أدانت شخصيات ومنظمات لبنانية العدوان التركي السافر على الأراضي السورية مؤكدة أن هذا العدوان يأتي في سياق الدعم الذي يقدمه نظام رجب طيب أردوغان للتنظيمات الإرهابية.
وقال وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور .. “إن ما قامت به تركيا من عملية عسكرية أول أمس داخل الأراضي السورية إنما يشكل عدوانا سافرا وواضحا وخرقا فاضحا للسيادة الوطنية السورية وللقانون وللأعراف الدولية”.
وأضاف منصور في تصريح له اليوم أن “هذا العدوان يعكس مرة أخرى وإلى حد بعيد نيات السياسات التركية حيال سورية والمنطقة وأهدافها والمتمثلة بالدعم والتأييد والاحتضان المتواصل للتنظيمات الإرهابية التكفيرية تسليحا وتدريبا وتخطيطا وتمويلا وتحريضا” لافتا إلى أن السياسة التركية الحالية تريد استنساخ الماضي والاستمرار في النهج الذي اتبعته السلطنة العثمانية من سياسة الطغيان والظلم والاستبداد والقتل والتفريق والتجهيل بدل السير في تصغير المشاكل مع دول الجوار كما سبق أن ادعت حكومة حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الماضية.
بدوره أكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن “العدوان الذي قامت به حكومة حزب العدالة والتنمية الإخواني على الأراضي السورية تحت حجة نقل رفات سليمان شاه والذي سبقه دعم تركي مباشر للتنظيمات الإرهابية في ريف مدينة حلب الشمالي بعد الضربة التي تلقتها تلك العصابات خلال عمليات الجيش العربي السوري يهدف إلى وقف انهيار هذه العصابات بعدما أصبحت هزيمتها أكيدة”.
وأوضح شكر في تصريح له أن العدوان التركي على الأراضي السورية كشف أيضا عن الأسباب التي دفعت بالإدارة الأمريكية والحكومة التركية إلى التسريع في توقيع الاتفاق المشترك بينهما لدعم الإرهابيين مما يسمي المعارضة المعتدلة في سورية والتي كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه أكد في وقت سابق وأمام أجهزة الإعلام العالمية أنها غير موجودة”.
وأضاف أن “مجريات الأحداث الأخيرة وتطوراتها تؤكد مرة جديدة أن هذا الإرهاب الذي يعيث في سورية والعراق ولبنان تدميرا وقتلا وتخريبا يحظى برعاية ودعم كاملين من الإدارة الامريكية التي تخطط وترسم له المهام والأدوار وتفرض على أدواتها في المنطقة تمويله وتسليحه وتغطية أعماله الإجرامية”.
وأشار شكر إلى أن “العدو الإسرائيلي حليف أمريكا والإرهابيين الاستراتيجي هو الذي يحمي في جنوب سورية العصابات الإرهابية ويسهل لها كل احتياجاتها لتحقيق أهدافه” معتبرا أن “هذه الأحداث تكشف طبيعة ما يدور في بلادنا وتؤكد أن ما سمي التحالف ضد الإرهاب الذي صنعته الإدارة الأمريكية ما هو إلا تحالف لدعم الإرهاب رغم كل محاولات التعمية لتغطية حقيقته لأن أفعاله تدلل عليه”.
وشدد شكر على أن الصورة أصبحت واضحة من خلال استهداف دول المنطقة من المشروع الإرهابي الصهيوني الأمريكي مؤكدا أن شعبنا وعى هذه الحقيقة ولن يرضى أن تستمر هذه المهزلة بعد أن أدرك أن مستقبله مرهون بتصديه لهذه المؤامرة العدوانية بكل أشكالها.
وندد رئيس اللقاء التضامني الوطني اللبناني الشيخ مصطفى ملص بالعدوان التركي على الأراضي السورية.
وقال الشيخ ملص في تصريح له اليوم …إن السلوك التركي تجاه الأزمة في سورية ومساهمة الحكومة التركية في نشوئها يلقيان على تركيا عبئا ثقيلا لا يمكن تحمله من دون أن يكون له ارتدادات سلبية على العلاقات العربية التركية.
ودعا ملص الشعب التركي إلى الضغط على حكومته لوقف تدخلها في شؤون المنطقة العربية ولاسيما سورية التي لا يمكن أن تنال منها الاستهدافات الخارجية.
كما أدان التجمع الوطني الديمقراطي في لبنان بشدة العدوان التركي على سورية والتصريحات الصادرة عن وزارتي الخارجية الأمريكية والفرنسية بخصوص تدريب الإرهابيين الذين يتم تصنيفهم تحت مسمى المعارضة المسلحة مؤكدا أنها تمثل انتهاكا “فاضحا و صريحا” لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
إلى ذلك ندد الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح بالعدوان مؤكدا أنه يشكل انتهاكا صارخا للسيادة السورية.
وقال صالح في بيان له إن “هذا العدوان يأتي استكمالا لسياسة أردوغان وحكومته منذ بداية المؤامرة الأميركية الغربية الرجعية العربية التركية التي تستهدف تدمير سورية وإسقاطها باعتبارها حجر الزاوية في محور المقاومة التي هزمت الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين وهزمت الاحتلال الأميركي في العراق”.
وأضاف إن “هذا العدوان يعبر عن المطامع الطورانية وسعي الأتراك إلى إحياء الحلم الإمبراطوري العثماني بالهيمنة على أمتنا من بوابة سورية” مؤكدا أن هذا الحلم سيتحطم على صخرة الصمود والانتصارات التي حققها ويحققها الجيش والشعب في سورية ضد التنظيمات الارهابية التكفيرية والعصابات التي سهلت تركيا دخولها إلى الأراضي السورية وأمنت لها الدعم والإسناد.
ودعا صالح جميع القوى والأحزاب للوقوف إلى جانب سورية جيشا وشعبا وقيادة وتنظيم فعاليات ونشاطات لدعم سورية في مواجهة هذا العدوان التركي الغادر.
بدورها أدانت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية العدوان التركي على الأراضي السورية بذريعة نقل رفات سليمان شاه الذي لم يتعرض له إرهابيو “داعش” بينما قاموا بتدمير جميع الأضرحة والمقامات في المنطقة ما يكشف التنسيق التركي مع تنظيم “داعش” الإرهابي.
وحذرت الهيئة في بيان إثر اجتماعها اليوم من “المخططات التركية المراد تحقيقها من وراء هذا الانتهاك السافر للسيادة السورية”.
وفي السياق أدان حزب الاتحاد السرياني اللبناني العدوان التركي على السيادة الوطنية السورية ورأى فيه استمرار لنهج التدخل التركي في قضايانا العربية وخاصة في سورية والعراق والذي يشكل تجسيدا للمطامع التركية في الدول العربية.
وقال حزب الاتحاد في بيان له اليوم إن “نقل الرفات الكاذبة لسليمان شاه الذي تبرر فيه تركيا هذا التعدي السافر على السيادة السورية هو إمعان فاضح في السلوك التركي الذي يستهين بالكرامة السورية والذي يلقى التأييد والدعم من القوى العسكرية الإرهابية المنتشرة في مناطق بشمال سورية”.
الشيخ عنتير: العدوان التركي الإرهابي على الأراضي السورية خرق للقوانين الدولية
من جهته أدان الشيخ سلمان عنتير رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 “العدوان مؤكدا أنه يشكل خرقا واضحا وفاضحا للاتفاقات والمواثيق الدولية بصفته عدوانا على دولة مستقلة وذات سيادة.
وقال الشيخ عنتير في بيان تلقت سانا نسخة منه إن “العدوان التركي الأردوغاني أكبر دليل على ضلوع نظام أردوغان الحاكم في تركيا المباشر في الإرهاب والعدوان المستمر على سورية منذ أربع سنوات بالتعاون والتوازي مع دعم الكيان الصهيوني لإرهاب جبهة النصرة على جانبي خط فك الاشتباك في الجولان العربي السوري”.
وشدد الشيخ عنتير على أن “التدخل التركي يأتي في سياق الحرب على سورية منذ البداية بالتعاون مع العدو الصهيوني ومن الوكيل والأصيل وبتمويل من عربان بعض الدول الخليجية مع عمالة على أرض عربية حيث يجري التدريب الاستعماري الصهيوني لعناصر مستوردة من الخارج هم إرهابيون يدعون أنهم معارضة “معتدلة” ومسلحة”.
وأشار رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في فلسطين المحتلة عام 1948 إلى أن تلك الأعمال تخدم مخططات الكيان الصهيوني التوسعية وسيطرته وتهدف إلى إسقاط محور المقاومة وتكريس هيمنة الصهيونية وأمريكا إقليميا ودوليا منوها بصمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه البطل وقيادته الشجاعة حفاظا على الوطن وسلامته.
وكان الشيخ عنتير أكد في بيان بداية الشهر الجاري أن النصر سيكون حليف سورية التي تتعرض لأبشع عدوان إرهابي وأخطر مؤامرة كونية خطط لها الصهاينة والعملاء للنيل من تمسك السوريين بنهج المقاومة والصمود في وجه المعتدين.
وقام نظام رجب طيب أردوغان الإخواني في ساعات الليل والفجر الأولى أمس بارتكاب عدوان فاضح بالتعاون والتنسيق مع عصابات “داعش” الإرهابية بإقدامه على التوغل في الأراضي السورية بحماية التنظيم الإرهابي بحجة نقل رفات الجد الإسطوري البعيد للسلطنة العثمانية ذات التاريخ الحافل بالجرائم الإرهابية والمجازر بحق الشعوب وخاصة السوريين واللبنانيين والأرمن.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قالت فى بيان لها أمس أن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة بل قامت فجرا بعدوان سافر على الأراضى السورية بنقلها ضريح سليمان شاه إلى مكان آخر دون انتظار موافقة الجانب السوري كما جرت العادة وفقا للاتفاقية الموقعة عام 1921 بين تركيا وسلطة الاحتلال الفرنسى انذاك
أرسل تعليقك