كشف رئيس بعثة أطباء بلا حدود غسان أبو شعر، أنه منذ تصاعد النزاع في اليمن في آذار/ مارس 2015، تواصل المنظمة الاستجابة للحاجات الطبيّة المتفاقمة في البلاد، مضيفًا أن المنظّمة اليوم تعمل في 13 مستشفى ومركزا صحيا في اليمن، كما تقدم الدعم لأكثر من 20 مستشفى ومركزا صحيا في 12 محافظة يمنية وهن، تعز وعدن والضالع وصعدة وعمران وحجة وإب وصنعاء والحديدة وأبين، وشبوة ولحج.
وأضاف أبو شعر في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" أن 1,784 موظفا محليا و 89 موظفا دوليا، تابعين لأطباء بلا حدود، يعملون في المراكز الصحية مما يجعل بعثة المنظّمة إلى اليمن من بين الأكبر لمنظمة أطباء بلا حدود حول العالم من حيث عدد الموظفين.
وأكد أبو شعر أن منظمة أطباء بلا حدود تشمل برامج علاج الحالات الطارئة لضحايا العنف والرعاية الطبيّة الخاصّة بضحايا الأوبئة والحوادث وتقديم الخدمات الاستشفائية للراشدين والأطفال والعمليات الجراحيّة والخدمات الصحّة الإنجابيّة، بالإضافة إلى برامج رعاية الأم والطفل، وخدمات الصحّة النفسيّة، والجراحة التقويمية.
وأشار غسان أبو شعر إلى أن تصاعد النزاع في اليمن منذ آذار / مارس2015، ساهم في خلق حالة طوارئ إنسانية واسعة النّطاق، موضحا أن الحرب والحصار تسببا في خسائر فادحة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والصحيّة، وأوضح أن استمرار الحصار وسوء الأوضاع المعيشيّة، تدفع محدودي الدخل من السكان إلى وضع استراتيجيات سلبية للتأقلم، يتمثل أحدها في التماس الرعاية الصحية فقط في مرحلة حرجة، مضيفا ان الكثير من الحالات الصحية لا تملك المال اللازم للتنقل أو حتّى للذهاب إلى المرافق الصحيّة لطلب العلاج.
وبيّن غسان أن أبرز أسباب انهيار القطاع الصحي عدم دفع رواتب موظفي وزارة الصحة في مختلف أنحاء البلاد منذ آب / أغسطس 2016، مبينا أن ذلك أثر تأثيرا عميقاً على توفير الرعاية الصحية، موضحا أن منظمة أطباء بلا حدود تدعم حوالي 1000 من موظفي وزارة الصحة العاملين في المستشفيات التي تديرها المنظمة ببدل حوافز، مؤكدا ان عدد الموظفين غير مدفوعي الأجر أعلى بكثير، وقال إن انهيار النظام الصحي يشكل عاملا في الانتشار السريع للأمراض والأوبئة وكان أهمّها تفشي وباء الكوليرا بالإضافة إلى ظهور أمراض أخرى منسية مثل الدفتيريا وأمراض متوطنة مثل الملاريا.
وتابع رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود أن بعض المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات محددة غير قادرين على السفر حتى داخل البلاد، فكيف بالسفر الى الخارج، وأضاف "أننا نسهّل بعض حالات السفر في إطار برنامج الجراحة التقويميّة، حيث ندير مكتبي إحالة في كل من صنعاء وعدن، لفحص الحالات التي تحتاج إلى جراحة تقويميّة وتحويلها إلى مستشفى أطباء بلا حدود للجراحة التقويمية في عمّان في الأردن.
ولفت إلى أن المستشفى يقوم بعمليات جراحية تقويمية في ثلاثة تخصصات وهي: كسور العظام، كسور الوجه والفكين، والجراحة التجميلية (بغرض تحسين الوظيفة وليس التجميل)، مؤكدا انه تم تحويل 166 حالة في العام 2017 ممن هم بحاجة إلى جراحات تقويميّة إلى مستشفى عمان.
وقال أبو شعر إن الحصار بالإضافة إلى ضعف إمكانية السفر للمرضى، أدّى إلى ارتفاع هائل في الأسعار، مما صعّب حصول الناس على السلع الأساسية والأدوية والإمدادات الطبیة، وأشار إلى أن زيادة تكلفة الوقود في البلاد، تعني أن على الناس أن يدفعوا المزيد من تكاليف النقل إلى المستشفيات، وبالتالي تدفعهم إلى الاختيار بين الذهاب إلى المستشفى وشراء الطعام لأسرهم، وقال ان المستشفيات تكافح من أجل تحمل تكاليف التشغيل ( الوقود)، مما قد يدفع بعض من المستشفيات التي لا زالت تعمل إلى التوقّف عن العمل.
وواصل غسان أبو شعر أن منظمة أطباء بلا حدود منذ نيسان / أبريل 2017، أخذت حصة كبيرة في الاستجابة للكوليرا التي أثرت بالفعل على أكثر من 620,000 يمني، وأوضح أبو شعر أنه ومع نهاية شهر أكتوبر / تشرين الأول انخفض عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها في مراكز علاج منظمة أطباء بلا حدود بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن المنظّمة باشرت بإغلاق غالبية مراكز علاج الكوليرا أو تخفيض قدرتها، وأضاف، ان وباء الكوليرا استمر انحساره في البلاد حتّى اليوم، مؤكدا أن منّظمة أطباء بلا حدود قد عالجت 103000 حالة منذ تفشّي الوباء في البلاد من خلال 37 مركزاً صحيّاّ.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود إن منظّمة طباء بلا حدود ، تعاونت مع منّظمة الصحّة العالمية لتحديد نقاط علاج حالات الدفتيريا المشتبه بها في المناطق الأكثر عرضة في اليمن، مشيرًا إلى أن منظمة أطباء بلا حدود تستجيب عن طريق افتتاح مراكز عزل وعلاج للخناق في المحافظات المعرّضة كإب (وسط اليمن) و الضالع (جنوب البلاد) وغيرها.
واستطرد "تعمل فرقنا، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبيّة، على توعية الناس لتجنّب انتشار العدوى، وأكد أن مراكز المنظمة بدأت باستقبال عشرات الحالات المشتبه اصابتها بالدفتيريا، وقال أبو شعر انه بحلول 4 كانون الأول / ديسمبر، أبلغ عن 318 حالة مشتبه فيها بوباء الدفتيريا و 28 حالة وفاة في 15 محافظة من أصل 20 محافظة في اليمن، وأشار إلى أن أغلب الحالات المشتبه فيها هي أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 14 عاما، ونحو 95 في المائة من الوفيات هم من الأطفال دون سن الخامسة عشرة، وتابع : يوجد ما يقرب من 70 في المائة من جميع الحالات المشتبه فيها في محافظة إب (وسط اليمن ).
وكشف أن الميزانيّة الإجمالية لبرامج المنظّمة في اليمن في العام (2017) بلغت 63.71 مليون يورو، مضيفا ان عدد موظفي المنظمة بلغ 1,784 موظفا يمنيا و89 موظفا دوليا (اعتبارا من نوفمبر /تشرين الثاني 2017). وفيما يخص الخدمات الطبية التي تقدمها بلا حدود قال إن المنظّمة قدمت منذ مارس/آذار 2015 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2017 ، 54,315 عمليات جراحية مضيفا أن عدد المرضى الذي تم إستقبالهم في غرف الطوارئ بلغ 718,802، وأشار إلى أن جرحى الحرب وضحايا العنف بلغ 71,932 إضافة إلى ذلك 23,326 طفل تم إستقبالهم في قسم رقود الأطفال، وقال غسان ان عدد المرضى في قسم رقود الراشدين بلغ 73,423، وأوضح أن عدد الاستشارات الطبيّة التي تقدمها المنظمة الطبية للنازحين 205,240،
وواصل أبو شعر أن حالات الولادات التي استقبلتها المنظة، بلغت 43,851، مشيرًا إلى أن المنظمة قدمت 75,482استشارات للصحّة الإنجابيّة، و21,959تحويلات طبية، ولافتًا إلى أن مراكز اطباء بلا حدود تمكنت من علاج10,291 حالت مصابة بالكوليرا و9,515 حالة مصابة بسوء التغذية ، وقال ابو شعر إن المنظمة قدمت 171,236 استشارات طبية للعيادات الخارجية. واختتم ابو شعر، حديثه بالقول أن أكثر من نصف المراكز الصحية في البلاد لا تعمل بسبب التدمير، ونقص الأدوية والموظفين، اضافة الى انعدام الأموال لتشغيل التكاليف، وقال ان النظام الصحي في البلاد سيحتاج، إلى سنوات عديدة لاستعادة عافيته مشيرا الى ان ذلك لن يحدث إلا بعد توقّف الحرب.
أرسل تعليقك