اعرب مجلس الامن الدولي مساء الاحد عن "قلقه الشديد ازاء العدد المتزايد من الضحايا" في قطاع غزة وجدد دعوته من اجل "وقف فوري للاعمال العدائية".
وبعد مداولات في جلسة مغلقة استمرت ساعتين، دعت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى "العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2012" بين اسرائيل وحماس، وذلك في بيان تلاه يوجين غاسانا سفير رواندا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس.
ودعا المجلس الى "احترام القوانين الانسانية الدولية خصوصا حول حماية المدنيين"، وشدد "على ضرورة تحسين الوضع الانساني" في قطاع غزة.
واعربت الدول الاعضاء في مجلس الامن عن "قلقها الشديد من تصعيد العنف" و"اشادت بجهود مصر والامين العام للامم المتحدة بان كي مون من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار".
ويصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى القاهرة اليوم الاثنين لاجراء محادثات حول وقف اطلاق نار في غزة حيث قتل اكثر من 500 فلسطيني منذ بدء الهجوم الاسرائيلي قبل 14 يوما، وذلك في اطار جولة يقوم بها في المنطقة لتحريك جهود الوساطة بين اسرائيل وحماس.
وخلال المشاورات استمع اعضاء المجلس الـ15 الى تقرير لمستشار الامين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان حول جولة بان كي مون الى الشرق الاوسط.
وقال دبلوماسيون ان فيلتمان اكد ضرورة "معالجة الاسباب العميقة للنزاع من اجل التوصل الى سلام دائم". واشار ايضا الى "الاحتياجات الانسانية الضخمة" مذكرا بان 83 الف شخص لجأوا الى مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) في قطاع غزة.
وصرحت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنثا بارو ان وقف اطلاق النار يجب الا يترافق مع اي شروط وان "يسمح بمعالجة الحاجات الانسانية الطارئة".
ونقل دبلوماسيون عن السفير الفرنسي جيرارد ارو قوله ان "الاولوية هي وقف فوري لاطلاق الصواريخ وللهجوم الاسرائيلي". واشار الى الدور الاساسي الذي تلعبه كل من مصر والامم المتحدة في الوساطة.
واكد ان "غزة لا يجب ان تكون مخبأ كبيرا للسلاح ولا سجنا مفتوحا".
وعقد الاجتماع الطارئ في مجلس الامن بناء على طلب من الاردن العضو في المجلس وذلك بعد نداء وجهه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اكد في خطاب تلفزيوني الاحد ان "فشله في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي".
واضاف عباس ان "ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم (الاحد) في حي الشجاعية بقطاع غزة هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب".
وفي مجلس الامن طلب ممثل فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور من اسرائيل "احترام الدعوة التي اطلقها مجلس الامن".
واعتبر منصور الدعوة "اختبارا لاسرائيل"، مؤكدا ان "الساعات والدقائق ستحدد ما اذا كانوا سيحترمون هذه الدعوة من مجلس الامن". لكنه اشار ايضا الى ان المجلس لم "يتبن قرارا يدين العدوان على شعبنا".
وعلى هامش الاجتماع، اكد السفير الاسرائيلي رون بروزر للصحافيين ان اسرائيل "لديها الحق في الدفاع عن نفسها". وقال "سيكون هناك هدوء في غزة حين يكون هناك هدوء في اسرائيل".
ونفى اسر جندي اسرائيلي من قبل حماس التي اعلن جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام الأحد انه خطف جنديا اسرائيليا في قطاع غزة في خبر اثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الالاف الى الشوارع احتفالا به.
وكان بان كي مون دعا اسرائيل الى "ممارسة اقصى درجات ضبط النفس" لتجنب سقوط مدنيين، ودان "العمل الفظيع" الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية حيث شنت هجوما ادى الى مقتل اكثر من 72 فلسطينيا.
وقتل 502 فلسطينيين على الاقل منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو من بينهم اكثر من 140 الاحد اليوم الاكثر دموية.
وفي صفوف الاسرائيليين، قتل 13 جنديا من لواء غولاني الشهير في الاربع والعشرين ساعة الماضية في قطاع غزة مما يرفع الى 18 عدد العسكريين الذين قتلوا في الهجوم الذي اطلق عليه اسم "الجرف الصامد"، في اعلى حصيلة تمنى بها القوات الاسرائيلية منذ 2006.
وفي حي الشجاعية، شرق مدينة غزة قتل 72 فلسطينيا على الاقل معظمهم من النساء والاطفال والمسنين في القصف الكثيف الذي بدأ منتصف ليل السبت الاحد ويعد الاكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في اواخر عام 2008.
واصيب ايضا 400 شخص على الاقل في الشجاعية، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
أ ف ب
أرسل تعليقك