رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة
آخر تحديث GMT14:35:46
 العرب اليوم -

رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة

لوجو العرب اليوم
بغداد - العرب اليوم

يختتم رحيل الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، صباح أمس، في الولايات المتحدة، عن 92 عاماً، الجيل الشعري الذهبي في العراق: بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، الذين درسوا معاً في دار المعلمين العالية في أربعينات القرن الماضي.

وإذا كان الثلاثة الأوائل، قد أسهموا في إحداث التجديد الكبير في الشعر العربي الحديث، بالانتقال من الشعر العمودي إلى شعر التفعيلة، أو الشعر الحر كما بات يُعرف، ظلت لميعة عمارة متمسكة بالعمود الخليلي لفترة، قبل أن تلحق بزملائها في كتابة الشكل الجديد. وإذا كانت زميلتها نازك الملائكة قد عالجت مواضيع وجودية وميتافيزيقية، ظلت لميعة عباس عمارة، محافظة على صوتها الرومانسي المرهف، والجريء أيضاً، في شعرها الفصيح والشعبي، طوال حياتها. وقد وصفها بعض النقاد بأنها «أفضل من جسّد الصوت الأنثوي الجريء، ومن أوائل من شيّد قصيدة الأنوثة وأضاءها في خريطة الشعر العربي الحديث، واحتفى بثنائية الجسد والروح».

بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها، ونشرت لها مجلة «السمير» أول قصيدة وهي في الرابعة عشرة من عمرها وقد عززها إيليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة، إذ قال: «إن في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أي نهضة شعرية مقبل العراق!».

بعد تخرجها، عملت في التدريس الثانوي، وعُرفت بعد ثورة 1958 بنشاطها السياسي اليساري، ومساهمتها في فعاليات الاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين الذي رأسه محمد مهدي الجواهري، حتى أصبحت عضوة في هيئته الإدارية. هاجرت الشاعرة من العراق عام 1978 حالها حال عشرات المثقفين العراقيين بسبب اشتداد القمع السياسي والثقافي في تلك الفترة، لتستقر في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث رحلت بعد تدهور سري في صحتها. هذا ونعت الأوساط السياسية والثقافية في العراق الشاعرة لميعة عباس عمارة، وفي مقدمتهم الرئيس العراقي برهم صالح الذي كتب في تدوينة له على «تويتر»: «نودّع الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة، في منفاها، ونودّع معها أكثر من خمسة عقود من صناعة الجمال، فالراحلة زرعت ذاكرتنا قصائد وإبداعاً أدبياً ومواقف وطنية. إن الشاعرة عمارة شكّلت علامة فارقة في الثقافة العراقية، في العاميّة والفصحى».

وكذلك نعى رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي الشاعرة الراحلة بقوله: «ننعى إلى شعبنا العراقي رحيل الشاعرة العراقية الكبيرة السيدة لميعة عباس عمارة. وبهذا الرحيل المؤلم، تكون نخلة عراقية باسقة قد غادرت دنيانا لكنها تركت ظلالاً وارفة من بديع الشعر، وإسهاماً لا يُنسى في الثقافة العراقية ستذكره الأجيال المتعاقبة بفخر واعتزاز وتبجيل».

من جهته، نعى وزير الثقافة العراقي الدكتور حسن ناظم، الشاعرة عمارة قائلاً: «ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الأوساط الأدبية والثقافية رحيل الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة التي تميزت بشاعريتها الشفافة، وعاطفتها الجياشة وحبها العظيم لوطنها وناسها، رغم ابتعادها القسري الطويل عن الوطن، ولقد شكّلت صوتاً متفرّداً مع الأصوات الشعرية التي تبنّت موجة الحداثة في المشهد الشعري العراقي».

في السياق نفسه، نعى مجلس إدارة فيدرالية البيت المندائي في هولندا، وفاة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، «بعد سِفر حياة مشرف سجّلت فيه للعراق من خلال نبوغها الشعري حباً لا يضاهيه حب ورسمت للمرأة صفات وخصائل متميزة»

قد يهمك أيضا

معركة الرئاسة العراقية العراقية تبدأ مبكراً وبرهم صالح مرشح الاكراد للمنصب
الكاظمي يعلن نثمن التعاون الألماني في ملف المقاتلين الأجانب وملف إعادة النازحين

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة

GMT 19:13 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب

GMT 08:10 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

غادة عبد الرازق تثير حيرة جمهورها برسالة غامضة

GMT 21:39 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تكشف عن معايير اختيار أدوارها

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 12:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تأثير ساندرا نشأت في مشواره الفني

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جنوب إفريقيا تتسلم رئاسة مجموعة العشرين للعام 2025 من البرازيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab