كشف طبيب وخبير التجميل الدكتور سامي سعد، رفضه لتسمية لبنان بلد السياحة التجميلية فقط، رغم أنهم يفخرون بهذا اللقب، لأن هذا يدل على أمرين، الأول أن الناس في الخارج ما زالوا يؤمنون بلبنان باعتبارها بلدًا مستقرًا، لأنه لو كانوا غير واثقين بهذا الاستقرار ما كانوا جاؤوا إليه حتى لو كانوا مؤمنين بأطبائه، والأمر الثاني هو الثقة الكبيرة التي يولونها لأطبائه وللجهاز الطبـي في لبنان بشكل عام بأنهم سيقدمون لهم أفضل النتائج من دون أي سلبيات ومخاطر، هذا كله بالطبع مدعاة للفخر.
وأوضح سعد في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن نسبة السيدات اللواتي يقصدونه من الدول العربية ليست أعلى من نسبة السيدات اللبنانيات، وتبلغ نسبتهن قياسًا بالأرقام التي تقصد العيادة حوالى 35 في المائة، مضيفًا "الأكثرية التي تقصدني من الكويت، هذا بالنسبة لي، ويوجد أيضًا من جنسيات عربية مختلفة، وأن عمليات تجميل الأنف تحتل الرقم الأعلى، ويقسم الموضوع إلى شقين، يوجد عمليات جراحية تتطلب تخديرًا حتى ولو كان موضعيًا أو عامًا، ويدخل فيها الجراحة ومقص الجراح، وهي ما تعرف بالعملية الجراحية البحتة، والثاني هي العمليات المساعدة للجراحة مثل الحقن والإبر واللايزر، وعمليات تجميل الأنف ليست خاضعة فقط إلى سلطة جراحة التجميل فقط، لأن هناك الكثير من الأطباء من اختصاصات أخرى مثل أنف أذن حنجرة، يجرون أيضًا هذه العمليات، وكذلك أطباء جراحة الفك يدخلون في هذا الموضوع".
وأضاف سعد "أن عمليات تجميل الأنف هي الأكثر بالنسبة إلى الطلب عليها، ثم تتنوع بين عمليات الشفط وتجميل الجسم إن كان شد البطن أو الفخذين، ويتبعها عمليات الثدي من تكبير أو تصغير، وأقل نسبة هي عمليات تجميل الوجه أو جراحة شد الوجه، والسبب يعود إلى أن معظم السيدات اللبنانيات لديهن حياة اجتماعية بشكل متواصل، فلا يستطعن التغيّب عن هذه الأجواء لمدة تفوق الأسبوعين الذي تتسبب به الجراحة، لكن لا شك أنهن في النهاية يصلن إلى مرحلة ليس لديهن فيها حل إلا الجراحة، ولا يوجد إحصائية معينة لعدد العمليات التجميلية التي تجرى سنويًا في لبنان".
وتابع "عدد الأطباء الذين يتجاوبون معنا قليل جدًا، وأنا سكرتير الجمعية العالمية لجراحة التجميل، وهذه الجمعية ترسل لطلب إحصائيات، وأقوم بدوري بتوزيعها على الأطباء في لبنان لكن الذين يردون قلة، ويوجد الكثير من العمليات التي تجرى في السر، أو لأنها لمشاهير لا يحبون أن يبوحوا بها، أو لأنها تُجرى في عيادات أو أطباء يأتون من خارج لبنان ويجرون العمليات في مستشفياته لأنهم لا يريدون أن يصرّحوا عنها تهربًا من الضريبة في بلدهم، لذلك وللأسف ليس لدينا إحصائيات جدية في هذا الموضوع. أحد الأطباء ذكر مرة في إحدى إحصائيات أنه يوجد حوالي مليون عملية جراحية في لبنان وهذا فعلًا مبالغة لأن المعقول هو كما قاله طبيب آخر أي أن كل طبيب يجري ما معدله بين 400 و500 عملية جراحة تجميل في العام، فنجد أن المجموع هو بين أربعين وخمسين ألف عملية سنويًا".
وأكد أن التجميل هو إصلاح شيء موجود في الأصل مثل أنف كبير مثلاً، ولا يكون لديه مشكلة عضوية واضحة أو تتطلب جراحة وهي بالأصل من الكماليات، لكن بسبب الضغط الاجتماعي الموجود في العالم كله وليس في لبنان فقط أصبح الأمر يتطلب إجراء جراحات تجميلية، أما الترميم فهو التصليح نتيجة حادث مثل ترميم الحروق أو الجروح الكبيرة وإصابات الحرب تماماً كما كان يجري خلال الحرب. وقال إن في لبنان الرجل دخل بقوة إلى هذه الساحة مقارنة مع المراحل السابقة، أما مقارنة مع الرجل في الخارج نرى أن نسبة دخوله هذا الميدان ما زالت قليلة إلى حد ما، والدافع في الخارج يختلف عما هو عندنا في لبنان، لأنه في الخارج أصبح الرجل عندما يتجاوز الـ55 سنة أكثر حرصًا على المحافظة على جسمه وشكله ليكسب المركز المعيّن الذي يطمح إليه أو الوظيفة، لأنه يوجد تركيز على الشكل الذي يؤدي دوره للأسف، فإذا كان شكل الرجل نافرًا يمكن أن يؤثر منذ بداية الطريق.
وبيّن أن الرجال مجموعتان، المجموعة الأولى وهي في أوائل العشرينيات وأكثرهم يطلب عمليات تجميل الأنف وبعضهم يعاني من الدهن الزائد في منطقة الصدر فيطلبون التجميل في هذه المنطقة، ومرحلة عمر ما بعد الأربعين يكثر عند الرجال تراكم الدهون وتعب في الوجه فيطلبون الـBotox والـFilling وحتى البعض يطلب شفط الدهون وشد الوجه.
وشّدد على أن الرجل لا يتطلب من حيث التجميل عمليات مثل المرأة، ويتردد كثيرًا قبل الإقدام على الخطوة، ولكنه عندما يأخذ القرار يقدم على العملية ويتقبل النتيجة مهما كانت، يعني أقصى ما يطلب الرجل تحسن نسبته 70 إلى 80 في المئة أما السيدة فيكون قرارها أسرع ولكنها متطلبة في النتيجة أكثر.
ولفت إلى أنه يوجد نوعان من عملية رفع الحواجب، إما رفع الثلث الخارجي للحاجب وهذه الحالة التي يسببها تقدم العمر، وإما رفع الوسط للحاجب وكثير من الناس توجد لديهم "خلقة"، والشكل المثالي للحاجب يجب أن يكون من الداخل وكأنه نازل وفي الوسط مرتفع وفي الطرف مستواه على الوسط، يعني على طريقة تشبه القوس، أقل نقطة فيه من الداخل وأعلى نقطة فيه في الوسط أو بالوصلة بين الثلث الخارجي والثلثين، مضيفًا: "هناك أطباء مستعدون لإجرائها في العيادة، ولكنني أقول إن العيادة هي للعمليات الأكثر بساطة منها لأن أي جراحة يمكن أن تكون قريبة من أي أعصاب دقيقة في الوجه مثل عصب الجبين وعصب الإحساس وأعصاب الوجه، أفضّل إجرائها في المستشفى كي لا أغامر أن يُضرب عصب مهم وقد يسبب بشلل في قسم من الوجه أو غياب إحساس فيه، ولكن يمكن أن يتواجد عند البعض عيادات مجهزة وكأنها مستشفى مع الإضاءة الجيدة والناضور المناسب والمعدات اللازمة، وعلى الطبيب ألا يستهين بكل التفاصيل".
وشرح بأن الأنف لا يحتوي على الدهن مثل باقي أنحاء الجسم، ولكن المقصود هو أن يكون العضم موقعه غير صحيح فنعمل على إعادته إلى مكانه المناسب كي يكون شكله مقبولاً أكثر شرط أن يتناسق مع الوجه، فلا نستطيع مثلاً أن نضع أنف سيدة من أوروبا الشرقية على وجه سيدة سمراء من الخليج، موضحًا أنه عندما يصطحب معها السيدة صورة لفنانة أو لسيدة ما وتطلب منك أن يكون أنفها مطابقاً لأنف صاحبة الصورة، بل آخذ من الصورة الفكرة التي تريدها السيدة، لأن هناك بعض السيدات لا يستطعن تفسير ما يردن، وهنا دوري أن أشرح لها إن كان يناسبها أولاً، وإذا كنت قادرًا على تلبية طلبها، لأنه توجد حالات لا نستطيع فيها تنفيذ رغبتها لعدة أسباب منها أن يكون جلدها سميكاً والعظم كبيرًا، هنا مهما حاولنا تصغير أنفها، لن ننجح بالصورة التي تريد السيدة، هنا نضعها في الصورة ونصارحها بعدم إمكانية الحصول على ما تبتغيه بشكل كامل، وننصحها بما يلائمها، وأركز على نقطة هامة، وهي ان أقنعها برأيي لا أن تقنعني برأيها.
ولفت إلى أنه لا يوافق أبدًا على مبدأ تغيير الملامح، والتجميل يجب أن يكون عملية ترتيب أكثر منه تغيير شكل، وأن البروتيز هو لتصليح النقص في العظم، يوجد أشخاص تكون عظمة الذقن عندهم متراجعة إلى الخلف فنستعمل هنا البروتيز، وإذا كانت كرسي الخد ضعيفة جداً ورفيعة بسبب نقص في العظم وليس في الدهن، هنا تستفيد السيدة من البروتيز. أما البروتيز الذي يوضع لتعويض نقص بسبب ضعف زائد او بسبب العمر والتعب فهنا افضل وضع مادة أخرى، وعادة أنا من مؤيدي حقن الدهون من الجسم.
واستطرد حديثه قائلًا "يوجد طلب كبير على البروتيز وهذه العملية هي عبارة عن شق صغير على ثنية الثدي من الأسفل أو حول الهالة أو الحلمة، ويوجد بعض الأطباء الذين يجرونها من تحت الابط ولكنها غير مرغوبة بهذه الطريقة ونسبتها قليلة وفي كل الحالات تدخل حشوة مصنوعة من غلاف سيليكون في داخله سيليكون جل طبي، ومن حيث إقبال على هذه العمليات من قبل السيدات العربيات إجمالًا السيدات العربيات لديهن أحجام زائدة، ويريدن التصغير لا زيادة الحجم"، موضحًا أن تكبير الثدي يعتبر أهون من ناحية أنه أقل ندبات وجروح من عمليات التصغير أو رفع الثدي، ولكن له سلبياته أيضًا من ناحية إذا لم يتقبل الجسم البروتيز بشكل جيد أو إذا كانت نوعيته غير جيدة يمكن حينها أن تتسبب بتشوهات، لذلك المطلوب الدقة والحذر والانتباه،. ولا نستطيع أيضا أن نوافق مع السيدة على الحجم الذي تطلبه لأننا نأخذ في الاعتبار مقاسات الكتفين والقفص الصدري وطولها وسماكة جلدها ومدى العمق في ثديها، لذلك نفضل أن يكون مظهر السيدة أقرب إلى الطبيعي ولا نعطي حجمًا أكبر من اللزوم".
وواصل "لا يوجد شيء اسمه صفر خطورة في الطب حتى لو كان عملية استئصال شامية، ولكن نستطيع القول ان نسبة خطورتها مقبولة وضمن المعقول، يجب ألا يكون لعمليات التجميل أي نسبة خطورة أكثر من عملية جراحية أخرى، فإذا أرادت السيدة إجراء عملية شد بطن، ليس من المفروض أن تكون الخطورة على حياتها أكثر من عملية الفتاق مثلاً أو ربط الأنابيب، فعملية التجميل هي اختيارية ولا دواعي طبية تجبرها على الخضوع لها بل الدواعي غالبًا ما تكون شخصية، لذلك ليس من المفروض أن تحمل نسبة خطورة أكثر من العمليات الجراحية العادية، وفي النهاية نحن نعمل مع جسم إنسان وليس مع جماد كي نلغي المشاكل".
وأكد أنه إذا لم تنجح العملية من المرة الأولى، لا مانع من تكرارها مرة ثانية، ويوجد أنواع عدة من الطلبات التي تطلبها السيدة، فمنهن من يطلبن أكثر بكثير مما يمكن أن يستطيع الطبيب إعطاءه لهن ولا يناسبهن، أنصحها هنا بألا تخضع للعملية لأنه مهما كانت النتيجة لن تكونه سعيدة وسيشعر الطبيب بالإنزعاج لأنها لا تقتنع بأية نتيجة، وسيحدث نوع من التنافر بين الطبيب والسيدة، والحالة الثانية هي عندما تكون سلبيات العملية اكبر من حسناتها، مضيفًا: "أنا حذر جدًا في هذا الموضوع واتنبه لأية سيدة تكون خاضعة لعدة عمليات تجميل وأول ما ينبهني هو عدد العمليات، التي تكون قد اجرتها قبل المجيء إلـيّ ورغم هذا لا تكون مقتنعة بالنتيجة، وأصنفها بأنها مدمنة على عمليات التجميل".
وأردف "أقول ألا يتطلبن كثيراً بالتجميل لأن له أصولاً ومقاييس معينة يجب أن يلتزمن بها ويقتنعن من الطبيب ويتقبلن فكرته ونصيحته، فعلى سبيل المثال السيدة التي تتجاوز الخمسين سنة ولديها ترهل واضح في وجهها، الحل لمشكلتها ليس تعبئة وجهها بشكل يبدو كبيرًا ويطغى على شكل جسمها، إنما الحل هو بالجراحة وشد وجهها، وعلى كل سيدة تنوي الخضوع لعملية تجميل أن تسأل عن الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم الموجودة في لبنان، التي تضم 80 طبيبًا، صحيح أن هذه الجمعية لا تضم كل أطباء التجميل أو من يسمون أنفسهم جراحي تجميل، لكن المؤكد أن كل الأطباء المنتمين إلى هذه الجمعية خاضعون للتدريب المناسب لينالوا شهادة جراحة تجميل وترميم، يعني جراحة التجميل لا تكون بمبدأ أن ينهي الطبيب دراسة الطب العام أو جراحة عامة أو أي اختصاص ثان، ثم يذهب ويجري دورة لمدة شهر ضمن مجال معين ثم يسمي نفسه أخصائيا فيها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أخصائي التجميل والمزينين النسائيين أو الممرضين الذين يجرون الدورات أو يحضرون المؤتمرات لأيام معدودة، ثم يعودون ويعتبرون انفسهم أخصائيين بالـBOTOX وfilling وغيرها".
واختتم حديثه قائلًا إن كل شيء له ثمنه في هذه الحياة، الأطباء المشهورون جدًا يأخذون أجرًا مرتفعًا أكثر من الأطباء غير المعروفين، وكلما كان الطبيب له خبرة أعوام أكثر كلما اعتبر أن هذه الخبرة لها ثمنها، وهذا ما يحصل أيضًا في فرنسا وأميركا والعالم كله، ويجب على السيدة التي تود الذهاب إلى هذا النوع من الأطباء أن تتحسب له، مع الاعتبار أنه إلى حد ما سوف يعطيها أفضل نتيجة ممكنة، ولكن هذا لا يمنع أن يعطي الطبيب المتخرج حديثاً نتيجة جيدة، لذلك لم تعد الجراحة التجميلية حكرًا على طبقة معينة خصوصًا أن معظم الآنسات والسيدات في وقتنا الحاضر يعملن وينتجن
أرسل تعليقك