الرياض – العرب اليوم
وجّه عضو مجلس الشورى السعودي القاضي الدكتور عيسى الغيث انتقادات حادة لأصحاب الرأي الشرعي، الذين صمتوا عن جرائم المنظمات المتطرفة، وأشغلوا الرأي العام في وقت من الأوقات بقضايا هامشية، مثل رياضة الطالبات، داعيًا إلى محاسبة كل من يثبت تقصيره في تعرية الجماعات المتطرفة، وتنظيم "داعش"، بل وإقالتهم من مواقعهم.
ورأى الغيث أنَّ "بعض الدعاة والمشايخ الذي أحجموا عن الخوض في قضايا الجماعات المتطرفة، والمحرضين على التكفير، بينما كان لهم ظهور بارز وتصدروا وسائل الإعلام بقضايا أخرى كقضية رياضة الفتيات وغيرها، إما أن يكونوا يؤمنون بفكرهم أو أنهم يخشون من فقد شعبيتهم لدى بعض جمهورهم الذين يتعاطفون مع هذه الجماعات وينساقون مع الفكر التكفيري".
وأرجع الغيث عدم تفاعل بعض الدعاة مع قضايا الأمة الهامة إلى فرضية وجودهم في أماكن خارج نطاق الشبكة ولا تصلهم التغطية فيها، وأضاف "تجد بعضهم لا يعلم ما يحدث في محيطه، وهذه مشكلة فمن أهم شروط العالم الفقيه أن يكون فاقهًا بالواقع وملمًا بما يحدث، قبل أن يكون فاقهًا بالنص، ويعتبر حينها كالكتاب المركون على الرف لا يستفاد مما فيه من علم، وفي هذه الحالة لا يجوز أن يفتي ولا يجب أن يؤخذ رأيه".
وافترض عضو مجلس الشورى أن "يكون بعض العلماء جاهلًا بوسائل التقنية الحديثة ومواقع التواصل"، مبينًا أنه "في هذا الحال عليه أن يستعين بأبنائه أو طلابه لمساعدته في ذلك"، مشدّدًا على "وجوب أن يكون له موقع إلكتروني وأن يكون متواجدًا في وسائل التواصل الاجتماعي وأن يكون على تواصل مستمر مع المجتمع ليفيد الناس بعلمه ويؤدي رسالته وواجبه الذي أوكله إليه ولي الأمر".
وأضاف "أخشى أن يكون التقصير من الإعلام فلا تسعى وسائل الإعلام إلى الوصول إلى العلماء بالصورة المطلوبة، وقد تكون تحرص على أخذ رأي علماء معينين وتتجاهل البقية، فمن غير اللائق أن يبحث العلماء والمشايخ عن الإعلام، بل يجب على الأخيرة أن تتواصل مع الدعاة وتطلب منهم الظهور، وفي حال رفضوا فعلى الوسيلة الإعلامية أن تقيم الحجة عليهم بأن تنوه عن اتصالها بالشيخ الفلاني وتذكر أنه رفض الخروج".
وناشد الشيخ الغيث جميع العلماء، لاسيّما أعضاء هيئة كبار العلماء، وأعضاء لجنة الإفتاء، "الاضطلاع بدورهم والتصدي لقضايا الجماعات المتطرفة، وتبيان خطرها"، معتبرًا أنه "لا يجوز أن يختفوا عن المشهد في قضايا مهمة".
أرسل تعليقك