى تنافسا "انتخابيا" لاغير.
وفي هذا الإطار، أوضح الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي التونسي نصر الدين بن حديد اليوم الثلاثاء في تصريح ل"واج" أن هذه التصريحات المتشنجة أخرجت الحراك السياسي من "بعده الانتخابي" الى الشارع وهذا ما يمثل "خطرا كبيرا" على الاستقرار في البلاد مشيرا الى أن ذلك من شأنه أن يؤدي الى استمرار التوتر والتأثير على سير الحملة الانتخابية للدورة الثانية من الرئاسيات.
واعتبر الاعلامي بن حديد تصريحات كل من السبسي والمرزوقي بمثابة "وقود" للحملة الانتخابية مبديا تخوفه من انزلاق الوضع الى "ممارسة العنف "في الشارع خاصة وأن البلاد تعيش وضعا أمنيا غير مستقر بتواصل العمليات الارهابية من حين لآخر.
وبعد أن اعتبر السيد بن حديد أن الاستحقاق الرئاسي له "قدر كبير من الاهمية" سواء من حيث البعد الوطني التونسي أو الاقليمي أو الدولي أوضح أنه يجعل تونس"ساحة لتقاطع العديد من المصالح" .
وبشأن الجلسة الافتتاحية لمجلس نواب الشعب التونسي أبرز المحلل السياسي أنه بالرغم من الترحيب الذي تم بهذا الانجاز الديمقراطي الانتخابي إلا أن هناك "تخوفا حقيقيا" من أن يتواصل التوتر داخل المجلس أيضا.
فالصراعات --حسب المتحدث-- "لاتزال قائمة" حول رئاسة مجلس نواب الشعب وكذا حول توزيع اللجان والمحاصصة بين الاحزاب فيه.
وأكد بن حديد أن تونس "لن تشهد الاستقرار" بمجرد افتتاح الجلسة الأولى لمجلس نواب الشعب أو إنتخاب رئيس الجمهورية مبرزا أنه عندما يتخذ الصدام "بعدا سياسيا قويا" فإن الساحة السياسية ستلجأ الى التوافق.
غير أن الاستقرار الحقيقي --يضيف ذات المتحدث-- يبقى "أعمق وأكثر أهمية ويتطلب المزيد من التوافق".
من جهته، أوضح الأستاذ الجامعي التونسي عاليا علاني في تصريح مماثل أن الخطاب المتشنج الذي استخدمه كل من القائد السبسي وخصمه منصف المرزوقي قد تم "تجاوزه" وأنه من غير المتوقع أن تحدث "فوضى أو أزمة في البلاد " بعد الانتخابات.
وكانت عدة أحزاب سياسية ومنظمات وطنية قد دعت الساسة الى تهدئة الأوضاع والتعقل في خطاباتهم.
كما توقع السيد علاني أن تكون حظوظ مرشح نداء تونس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية "أكثر" من منافسه منصف المرزوقي.
أرسل تعليقك