القاهرة – العرب اليوم
يعتمد الإنسان على نظام غذائي يختلف في التوقيت والنوعية، في الصوم في شهر رمضان المبارك عن باقي أيام السنة، وهو ما يعني أن أي تغيير في النظام الغذائي بعد ذلك قد يؤدي إلى مشكلات صحية؛ للعديد من الأشخاص، ولا سيما في الجهاز الهضمي؛ كاضطرابات عسر الهضم، والتهاب المعدة، وزيادة الوزن وغيرها، وفق مختصين في هيئة الصحة بدبي، والذين نصحوا بالتدرج في تناول الوجبات والتركيز على الوجبات الصغيرة والمتفرقة، مع الاستمرار على نظام غذائي معتدل ومتوازن وصحي، كما شدد المختصون على العودة التدريجية لبرامج التغذية الصحية الاعتيادية بعد رمضان لتفادي أي مشكلات محتملة.
تدرج
وأكدت زكية الهاشمي أخصائية التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي على ضرورة التدرج السلس في تناول الوجبات الغذائية الصغيرة والمتفرقة في الانتقال من مرحلة الصوم إلى مرحلة ما بعد رمضان، والاعتماد على الخضروات والفواكه، مشيرة إلى أن الالتزام بروح شهر رمضان طوال العام، وتنظيم الوجبات الغذائية، وتناول الأكل الصحي المتوازن المعتدل في الكميات والمختلف في الأنواع، الذي لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية أو النسب العالية من الدهون، يؤدي دوراً أساسياً في التمتع بصحة جيدة وحياة صحية.
وأضافت هناك نصائح عدة مهمة يجب اتباعها حتى نحقق هذا الهدف، ومنها تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مع تناول الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه، ولابد من تناول الخبز البني والأرز والمنتجات المصنعة من الحبوب الكاملة، والحفاظ على الوزن المناسب.
عوامل
ونبهت إلى ضرورة الانتظام في تناول الوجبات، حيث إنّ إهمال إحدى الوجبات الأساسية قد يؤدي إلى الإحساس بالجوع المفرط، الذي يتسبب في تناول كميات كبيرة من الطعام، فعند الشعور بالجوع تهمل أساليب التغذية الجيدة تماماً، وينصح أيضاً بتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات للتغلب على الإحساس بالجوع، وبالتالي عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، ولكن يراعى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الخفيفة حتى لا تتحول لوجبة أساسية.
وقالت الهاشمي: يجب التوازن في اختيار أنواع الوجبات فعند تناول بعض الأطعمة الغنية بالدهون، لا بد من تناول نوع آخر من الطعام خالٍ من الدهون لمعادلة الكمية الكلية المتناولة من الدهون، أيضاً عند عدم تناول نوع معين من الطعام أو العناصر الغذائية في يوم معين، فلا بد من تناولها في اليوم التالي لتعويض الفاقد، فخيارات الطعام في أيام عدة متتالية ينبغي أن تكون متوازنة ومتنوعة للحفاظ على الصحة.
حلويات العيد
كما أوضحت: خلال أيام عيد الفطر يتم التركيز على تناول الأطعمة المتنوعة والحلوى والمكسرات المختلفة بين الوجبات، ابتداءً من صباح اليوم الأول للعيد، متجاهلين أن الجسم قد اعتاد خلال شهر كامل على الراحة من الطعام، مما يربك الجهاز الهضمي، لذلك ينصح بالمحافظة على مواعيد الوجبات، وتناول الطعام بكميات قليلة ويجب تجنب الإسراف في الطعام مصداقاً لقوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
وأضافت: تشكل حلويات العيد جزءاً خاصاً من العيد، وخصوصاً الحلويات الشرقية المختلفة مثل الكنافة والقطايف، التي تحتوي على نسبة عالية جداً من الدهون والسكريات ويؤدي الإفراط في تناولها إلى إرباك الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوباً بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى. وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بداء السكري والسمنة وبارتفاع نسبة دهنيات الدم وأمراض القلب والشرايين، لذلك، من المفضل عدم المبالغة في تناولها على الرغم من ضغوط الضيافة والإلحاح الذي يشتهر به مجتمعنا، فينصح باختيار حبة فاكهة بدلاً من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية.
إفراط
بدوره، أشار الدكتور محمد المازم استشاري السمنة في مستشفى دبي إلى أن الحفاظ على الوزن المثالي بعد شهر رمضان يتطلب العودة إلى برامج التغذية الصحية السليمة وعدم الإفراط في تناول الوجبات السريعة لأنها مدخل للعديد من أمراض العصر بما فيها السمنة والتي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وارتفاع نسبة كوليسترول الدم، منوهاً بأن الوزن المثالي يعتمد على عوامل عدة ومنها: الجنس (ذكر أو أنثى)، والطول والعمر، وبعض العوامل الوراثية، كما أن النحافة المفرطة تزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات، ولذلك عند التفكير بإنقاص الوزن، لا بد من الاستعانة بخبير التغذية لتنظيم بعض العادات الغذائية والتحكم في الوزن، كما أن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على الاحتفاظ بالوزن المناسب.
معدلات
شدد الدكتور محمد المازم استشاري السمنة في مستشفى دبي على ضرورة التدرج في تناول الوجبات بعد شهر كامل من الصيام وعدم إرهاق المعدة، لأن ذلك يؤدي إلى مشكلات في الجهاز الهضمي وفقد السيطرة على المعدلات الطبيعية للأمراض المزمنة، وبالتالي يجب المحافظة على اختيار الغذاء الصحي والابتعاد كلياً عن المشروبات الغازية والسكريات والنشويات.
قد يهمك ايضا:
عسر الهضم قد يكون مؤشرا لمرض خطير
اضطراب المعدة وعسر الهضم نتيجة لعدم هضم الطعام
أرسل تعليقك