واشنطن - العرب اليوم
تطلب الأمر 4 سنوات بعد انطلاق الأحداث في سوريا، ليقر وزير الخارجية الأمريكي بأن الحل يستوجب التفاوض مع الرئيس بشار الأسد وأن الجهود يمكن أن تبذل مع دول أخرى لإحياء مسار التسوية.
قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، إن على واشنطن أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل إنهاء الأزمة وإرساء مرحلة انتقالية في إطار اتفاق جنيف. تصريحات كيري جاءت مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس مخلفة مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
ولإنهاء أزمة اختلفت تسمياتها بين ثورة ومؤامرة، لكن الحقيقة التي لا جدل فيها هي أنها أعوام سوريا العجاف، في الخامس عشر من مارس/آذار 2011 بدأت المظاهرات من درعا وسرعان ما تحولت إلى المشهد الأكثر دموية إذ بدأ السلاح بالتسلل من الأماكن المتصدعة في الجسد السوري ليتولى زمام القول والفصل ولتصبح الساحة السورية ملعبا لحروب الغير ولصراعات إقليمية ودولية، والمشهد الآن يختصر بمعارك مستمرة وصراع صدع البلاد والعباد.
اليوم أصبحت خريطة البلد مقسمة خاصة بعد ظهور داعش، فالأماكن التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة تتوزع بين الريف الشمالي لحلب وجزء من ريف دمشق ومناطق من درعا، إضافة إلى محافظتي الرقة ودير الزور، فهي خارج السيطرة الحكومية بمجملها، في حين أن وسط البلاد بأغلبيته تحت سيطرة الجيش السوري، ولا سيما بعد المعارك في حمص وإدلب وحماة والتي تتجدد بين حين وآخر، وتبقى محافظات اللاذقية وطرطوس ودمشق والسويداء تحت السيطرة التامة للقوات الحكومية.
خلفت الحرب إلى الآن، وفق تقرير صدر عن الأمم المتحدة، أكثر من 210 آلاف قتيل جلهم من المدنيين، إضافة إلى وجود نحو خمسمئة ألف جريح، لكن البعض يشكك بهذا الرقم ويقول إن الحصيلة تفوق ذلك بكثير، أما عدد النازحين واللاجئين فقد تراوح بين ثمانية ملايين وأحد عشر مليونا أغلبهم في تركيا ولبنان والأردن.
تنوعت الجهود الرامية إلى الحل، من مؤتمرات ومبادرات ووساطات دولية كلها فشلت أو لم تلق النجاح الكافي، كما قل عدد المؤيدين لما وصف بالمعارضة السورية المعتدلة من 150 دولة في أول اجتماعات ما سمي أصدقاء سوريا إلى عدد أقل من ذلك بكثير، لكن اليوم لم يعد باستطاعة أحد تحمل تكاليف الصراع الذي امتدت آثاره إلى الدول المجاورة كلها.
وقد بات السيناريو اللبناني والصومال مطروحا ويخاف منه كثيرون، فسوريا التي كانت في يوم من الأيام وطنا للجميع أصبحت أسوأ أماكن العيش، حتى يدرك الجميع أن العنف لا يجر سوى العنف وأن الرصاص يولد رصاصا يدفع ثمنه أبرياء الوطن.
أرسل تعليقك