طرابلس – مفتاح المصباحي
يقوم رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، الأربعاء، بزيارة عمل إلى تونس، تلبيةً لدعوة من رئيس الحكومة التونسية علي العريض، فيما أوضح بيانٌ صادرٌ عن الحكومة الليبية أن زيدان سيلتقي خلال زيارته بالرئيس التونسي"المنصف المرزوقي" للتباحث في العلاقات ما بين البلدين.
ويرى مراقبون أن الملف الأمني سيكون حاضراً في هذه الزيارة، خاصة مع التهديدات الأمنية التي تواجهها تونس في مناطق الجنوب المحاذية للجزائر من قبل مجموعات متشددة، حيث تتجه أصابع الاتهام إلى ليبيا من قبل أغلب جيرانها في حصول تلك المجموعات على السلاح الذي أصبح منتشراً بعد الإطاحة بنظام القذافي ومقتله عام 2011.
وكان الأمن التونسي قد ألقى القبض الشهر الماضي على ليبي في حوزته أسلحة حاول إدخالها إلى الأراضي التونسية عن طريق البحر.
هذا وسيكون ملف الحدود المشتركة والسيطرة على حركة التهريب من الملفات التي من المزمع مناقشتها خلال زيارة زيدان المرتقبة، فيما سيحتل ملف الجهاديين التونسيين الملتحقين بجبهات القتال في سورية عبر الأراضي الليبية حيزاً كبيراً خلال تلك المباحثات.
ورغم المشاكل الحدودية التي تطرأ بين الفينة والأخرى نتيجة للاحتكاك المباشر بين السلطات الأمنية في البلدين على الحدود خاصةً في بوابة رأس اجدير والتي كان من أسبابه الرئيسة نشاط تهريب الوقود والسلع، إلا أن العلاقات الرسمية بين البلدين تشهد استقراراً وتعاوناً مستمراً.
حيث وقعَّ البلدان الثلاثاء في طرابلس على محضر الاجتماع الوزاري المشترك الخاص بالتعاون الثنائي في مجالات النفط والغاز، والذي ينصُّ على تزويد تونس من النفط الليبي بـ( 450 ) ألف برميل شهريًا اعتبارا من شهر آب/ أغسطس وحتى نهاية العام الجاري، وأيضاً تزويدها بـ( 650 ) ألف برميل شهريا خلال العام 2014.
كما اتفق الجانبان على مساهمة ليبيا في مشروع إنشاء مصفاة الصخيرة للنفط، وكذلك استغلال خطوط النفط والغاز الرئيسة في تونس، والنظر في إمكانية استعمال ليبيا لأنبوب شركة"ترابسا" لتقل النفط الخام، وخط الغاز التونسي الممتد من الجنوب إلى مدينة قابس.
من جهةٍ أخرى تناولت المباحثات التي عقدها وزير الداخلية الليبي محمد الشيخ مع نظيره التونسي لطفي بن جدو، تفعيل الاتفاقيات الأمنية المبرمة بين الطرفين، وأيضاً التعاون في مجال التدريب والتأهيل وتبادل المعلومات.. حيث أكد الشيخ خلال جلسة المباحثات على أن استقرار الأمن في البلدين خاصةً على الجانب الحدودي يستلزم المعالجة من خلال إقامة مشاريع تنموية بها للحد من ظاهرة التهريب والمشاكل التي ترافقها، موضحاً أن الاتفاق قد تم بشأن تشكيل لجنة للتنسيق والتعاون الأمني من مهامها وضع إطار عام في المحاور الأمنية، وصولاً إلى تحقيق نتائج فاعلة تحقق آمال الشعبين في الأمن والاستقرار.
وفي سياق التعاون الليبي التونسي، اجتمع وزير المواصلات والنقل الليبي عبد القادر محمد مع وزير التجهيز التونسي محمد سلمان في العاصمة تونس الثلاثاء، حيث تناول اجتماع الوزيرين بحث سبل التعاون بين البلدين في مجالات المواصلات والنقل، وتنشيط الحركة البرية والبحرية بين البلدين.
أرسل تعليقك