الخرطوم ـ العرب اليوم
أشاد الكاتب والمفكر السياسي السوداني بكري المدني، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ووصفه بـ "رجل الدولة العصري"الذي يعرف مصالح بلاده مع العالم الخارجي ويعمل من أجلها، وشرع رغم قصر الفترة التي تولى فيها رئاسة مصر في مد الجسور شرقا وغربا لخلق علاقات دولية راسخة لبلاده، دون أن يضع مصر في معسكر على حساب الأخر، مما جعله يتفوق في هذا الجانب تحديدا على رؤساء مصر السابقين.
وأكد الكاتب السوداني-الذي يتولى رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" السودانية، التي تعد واحدة من أوسع الصحف السودانية انتشارا وتوزيعا-في مقاله اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان"رد التحية للسيسي"،أنه بالنسبة للعلاقات الإقليمية لمصر فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي سجل هدفين ذهبيين وليس هدفا واحدا-على حد وصفه- وذلك من خلال إحداثه اختراقا مهما في علاقات بلاده مع دول إقليمها وأكثر ما تربط مصر بمصالح مشتركة معها وعلى رأس هذه الدول السودان ودولة إثيوبيا الصديقة لكل من السودان ومصر.
وأوضح المدني، أنه بالنسبة للسودان ورغم ظلال الأحداث الداخلية لمصر على المنطقة كلها إلا أن السيسي قام بزيارة خاطفة ومهمة وسريعة للخرطوم حملت العديد من الرسائل والمضامين، وقال "السيسي كان قائدا للجيش المصري، ولابد أن الرجل قد وقف على الموقف الحقيقي والمعلن لحكومة السودان مما يجري في مصر، ولم يتأثر بما يشاع هنا وهناك في إعلام مغرض وذا غرض."
واستطرد الكاتب السوداني قائلا "أن وقوف السيسي على حقيقة موقف السودان ورؤيته الإستراتيجية لما يجب أن تكون عليه علاقة البلدين هي ما جعلته يقوم بهذه الزيارة المهمة وذات الرؤية الإستراتيجية وهي ما جعلته يفتح صفحة جديدة من علاقات بلاده مع إثيوبيا بعد أن كادت الأيام والأقلام أن تعكر صفو علاقات تاريخية ومصالح إستراتيجية بين مصر وإثيوبيا".
وقال "إذا أضفنا إلى موقف حكومة السيسي الأخير تحمسها لفتح المعبر الحدودي البري بينها وبين السودان، مع الإشارة إلى مسألة مهمة وإن كانت واجبة والتي تمثلت في اتصال الرئيس السيسي أمس الأول بالرئيس عمر البشير مطمئنا على صحته بعد العملية الجراحية الأخيرة للبشير، فإننا من الممكن أن نقول بالإجمال عن ذلك إن علاقات القاهرة والخرطوم تسير على الطريق الصحيح وآن للخرطوم أن ترد تحية السيسي وذلك بزيارة وعد بها الرئيس عمر البشير في الفترة المقبلة إلى القاهرة".
وأختتم الكاتب السياسي مقاله بالقول "صحيح أن هناك بعض الملفات العالقة بين البلدين تحتاج لعزمٍ وإرادة، وأن العلاقات في الراهن المعاصر ليست بحجم مصالح البلدين المقدرة، ولا هي بقدر ما يجمع الشعبين الشقيقين، ولكن البداية الصحيحة تكفي للسير قدما على الطريق الصحيح".
( أ ش أ )
أرسل تعليقك