د. باسم هنري يوضح أسباب الإنزلاق الغضروفي وعلاجه

كشف أستاذ العظام والعمود الفقري الدكتور باسم هنري عن حلول لمشاكل خشونة الفقرات ومشاكل أسفل الظهر .

وأوضح في حوار خاص مع "العرب اليوم" أن المعتقد القائل أن سبب آلام أسفل الظهر هو الإنزلاق الغضروفي، خاطىء، و الصحيح أن الإنزلاق الغضروفي يؤدي إلى آلام في الساقين أسفل الركبة ولا يسبّب أي آلام في الظهر، إلا في حالة الإنزلاق الغضروفي الداخلي، وفي هذه الحالة يجدر التشخيص السليم للمريض قبل إجراء أيّ تدخل جراحي.  كما نفى الدكتور باسم هنري الإعتقاد السائد أن الجراحة هي الحلّ المناسب الدائم لآلام أسفل الظهر لضمان التخلّص منها، وكشف أن الجراحة سوف تزيد الآلام أكثر.
ويوضح د. هنري في اللقاء عن كيفية التأكيد على وجود غضروف متمزّق يسبّب آلاماً في الظهر. فقد أثبتت الأبحاث المستندة على نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي ( MRI ) أن 35% ممن يبلغون عامهم الـ 40 يعانون من إعتلالات في الغضروف أو أكثر، ولكن لا يشعرون بأيّ ألم. لذلك فإن تحديد سبب ألم الظهر يُعدّ من الأمور المعقدة، ويؤكّد د. هنري على أن الإعتقاد أن تشخيص العلّة عبر صور أشعه الرنين المغناطيسي MRI سيحلّ المسألة ويُحدّد عبرها مصدر الألم فهو اعتقاد خاطئ.

 أسباب آلام اسفل الظهر وعلاجها :
1- الإنزلاق الغضروفي الداخلي Discogenic Pain ، وهو عبارة عن إنزلاق لنواة الغضروف داخل الطبقة الخارجية منه، نتيجة التمزّق في تلك الطبقة من دون أن يحدث الإنزلاق داخل القناة العصبية Herniation of nucleus pulposus inside anulous fibrosus . هذا الأمر لا يؤدي إلى الضغط على جذور الأعصاب، ولكن يُسبّب فقط بألم في أسفل الظهر أو الرقبة، على حسب وجود الغضروف من دون التأثير على الساقين أو الذراعين.  وفي هذه الحالة يرتكز ألم المريض في أسفل الظهر عند الحركة الزائدة ، والجلوس لفترة طويلة، والحركات المفاجئة، وحتى مع السعال والعطس حيث يصف المريض الألم وكأنه صدمات كهربائية تتملك من ظهره ليمتد هذا الألم الى أعلى الفخذين. حتى أن المريض سيشعر بالألم في منتصف العمود الفقري مكان الغضروف المتمزّق بمجرّد فحصه.
يتمّ التأكد من تشخيص تلك الحالة عن طريق صور الرنين الغناطيسي حيث يظهر هذا التمزّق في الطبقة الخارجية عبارة عن نقطة أو خط أبيض .
وفي حال عدم ظهور هذا التمزّق عبر صور الرنين المغناطيسي، يتمّ حقن الغضروف المشتبه به والغضروف الأعلى والأسفل له بصبغة طبّية عن طريق ثلاثة إبر متناهية الصغر يتمّ إدخالها، تحت تأثير المخدّر الموضعي، باستخدام الأشعة التداخلية حيث يتمّ تشخيص الحالة عند حدوث تسرّب لتلك الصبغة من التمزّق كما هو واضح في صورة الأشعة.

العلاج :

يتم البدء أولا بالعلاج التحفظي الذي يشمل الأدوية من مسكّنات ومضادات إلتهاب وعلاج طبيعي. وفي حال عدم نجاح هذه الطريقة، يتمّ اللجوء الى عمليات التدخّل المحدود حيث أنه لا دور للعمليات الجراحية في علاج مثل هذه الحالات.

تُسمى عملية التدخّل المحدود لهذه الحالة بعملية كيّ الطبقة الخارجية للغضروف (Biacuplasty) حيث يتم توجيه موجات كهرومغناطيسية على الطبقة الخارجية له من خلال قطبين من أطراف إبرتين يتمّ إدخالهما الى داخل الطبقة الخارجية للغضروف المتمزّق، تحت تأثير المخدّر الموضعي، باستخدام الأشعة التداخلية. تعمل هذه الموجات على رأب الصدع أو تمزّق الغضروف في حدود 20 دقيقة يستطيع بعدها المريض العودة الى حياته الطبيعية بعد يوم واحد على إجراء العملية.

2- إلتهاب مفاصل الفقرات - Facet joint arthropathy

يوجد بين كل فقرة وأخرى مفصل يُسمى المفصل الوجهي، وفي كثير من الحالات تلتهب هذه المفاصل نتيجة بعض الممارسات الخاطئة من المرضى، مثل حمل الأشياء الثقيلة والجلوس بأوضاع خاطئة والمجهود الزائد كما التعرّض للصدمات والإنحناء لفترات طويلة وعدم ممارسة الرياضة وغيرها من العادات الخاطئة، ما ينتج عنها اَلاماً على جانبيّ العمود الفقري كما هو موضح بالرسم، ويزداد هذا الألم مع تغيير الوضع من وضع السكون لوضع الحركة (من وضع الجلوس مثلا لوضع الوقوف). ويزداد الألم أيضاً في حال محاولة إمتداد العمود الفقري ويقلّ بالإستلقاء أو بوضع كمّادات من المياه الدافئة. وعند فحص المريض يتمّ التأكد من وجود ألم عند الضغط على منطقة المفصل المصاب، أما عند إجراء صور رنين مغناطيسي على الفقرات المصابة فيلاحظ وجود إرتشاح مائي على المفصل المصاب.

العلاج:

عند فشل العلاج التحفظي من علاج طبيعي ودوائي، يتحوّل العلاج الى تقنية التردّد الحراري على الأعصاب التي تُغذي مفاصل الفقرات. تتمّ هذه التقنية عبر تخدير موضعي دون أن تترك أيّ أثر على جسم المريض، حيث يشعر بعدها بالتحسّن في اليوم نفسه لإجرائه العملية ويعود في اليوم التالي الى حياته اليومية، ليشعر بالتحسّن تدريجاً إلى أن يتعافى تماماً في ظرف ثلاثة أسابيع من إجراء تلك التقنية.

3- إلتهاب مفصل العمود الفقري مع عظام الحوض Sacroiliac joint arthropathy

يوجد هذا المفصل بين الفقرات العجزية وعظام الحوض ويسمى بالمفصل العجزي الحرقفي. عندما يلتهب هذا المفصل للأسباب السابقة ذكرها لإلتهاب مفاصل الفقرات، يتألم المريض ألماً شديداً ويمتد هذا الألم من أسفل الظهر إلى الجهة الخارجية من الساق، وقد يمتد من الجهة الأمامية أعلى الفخذ في منطقة الحوض، كما هو موضح بالرسم، ليزداد الألم في حالة التحرّك من وضع السكون لوضع الحركة.
العلاج:

عند فشل العلاج التحفظي من علاج دوائي وعلاج طبيعي يخضع المريض الى تقنية التردّد الحراري على الأعصاب، وهي التقنية المغذية لمفصل الحوض. تتمّ العملية باستخدام الأشعة المرئية تحت تأثير المخدّر الموضعي، حيث يشعر المريض بالتحسّن الفوري باليوم نفسه ويعود الى حياته الطبيعية في اليوم التالي.

4- إلتهاب عضلات الظهرPsoas muscle,Quadratus muscle ,Pyriformis muscle

تنتج الآلام في عضلات الظهر عن عدّة أسباب أهمها الإصابات عن طريق الحركات المفاجئة غير المحسوبة لعضلات الظهر، أو التعرّض لإصابات مباشرة لأسفل الظهر، أو حمل الأشياء الثقيلة، أو الإنحناء لفترات طويلة، أو الإجهاد المستمر أو الأوضاع الخاطئة أثناء الجلوس أو أثناء الرقاد. كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى تمزّقات في العضلات أو إلتهابات ينتج عنها ألماً قد يمتد الى أعلى الفخذين، يزداد من وضع السكون لوضع الحركة ويقلّ عبر استعمال الكمادات الدافئة أو الباردة على حسب نوع الإلتهاب.
العلاج:

-عند التعرّض الى التهاب في العضلات، لا يستجيب المريض في هذه الحالة الى العلاج الطبيعي والعلاج الدوائي، بل الى جلسات ليزر تداخلي (weber needles) مضادة للإلتهابات، حيث يتمّ تسليط موجات الليزر التداخلي على مستقبلات الألم عن طريق قساطر ضوئية متناهية الصغر بإستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية (السونار)، تحت تأثير المخدر الموضعي. تساعد هذه الموجات من الليزر التداخلي على تحسين التغذية الدموية للعضلات التي تساعد على الإسراع من إلتئام تلك العضلات المصابة ، كما تُستخدم أيضا هذه التقنية لتأهيل عضلات الظهر بعد عمليات الإنزلاق الغضروفي وتوسيع القناة العصبية.

5-  وجود كسر بالفقرات أو هشاشة في عظامها.

العلاج :

 يمكن للمريض الذي يعاني من كسر في أحد فقرات الظهر، الخضوع الى عملية حقن إسمنتي لجسم الفقرة المصابة، والتي تتمّ عبر استخدام البنج الموضعي و الأشعة التداخلية . للمزيد من المعلومات نرجو مراجعة باب " الحقن الأسمنتي للفقرات