غزة ـ العرب اليوم
قالت جون كونوغي ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف " في دولة فلسطين ان النزاع الحالي هو الأطول والأكثر دموية وتدميرا بين النزاعات الثلاثة الأخيرة التي شهدتها غزة موضحة أن الخسائر البشرية والمادية التي تسبب بها تفوق الوصف.
وقالت ان أكثر من ربع سكان غزة تعرضوا للتهجير عن أماكن سكناهم خلال النزاع الأخير.. وخلال الهدنة التي أعلنت لمدة ثلاثة أيام وجدت الأسر فرصة لزيارة بيوتهم لكن العديدين منهم اضطروا للعودة إلى مراكز الإيواء الجماعية حالما اتضح لهم المدى الكامل للأضرار التي لحقت بمنازلهم.
وأضافت كونوغي" أن الازدحام في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة وتستضيفها مدارس في أحيان كثيرة يجعل من الصعب تزويد هذه الأسر بالاحتياجات الأساسية وشروط النظافة لمنع انتشار الأمراض.. مؤكدة أن معدلات الإصابة بالإسهال والأمراض الجلدية آخذة بالارتفاع.. كما أن الخدمات الأساسية تتعرقل بشكل شديد إذ يجد 5ر1 مليون شخص صعوبة كبيرة في الوصول إلى المياه في حين يؤثر نقص الكهرباء على توزيع المياه وخدمات الصرف الصحي والخدمات الصحية ".
ونوهت إلى أن حوالي 400 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض الضائقة النفسية والتي تشمل التبول اللاإرادي والتشبث بالوالدين ورؤية الكوابيس وهم بالتالي يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي.. مشيرة إلى أن الأطفال دون سن الثامنة عشرة يشكلون نصف سكان غزة البالغ عددهم 8ر1 مليون نسمة.
وقالت المسئولة الدولية انه منذ اليوم الأول للتصعيد الراهن تحركت فرق التدخل النفسي-الاجتماعي الطارئ التي تدعمها اليونيسف لتقديم الدعم النفسي- الاجتماعي الأولي للأطفال المتضررين واستطاعت الوصول إلى 1870 طفلا في مختلف أنحاء قطاع غزة حتى الآن.
وعلى صعيد السعي لتحسين الأوضاع في الملاجئ الجماعية قامت اليونيسف بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتوزيع 1500 رزمة لأدوات النظافة للبالغين و ألف رزمة للوازم العناية بالأطفال و1388 صفيحة و4 الآف بطانية .. ويجري التخطيط لتوفير 24 ألف قطعة من الملابس للأطفال والنساء.
وقالت كونوغي في هذا الصدد إن الكفاح الشاق من أجل شفاء الجروح الجسدية والنفسية لدى الأطفال واستعادة البنية التحتية المدمرة في غزة يشكل مهمة ضخمة جدا.
وحسب أحدث الأرقام التي تحققت منها اليونيسف فقد ما لا يقل عن 429 طفلا حياتهم في الشهر الأخير نتيجة الضربات الجوية والقصف الاسرائيلي وهو ما يؤكد العواقب المدمرة التي جلبها التصعيد الأخير في العنف على الفئات السكانية الأصغر سنا والأكثر عرضة للخطر في غزة.. وأكدت أنه لم يتم تسجيل وفيات أخرى بين الأطفال منذ أن بدأ مفعول وقف إطلاق النار صباح يوم الاثنين الماضي.
ونوهت إلى أن ما لا يقل عن ألفين و744 طفلا تعرضوا لإصابات.. في حين يعاني بعض هؤلاء الضحايا الصغار من إصابات شديدة لا يوجد علاج لها في غزة وهم بالتالي بحاجة لأن تتم إحالتهم للعلاج خارج هذه المنطقة الساحلية المحاصرة.
أرسل تعليقك