عمان - كونا
يبدي سوريون لجأوا الى الاردن تخوفا من عدم وجود بوادر بقرب انتهاء محنتهم التي تتفاقم بدخول الازمة السورية عامها الرابع فيما يرى متخصص اردني ان اطالة امد الصراع تزيد انخراط السوريين في التركيبة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الاردني وتحولهم الى "مجتمع ديمومة".وفي الوقت الذي عبر لاجئون في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم عن "مرارة تعقيدات اقليمية ودولية" تلقي بظلالها على الصراع الذي شرد نحو تسعة ملايين سوري لجأ 5ر2 مليون منهم الى دول جوار سوريا راى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الدكتور موسى شتيوي ان كثيرا من اللاجئين السوريين انخرطوا في المجتمع الاردني واسسوا مصالح تربطهم بالمكان ما يحولهم الى "مجتمع ديمومة".واضاف شتيوي ان وجود غالبية السوريين في المدن والقرى سيكون له تاثير بنيوي على الديموغرافيا في الاردن وان الافق المسدود لحل الازمة السورية ستكون له تبعاته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على اللاجئين وعلى المجتمع الاردني وتزداد حدتها على قاطني المخيمات.من جانبه قال استاذ الفلسفة في جامعة تشرين سابقا الدكتور عزت السيد احمد ان تفاقم الازمة وعدم وجود حل في الافق زاد تعقيدات الحياة اليومية للاجئين الذين يعاني غالبيتهم احباطا يتفاوت ويصل لدى البعض الى "حد اليأس".ووصف ما يجري الان في سوريا بانه حالة فوضى ما فاقم ازمة اللاجئين وترك اثارا نفسية على غالبيتهم وان الوضع الداخلي ايضا لا يعطي للناس "بادرة حسن نية" تشجع الذين تركوا مدنهم وقراهم على العودة اليها لافتا الى تداعيات الازمة على المجتمع الاردني الذي يعاني اصلا شح الموارد.وحول رؤيته للحل اكد ان الحل بيد السوريين انفسهم فقط.وعن العون الذي يقدم للاجئين قال ان المساعدات تصل من خلال جمعيات خيرية وهذا النوع من المساعدة يطال جزءا من اللاجئين وليس كلهم ما يستدعي مأسسته لتعميم الفائدة.واضاف ان النوع الثاني من المساعدات هو ما تقدمه الامم المتحدة وهو مبلغ 30 دولارا للشخص الواحد شهريا "لا يفي باحتياجات الاسر ومتطلباتها خاصة ان الجميع يعيشون في بيوت مستأجرة".من جانبه راى طالب الصيدلة في جامعة فيلادلفيا الاردنية محمد عوض وهو سوري الجنسية ان غالبية اللاجئين فقدوا الامل في العودة الى سوريا وبدأوا يتأقلمون مع الوضع القائم واخذوا يبحثون عن حلول دائمة بالاستقرار في دول اخرى سواء جوار سوريا او حتى في اوروبا وباقي قارات العالم التي تستطيع استيعابهم.وقال ان العديد من السوريين وجدوا اعمالا في اماكن اقامتهم الجديدة واخذوا يعتادون الحياة خارج بلدهم ببناء اسلوب حياة جديد والانخراط في المجتمعات التي فروا اليها.وحول امكانية العودة الى سوريا اذا ما اتيحت للاجئين الفرصة شكك عوض في عودة اعداد كبيرة معللا رأيه بخوف الناس من حالة عدم الاستقرار والاوضاع القائمة هناك.وتشير بيانات رسمية اردنية الى ان عدد قاطني المخيمات لا يتجاوز ال160 الفا من اصل حوالي 4ر1 مليون سوري يعيشون في الاردن لجأ 641 الفا منهم ما بعد اندلاع الازمة في سوريا في شهر مارس عام 2011 فيما يعيش نحو 750 الفا في الاردن ما قبل هذا التاريخ.وتشير بيانات مؤسسة تشجيع الاستثمار الاردنية الى زيادة في اعداد المستثمرين السوريين المستفيدين من قانون المؤسسة خلال الثلث الاول من العام الحالي مقدارها سبعة في المئة.اما بيانات الصناعة والتجارة فتشير الى ان اعداد المستثمرين السوريين زادت خلال شهري يناير وفبراير عام 2013 بنسبة 197 في المئة فيما تبدو مظاهر انتشار العمالة السورية واضحة في سوق العمل الاردنية
أرسل تعليقك