الرياض ـ العرب اليوم
طالب المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أنّ يتحلى المحتسبون بالعدل والبصيرة من دون جهل أو حماقة أو عدوان على من يحتسبون عليهم.
وأكد المفتي، خلال خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، في خطاب إلى المسلمين عمومًا: «كن عدلًا في الحسبة، فَأمُر بالمعروف وأنْهَ عن المنكر على علم وعلى بصيرة من دون حماقة وظلم وعدوان، وكن عدلًا في أحوالك كلها، فبالعدل تقوم الأحوال، واتق الله في نفسك وألزم العدل أحوالك كلها تكن من المحسنين».
وأكد أنّ على الحكام مراعاة العدل مع رعيتهم كي تستقر الدولة وتعتدل حالها، والابتعاد عن الضوضاء والقلاقل، وأنه إذا طُبق العدل عاشت الأمة في أمن واستقرار، مشددًا أن مراعاة الحكام جانب العدل في اختيار شخصيات لولايتهم ضرورة، لما يعينهم على الصلاح لهذه الأمة.
ووجه آل الشيخ في خطبته نصائح إلى الموظفين بضرورة الالتزام بمسؤولياتهم تجاه وظائفهم بالشكل المطلوب من دون غش ولا خيانة، مؤكدًا أنه لا ينبغي للموظف أنّ يُميز بين قريب أو بعيد، لافتًا أنه يجب الالتزام بالعدل والتعامل بالحسنى وإعطاء العمل حقه من الوقت، والقيام بواجباته كافة.
وأشار إلى أنّ من صور العدل عدل القاضي بين خصومه في مقابلة الحجة بالحجة وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة حدود الله على الصغير والكبير والقوي والضعيف من دون تمييز.
وطالب المفتي بتطبيق العدل مع الكفار لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأردف يقول: ومن العدل - أيها الإخوة - مع الأعداء، وإن كانوا كفاراً، العدل معهم، قال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، وقال (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين)».
وشدد أنّ العدل في تربية الأبناء ضرورة، وبين الزوجات، قائلًا: «ومن العدل أيضًا عدلك بين أبنائك بأن تظهر لهم المحبة والمودة والإكرام، فلا يشعروا منك بتفضيل بعضهم على بعض».
وأضاف المفتي: «إننا بلينا، في هذا الزمان بأمة هم أعداء الإسلام وأهله، باسم الإسلام تقمصوا الإسلام وأنهم مسلمون، في حين إذا تأملت أفعالهم رأيت تصرفات ضالة وأعمالاً خاطئة وإجراماً وفساداً وبلاء».
وأكد أنّ دماء المسلمين أشد تحريمًا، مبينًا أنّ الفئات الضالة والجماعات المنحرفة عن منهج الله المستقيم، الخاضعة لأعداء الشريعة أقلامهم، مخابرات عالمية، يريدون بذلك تشويه صورة الإسلام وقتل الأبرياء.
وتابع أنّ الإسلام حرم قتل النفس بغير حق وحرم المثلة.
وأفاد أنّ من العدل اهتمام الموظف بمسؤوليته، ويؤدي وظيفته على الوجه المطلوب «لا غش ولا خيانة ولا تساهل، فيؤدي الحق في وقته أداء وإتقاناً، ويتعامل مع موظفيه بالعدل والإحسان. ومن العدل في الخصومة أنّ يمكن للخصم يأتي بالحجة التي عنده».
أرسل تعليقك