صنعاء – العرب اليوم
يعيش اليمن على وقع الأزمة الطاحنة التي دخل فيها بسبب سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة، في الوقت الذي تزايدت المطالبات بالإسراع لإطلاق سراح الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يخضع للإقامة الجبرية بسبب تدهور حالته الصحية، وشهدت منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، في شمال العاصمة، أمس، مواجهات جديدة بين المسلحين الحوثيين والمواطنين، وحسب مصادر قبلية في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، فإن ميليشيا الحوثيين قامت بتفجير منازل عدد من المشايخ والمواطنين وحملة دهم واعتقالات في صفوف السكان بالقرى، وذكرت المصادر أن نحو 20 شخصا من أبناء المنطقة سقطوا جرحى، في الوقت الذي جرى اعتقال آخرين ونقلهم إلى سجون خاصة في العاصمة صنعاء. وتعد منطقة أرحب من أكثر المناطق التي شهدت تدميرا على يد الحوثيين خلال الشهور الماضية وحتى قبل اجتياح العاصمة صنعاء، ويعتقد أن معظم سكان المنطقة ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي السني الذي يعده الحوثيون أبرز غرمائهم على الساحة اليمنية، وقد نددت الكثير من المنظمات الحقوقية اليمنية بما تقوم به ميليشيا الحوثيين في أرحب
في السياق ذاته، يواصل الحوثيون اجتياح مناطق محافظة البيضاء في وسط البلاد، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية مطلعة أن الحوثيين يقومون بضخ الأموال وشراء ذمم بعض رجال القبائل من أجل تسهيل دخولهم إلى المحافظة التي تعتبر بوابة نحو جنوب البلاد ونحو محافظة مأرب وبالأخص باتجاه المناطق النفطية، وتشير المعلومات الميدانية إلى تمكن المسلحين الحوثيين، أمس، من دخول مديرية الزهراء في البيضاء، دون مقاومة.
في هذه الأثناء، أعلنت مصادر في أحزاب «اللقاء المشترك» أنها ستقاطع الحوار الذي يجري برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر في صنعاء، وذلك بعد أن ساءت الحالة الصحية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يقبع منذ أواخر الشهر الماضي، في منزله تحت الإقامة الجبرية وتحت حراسة مشددة من قبل الميليشيات الحوثية، وقال محمد قحطان، القيادي في حزب الإصلاح، عبر إعلام حزبه، إن «الإصلاح سوف يقاطع الحوار حتى يتم الإفراج عن هادي وإسعافه إلى الخارج لتلقي العلاج».
وكانت أسرة الرئيس عبد ربه منصور هادي ناشدت العالم التدخل للإفراج عن الرئيس والسماح له بمغادرة اليمن إلى الخارج للعلاج، بعد أن تدهورت حالته الصحية، وقال أحد مستشاري هادي لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس يعاني مشكلات في القلب وإن وضعه تحت الإقامة الجبرية والتطورات الراهنة، فاقمت من تدهور حالته الصحية، ويصف المستشار الرئاسي اليمني»، الذي رفض الكشف عن هويته، موقف الحوثيين من هذه المناشدات بشأن الوضع الصحي للرئيس هادي بأنه نوع من «الكبرياء والتطنيش وسد الأذن لكل الأصوات، كما هو الحال فيما يتعلق بقضايا الوطن بشكل عام، وهو الأمر الذي لن يؤدي إلى تسوية سياسية حقيقية في الأمد القريب، لكننا نطالب وبشدة بسرعة رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء الآخرين، في الوقت الراهن». وهادي قائد عسكري من محافظة أبين الجنوبية ويبلغ من العمر 69 عاما، وتولى منصب نائب الرئيس عام 1994 وحتى عام 2011، عندما انتخب بالإجماع شعبيا رئيسا للبلاد للمرحلة الانتقالية.
في موضوع آخر، قالت مصادر محلية إن «الحوثيين نقلوا عددا من الطائرات العسكرية من ميناء محافظة الحديدة إلى محافظة صعدة، معقلهم الرئيسي، وإن تلك الطائرات كانت ضمن شحنة أسلحة روسية وصلت إلى اليمن قبل عدة أيام»، وقالت المصادر إن «طائرات إيرانية نقلت كميات كبيرة من الأسلحة من ميناء الحديدة إلى صعدة، الأيام الماضية، غير أن مصادر رسمية لم تنف أو تؤكد الخبر، في الوقت الذي أكدت السفارة الروسية بصنعاء أن تعامل موسكو في موضوع السلاح، يتعلق بالجهات الرسمية وليس غيرها».
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية في صنعاء أن عددا من شركات الطيران العربية والأجنبية أوقفت رحلاتها إلى صنعاء بعد تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد، في حين أكدت مصادر ملاحية انتظام رحلات الطيران بين صنعاء وطهران، خلال الشهرين الأخيرين، بصورة غير مسبوقة، وذلك منذ تولى الحوثيون زمام الأمور، وسيطر الحوثيون على مطار صنعاء الدولي والمطار العسكري المجاور له، وخلال الأشهر الماضية فرضوا طريقة جديدة في التفتيش، تمثلت في الصعود إلى الطائرات وتفتيش حقائب المسافرين الشخصية وهواتفهم والسؤال عن أسباب السفر وغيرها من الطرق التي طالت حتى الأجانب وليس اليمنيين فقط.
أرسل تعليقك