أمر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس السبت بتعليق الغارات الجوية على معسكرات حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) المتمردة، في محاولة لاعطاء دفع جديد لمفاوضات السلام بين الجانبين.
ويأتي هذا القرار بعد يومين فقط على استئناف الحكومة والمتمردين مفاوضات السلام بعد اشهر من الفتور على طاولة المفاوضات ثح القتال.
وقال سانتوس خلال احتفال عسكري في كارتاهينا شمال كولومبيا "أمرت بوقف الغارات الجوية على المعسكرات التي تضم تجمعات لافراد هذه المنظمة". وأضاف ان هذه الغارات لن تحصل بعد اليوم "الا بأمر من رئيس الجمهورية".
واشار الرئيس الكولومبي الى انه "اتفقنا على وقف التصعيد وهذا يعني عدد اقل من القتلى والضحايا والالم".
وكان سانتوس امر في آذار/مارس بوقف الغارات الجوية ضد هذه الحركة المتمردة لكنه قرر استئنافها في نيسان/ابريل بعد هجوم نفذته الحركة المتمردة اسفر عن مقتل 11 جنديا.
وادى الهجوم يومها الى ازمة حادة في مفاوضات السلام التي بدأت في هافانا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بين الحكومة الكولومبية والحركة المتمردة بهدف انهاء اقدم النزاعات المسلحة في اميركا اللاتينية والذي خلف منذ بدأ قبل نصف قرن نحو 220 الف قتيل بحسب الارقام الرسمية.
وتوصل الجانبان في 12 تموز/يوليو الى اتفاق لخفض التصعيد ودعوا الى العودة الى طاولة المفاوضات.
وصرح وزير الدفاع الكولومبي لويس كارلوس فييغاس ان تعليق حملة القصف هو مبادرة حسن نية من قبل الحكومة والرئيس. واضاف "سنجري تقييما دوريا بناء على توجيهات الرئيس".
ويأتي هذا القرار بعد اسبوع من اصدار القوات المسلحة الثورية الكولومبية امرا لوحداتها ب"وقف كل الاعمال ذات الطابع الهجومي" واطلاقها سراح ضابط كانت تحتجزه رهينة.
ففي 20 تموز/يوليو أمرت القوات المسلحة الثورية الكولومبية وحداتها ب"وقف كل الاعمال ذات الطابع الهجومي" واطلقت سراح اللفتنانت في الجيش الكولومبي كريستيان موسكوسو الذي كانت تحتجزه رهينة منذ السابع من تموز/يوليو الجاري.
لكن الحركة المتمردة حذرت من ان هذا الاعلان لا يحرم وحداتها من "حق الدفاع المشروع عن النفس". واوضحت ان وقف اطلاق النار "ذو الطابع الانساني يمثل مبادرة جديدة من جانبنا في سبيل التوصل مع الحكومة الى آليات أكثر فعالية لنزع فتيل التوتر في النزاع".
ومع ذلك استمرت الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين.
ورأى مدير مركز موارد تحليل النزاعات خورغي ريستريبو لوكالة فرانس برس ان الامر الذي اصدره الرئيس الكولومبي مهم. وقال "لا شك انه اختراق في عملية السلام"، مشيرا الى "تراجع واضح" في العنف منذ اعلان فارك وقف اطلاق النار.
وبعد تسليم المسؤول العسكري الذي كان اسره المتمردون واعلان الهدنة من قبل فارك عادت امكانية وقف دوامة العنف في كولومبيا.
وكان المتمردون طلبوا مرات عدة اعلان وقف لاطلاق النار من الجانبين لكن السلطات في بوغوتا رفضت ذلك خوفا من ان تشتغل القوات المسلحة الثورية الكولومبية الفرصة لتعزيز مواقعها.
ومع ان عملية السلام في كولومبيا حققت تقدما حاسما، الا ان طريقها لا تزال مزروعة بالعقبات ولاسيما السياسية قبل وضع حد لاقدم نزاع مسلح في اميركا اللاتينية، كما يقول خبراء.
ويتفق المحللون على ان توقيع اتفاق سلام مع فارك لم يكن ليرتدي اهمية من دون التقارب بين الحكومة وجيش التحرير الوطني، حركة التمرد الاخرى والذي اجرت معه "اتصالات لجس النبض" فقط.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك