اعلنت المانيا الاثنين انها ستخصص ستة مليارات يورو لمواجهة التدفق القياسي للاجئين وتعهدت باريس باستقبال 24 الف مهاجر بينما هبت اوروبا لتسوية اسوأ ازمة هجرة تشهدها منذ عقود.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "ان ما نعيشه هو امر سيشغلنا في السنوات القادمة وسيغير بلادنا، ونريد ان يكون هذا التغيير ايجابيا ونعتقد ان بوسعنا تحقيق ذلك". وكشفت عن برنامج يتضمن دفعتين من ثلاثة مليارات يورو كل منها للعام 2016 لتحسين التكفل بالمهاجرين واستيعابهم.
اما فرنسا، فقد اعلن رئيسها فرنسوا هولاند الاثنين انها ستستقبل "24 الف لاجئ" في السنتين المقبلتين. وقال في مؤتمر صحافي ان "الازمة" التي نجمت عن تدفق اللاجئين الى ابواب الاتحاد الاوروبي "يمكن السيطرة عليها".
واضاف ان "المفوضية الاوروبية ستقترح توزيع 120 الف لاجئ (على دول الاتحاد الاوروبي) في السنتين المقبلتين مما سيمثل لفرنسا 24 الف لاجئ، وسنفعل ذلك".
وقال مصدر اوروبي الاثنين ان المفوضية الاوروبية ستقترح امام البرلمان الاوروبي الاربعاء توزيع 120 الف لاجىء في السنتين المقبلتين لمواجهة تدفق اللاجئين.
ويقضي الاقتراح الجديد بان تستقبل المانيا 26,2 بالمئة من هؤلاء اللاجئين وفرنسا 20 بالمئة واسبانيا 12,4 بالمئة اي 14 الفا و931 مهاجرا، وهي النسب الاعلى في توزيع هؤلاء المهاجرين.
وفي التفاصيل، يفترض ان تستقبل فرنسا حوالى عشرة آلاف مهاجر نزلوا على السواحل اليونانية، و10 آلاف و800 وصلوا الى المجر و3100 وصلوا الى ايطاليا. اما المانيا فيفترض ان تستقبل حوالى 13 الفا و200 لاجىء وصلوا الى اليونان و14 الفا و100 من المجر واكثر من اربعة آلاف وصلوا الى ايطاليا، حسب المصدر الاوروبي.
وبذلك سيكون على المانيا استقبال نحو 31 الف لاجىء. وفي مؤشر الى حجم العمل الذي يفترض ان تنجزه المانيا، قالت برلين انها تتوقع تلقي 800 الف طلب لجوء هذه السنة وهو عدد اكبر باربع مرات عن السنة الماضية.
ودعت ميركل شركاءها الاوروبيين الى التحرك. وقالت ان "الوقت يضيق للتوصل الى حل". وقالت "لن ننجز هذه المهمة الا عن طريق التضامن الاوروبي".
واقترح هولاند عقد مؤتمر دولي في باريس حول ازمة المهاجرين التي تهز اوروبا خصوصا وان دولا عدة ترفض فكرة حصص استقبال اللاجئين.
واستقبلت المانيا الوجهة الاولى للمهاجرين خلال عطلة نهاية الاسبوع نحو عشرين الف شخص بينهم عدد كبير من السوريين، قدموا من المجر التي وصل اليها خمسون الف شخص في شهر آب/اغسطس وحده بعد رحلة طويلة وشاقة ومحفوفة بالمخطر في اغلب الاحيان.
وازداد تدفق اللاجئين منذ ان قررت برلين الامتناع عن اعادة السوريين الى الدول التي قدموا منها في اوروبا.
وصباح الاثنين قالت شرطة بافاريا ان "قطارا قادما من سالزبورغ (النمسا) وعلى متنه نحو 150 لاجئا" سيصل الى ميونيخ، موضحة انه "من الصعب جدا التكهن" بعدد المهاجرين الذي سيأتون. وتوقعت وسائل الاعلام الالمانية ان يصل عشرة آلاف شخص اليوم.
وكانت برلين وفيينا فتحتا ابواب العبور للمهاجرين في المجر لكنهما حذرتا من ان هذا الوضع "موقت" و"استثنائي".
وبعد ان تحدثت عن نهاية اسبوع "مذهلة ومؤثرة" شهدت وصول حوالى عشرين الف لاجئ جاء عدد كبير منهم من سوريا، عبرت المستشارة الالمانية عن "ارتياحها لان المانيا اصبحت بلدا يربطه الناس بالامل وهذا امر ثمين جدا اذا نظرنا الى تاريخنا".
وبعد ان قطعوا رحلة محفوفة بالمخاطر هربا من الحرب فوجئ اللاجئون المنهكون القادمون من سوريا وغيرها مناطق النزاع، باستقبال حافل لدى وصولهم الى المانيا الاحد.
ففي محطات القطارات المزدحمة اصطف مئات المستقبلين الذين رحبوا بالمهاجرين الذين اصابتهم الدهشة، ولوحوا لهم بلافتات تحمل كلمة "اهلا وسهلا" اثناء خروجهم من القطارات المزدحمة في ميونيخ وفرانكفورت وغيرها من المدن الالمانية.
وهتف المستقبلون في محطة فرانكفورت "قولوها باعلى صوتكم، اهلا بالمهاجرين هنا"، بينما كانت القطارات تصل محملة باللاجئين القادمين من المجر عبر النمسا.
من جهة ثانية، اعلنت نيوزيلاندا الاثنين انها ستستقبل 750 سوريا على مدى ثلاث سنوات لترفع بذلك حصة استقبال اللاجئين التي لم تتغير منذ 30 عاما مع تزايد الضغوط لمواجهة الازمة الانسانية التي تشهدها اوروبا. لكن منظمة العفو الدولية اعتبرت هذا الاجراء غير كاف.
واعلنت شرطة المرافئ اليونانية ان عبارة يونانية انقذت الاثنين 61 مهاجرا مهددين بالغرق قبالة جزيرة ليسبوس في بحر ايجة المحطة الاولى في رحلة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا، الى اوروبا الغربية. وفي المجموع انتشل خفر السواحل اليوناني 2600 لاجىء ومهاجر بين الجمعة وصباح الاثنين.
واعلنت منظمة الهجرة الدولية ان مهاجرين انقذهم خفر السواحل الايطالي قبالة السواحل الليبية تحدثوا عن فقدان خمسة اشخاص على الاقل كانوا على متن زورقهم المطاطي.
وقال الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية فلافيو دي جاكومو لوكالة فرانس برس ان هؤلاء المهاجرين القادمين خصوصا من غامبيا ونيجيريا والسنغال رووا ان موجة عالية القت في البحر الرجال الذين كانوا متكدسين في مقدمة الزورق.
واخيرا، عبر وزير الداخلية الاسباني خورغي فرنانديز دياز عن امله في تكثيف اجراءات مراقبة طالبي اللجوء الفارين من سوريا خوفا من تسلل عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية بينهم. وقال ان "اسبانيا لن ترفض حق اللجوء لاحد". لكنه اضاف انه "يجب تكثيف عمليات المراقبة عند استقبال هؤلاء الاشخاص".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك