أكد الفنان المصري حسن يوسف أنه أعطى مفهومًا جديدًا للدين الإسلامي بعد محاولات تشويهه من قبل الجماعات المتطرفة، من خلال مسلسل "دنيا جديدة" الذي يُناقش فيه الإسلام الوسطي، مشيرا إلى أنه تلقى تحذيرات وتهديدات كثيرة بسبب مشاركته في المسلسل.
وأوضح يوسف في حوار مع "العرب اليوم" أن سبب مشاركته في "دنيا جديدة" أنَّ "فكرة المسلسل جيدة وملائمة للفترة الحالية وبالتالي ستكون قريبة من المشاهد ويعتبر مسلسل "دنيا جديدة" عمل وطني وذلك لأنه يكشف خطر التشدد والتطرف في الدين".
وأضاف: "أتمنى أن تصل فكرة ومضمون المسلسل إلى كل المصريين، وغالبية المصريين الذين يتبعون المنهج الوسطي للإسلام ويؤمنون به؛ لأن هذا هو المنهج السليم الذي دعا إليه سيدنا محمد ودعا إليه الإسلام عمومًا ومتفائل جدًا بردود الفعل حول المسلسل وأتوقع أن يحصل على أعلى نسب مشاهدة ويحقق نجاحًا وسط المنافسة الرمضانية خلال العرض الثاني له وخصوصًا أن المشاهد يُفضل هذه النوعية من الأعمال خلال شهر رمضان الكريم وهذا سيُزيد من نسبة المشاهدة وسيكون في صالح دنيا جديدة".
وتابع: "كل ردود الفعل التي تلقيتها كانت طيبة وإيجابية ولم أرَ شخصًا شاهد العمل إلا وقال إنَّ العمل مميز ومختلف عما يُقدم حاليًا على الشاشات وهذا ما كنت أتمناه أن ننفرد بعمل جيد ومميز يضيف للمشاهد المصري".
وعن كواليس "دنيا جديدة" قال: "كواليس مضحكة ففريق العمل يمتلك حسًا فكاهيًا ساعد على أن تعم روح جميلة داخل الأستوديو على الرغم من أن طبيعة المسلسل غير مضحكة فكلها أحداث واقعية ولكن ساد جو من الألفة بين الممثلين في الأستوديو، كما أن هناك روح تعاون بين كل فريق العمل وهذا سيظهر على الشاشة إلى الجمهور".
وأشار إلى أنَّ "أبرز المشاكل التي واجهناها هي المادية والسيولة التي عرضت العمل للتأخير أكثر من مرة وقمت بتقليل أجري في العمل لدعم الإنتاج الحكومي ولخروج العمل في السباق الرمضاني وعدم تعرضه للتأجيل والحمد لله نجحت أنا وفريق العمل في اللحاق بالمنافسة الرمضانية الحالية".
واستطرد: "أتمنى أن يحصل العمل على نسبة مشاهدة جيدة بقدر المجهود الذي بذلناه في تصويره، وأطالب أجهزة الإنتاج التابعة للدولة والممثلة في قطاع الإنتاج في التليفزيون وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج أن تدعم الفن الهادف والأعمال ذات الأهمية والمنتجين حتى يستطيعون التصدي للإنتاج الخاص الذي يبحث فقط عن المكسب وعن ما يريده السوق حتى تحقق له أعلى مبيعات على القنوات الخارجية وتدفعهم إلى الشراء وذلك لأنهم يفضلون المكسب بغض النظر عن تأثيره السلبي في الجمهور".
وطالب يوسف: "هؤلاء بالتوقف عن الإنتاج حتى لا يتحملوا عاقبة ما يتم تقديمه إلى الجمهور وما يقدمونه، ولكن على الرغم من وجود الكثير من العقبات التي واجهها المسلسل في البداية وتأجيل تصويره أكثر من مرة لعدة أسباب منها عدم وجود سيولة في خزانة التليفزيون إلا أن إيمان كل فريق العمل بما يقدمونه دفعهم إلى المثابرة على كل هذه العقبات والاستمرار في تحدي كل هذا واستكمال التصوير".
وشدَّد على أنَّه "لابد من وجود مسلسلات تقدم محتوى جيدًا للأطفال وعدم الاعتماد على الأعمال العربية أو الأجنبية التي يتم تصديرها للطفل المصري وحتى الآن مستوى مسلسلات الكارتون جيد جدًا وبخاصة الكارتون الإسلامي فهو مطلوب لأنه يقدم معلومات دينية للأطفال بطريقة سهلة وبسيطة تحببهم في دينهم".
واستدرك: "ولأن نوعية الكارتون الإسلامي التي يقدمها الفنان يحيى الفخراني تقدم بشكل جذاب، فهذا يساعد على تثبيت المفاهيم الدينية القيمة بطريقة سريعة ومباشرة للأطفال لأنهم يحبون تقليد كل ما يشاهدونه على التلفزيون لذا يجب الاهتمام بالمحافظة على نوعية هذا الكارتون المقدم للأطفال والعمل على زيادة محتواه بالمعلومات الدينية التي يصعب توصيلها إليهم بطريقة مباشرة، وأتمنى أن يزيد عدد البرامج الدينية التي تخاطب الطفل المصري؛ لأنهم أكثر فئة من المشاهدين مظلومة وتحتاج لمزيد من الأعمال الدرامية والكارتونية".
واستكمل حسن يوسف: "مستوى الإذاعة الدرامية يتقدم بشكل سريع وبخاصة بعد التكنولوجيا التي ساعدت على الإضافة والتميز في الأعمال الإذاعية وفخور بوجود عدد كبير من الأعمال الإذاعية المشاركة في الموسم الرمضاني هذا العام إلى جانب الأعمال الدرامية الكثيرة المشاركة ومتفائل لأن البعض من الأعمال الإذاعية المشاركة في السباق الرمضاني ديني ويتحدث عن تعاليم الإسلام ونحن في حاجة للمسلسلات الإذاعية بشكل عام؛ لأنّ لها جمهورها الذي يفضلها وعلى الرغم من وجود كم كبير من الأعمال الدرامية التلفزيونية إلا أن هذا لم يدفع كتاب الإذاعة للتراجع أو التراخي في تقديم أعمال رمضانية جديدة لجمهور الإذاعة وأنا من محبي الإذاعة المصرية ومن الجيل الذي تربى على المسلسلات الإذاعية".
وأشار إلى أنَّ "المنافسة الرمضانية هذا العام كانت قوية ومختلفة عن العام الماضي بسبب ظهور عدد من الأعمال الدرامية المميزة التي تخوض الموسم الرمضاني وبخاصة بعد عودة قطاع الإنتاج إلى مكانته من جديد الأمر الذي انعكس على الأعمال الدرامية المختلفة وهذا ما ظهر بوضوح خلال شهر رمضان المقبل وأتمنى أن تكون المنافسة في صالح الأعمال الدرامية وفي صالح الجمهور طوال الأعوام المقبلة".
وعن تقييمه لعمر حسن يوسف على المستوى الفني، قال: "عنده حسن اختيار للأعمال التي يشارك فيها ولكن تقدمه بطيء فهو لا يعتمد على حجم الدور الذي يقوم به ومنذ بدايته الفنية وأرى فيه عمر الشريف الجديد وأتوقع له مستقبلًا فنيًا باهرًا خلال الفترة المقبلة وأتركه يعتمد على نفسه ولا أتدخل في أعماله أو حتى دعمه بشكل غير مباشر وذلك لأنه اشترط عليَّ بألا أتحدث إلى أي منتج أو مخرج من أجله، حتى حينما تأتي له الفرصة يشعر بأنها جاءت لموهبته وليس لكونه ابني".
ونوَّه بأنَّه "على الرغم من تحذير الكثيرين لي بعدم خوض هذا العمل الذي يحارب التطرف بشكل صريح ويرفض أفعالهم التي سعت إلى تشويه الدين الإسلامي؛ إلا أنني وجدت أن الفن يجب أن يحمل رسالة ووجدت أن هذا العمل يجب أن يطرح خلال الفترة الحالية لأنه يسلط الضوء على أهم شيء في حياتنا وهو الإسلام الحق الذي سعت الجماعات المتطرفة إلى تشويهه؛ ولكني أعتقد بأن العمل أعطى مفهوما جديدا عن الإسلام وأتمنى أن يحقق الرسالة التي نهدف إلى نشرها".
واستكمل: "متفائل بالوضع الحالي والإنتاج الفني بدأ يتعافى خلال الفترة الأخيرة على مستوى التلفزيون والأعمال الدرامية المختلفة، كما ظهرت أفلام جديدة تعتمد على الشباب والوجوه الصاعدة، مما أنعش السينما من جديد وأتوقع مزيدًا من النجاح خصوصًا بعد ظهور الأفلام المستقلة".
وتمنى حسن يوسف أن "يستمر الوضع في التحسن وأن تزيد نسبة الأفلام الكوميدية التي تخرج المشاهد من الضغوط اليومية التي يعيشها؛ لأنه بحاجة إلى الضحك في ظل ما تمر به البلاد من أوضاع محزنة بسبب التطرف وأن يتم تطوير الأفلام الاكشن المصرية وأن تنافس الأفلام الأجنبية من حيث نسب المشاهدة وانجذاب الشباب لها".
أرسل تعليقك