عمان ـ إيمان أبو قاعود
كشف خبير الطب الشرعي لدى المحكمة الجنائية الدولية، الدكتور هاني جهشان، أن أصعب التحديات التي تواجه الطبيب الشرعي في البلدان العربية، تتمثل في مشاركته في حُكم الإعدام وفحص العذرية.
وأضاف جهشان في حديث إلى "العرب اليوم" أن مهنة الطب الشرعي لا تخلو من التحديات والتعقيدات، موضحًا أن القسوة ليست محور الطب الشرعي بالمطلق من الناحية العملية ،بل القسوة تكمن في مظاهر العنف والجريمة والتي يتطلب مواجهتها من خلال الطبيب الشرعي وحنكته لتحقيق كشف الجرائم وتحليل مظاهر العنف وبالتالي الوقاية منهما.
وأكد جهشان خبير شؤون معالجة العنف ضد الأطفال لدى منظمة "اليونيسف" أن اختياره لمهنة الطب الشرعي جاءت لأنها تحافظ على صحة وحياة الإنسان، معتبرا أن كل مواطن في المجتمع يستحق حياة أفضل ،وتوفير ذلك لا يقتصر على التخصصات الطبية الرئيسية المعروفة، حيث إن للعنف والجريمة أثار سلبية على صحة المواطن، مشددًا على ضرورة مواجهة ذلك بالطب الشرعي حفاظًا على الفرد والمجتمع.
ونوه خبير الطب الشرعي إلى أن هناك عددا كافيا من الأطباء الشرعيين في الأردن لمتابعة حالات الجثث وإصابات حوادث السير وجرائم القتل وإصابات العمل والانتحار ، وضحايا العنف غير القاتل كالعنف الأسري.
وأوضح جهشان أن إعداد الطبيب الشرعي يتطلب إكسابه معرفة طبية متخصصة ومهارة فائقة في الكشف السريري وإجراءات التشريح، ولأهمية وخطورة الموضوع لا يسمح للطبيب الملتحق حديثا بالتعامل مع الحالات منفردًا بل يظل تحت الإشراف المباشر لسنوات عدة من قبل أطباء كبار في مجال التخصص ، إذ لا مجال للتجارب الشخصية في معضلات الطب الشرعي .
واعتبر جهشان أن أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه الطبيب الشرعي بشكل عام هي مشاركة الطبيب الشرعي في تنفيذ حُكم الأعدام، وإجراء فحص العذرية ،إضافة إلى حماية ضحايا العنف الأسري والعنف ضد الأطفال والعنف الجنسي ،ووفيات الأطفال المفاجئة مشيرًا إلى ان الكشف الطبي على بعض السجناء وموقوفي العنف مجازفة تهدد حياة الطبيب، وعلى الطبيب أن يوازن في كيفية استخدام علمه لتحقيق العدالة والحفاظ على حقوق الإنسان في المجتمع ، وبين كتمانه للسر المهني ولحرية المريض بالموافقة على الإجراءات الطبية والتي تكون في أغلب الأحيان مواقف صعبة تحتاج لقرارات قائمة على العلم والقانون .
كما اعتبر جهشان شخصية الإنسان ونفسيته ومزاجه ونظرته للحياة هي خبرات حياتية متراكمة تبدأ من الطفولة، ويكمن دور الطبيب الشرعي في أن يكون مؤثرا في الأحداث التي يتعامل معها ولا يُتوقع منه أن يتصف بالسلبية وعليه أن يتعدى مهارة إجراءات التشريح والكشف السريري إلى ما هو أبعد من ذلك لردع الجريمة وحماية الأسرة وبالتالي حماية المجتمع .
ورأى جهشان أن هناك تقديرًا كبيرًا لأهمية الطب الشرعي في الأردن من قبل المهنيين في مجال القضاء والشرطة والمحاماة إذ لا يَتم النظر في أي قضية تقع على جسم إنسان إلا بعرضه على الطبيب الشرعي مؤكدًا أن تَخصص الطب الشرعي في الأردن وصل إلى مرحلة علمية وأكاديمية متطورة.
وأعرب جهشان عن اعتقاده أن أكثر القضايا التي أثرت فيه هي التفجيرات الإرهابية التي حدثت في الأردن عام 2005، مشيرًا إلى أنه تم إنجاز التعرف عل جميع الجثث في وقت لا يتعدى 12 ساعة، موضحًا أن طبيعة عمله تحرمه من ممارسة هواياته والتي تتمثل في الرسم والتصوير.
أرسل تعليقك