دعا مجلس الامن الجمعة الى الاحترام التام لوقف اطلاق النار في اوكرانيا حيث دارت اشتباكات لفترة مقتضبة، فيما تعرب المجموعة الدولية عن قلقها من عودة التوتر.
ودعت الامم المتحدة الجمعة جميع الاطراف الى الاحترام التام لوقف اطلاق النار كما نصت عليه اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في شباط/فبراير بعد تصعيد في المعارك.
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان خلال اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي "يجب احترام وقف اطلاق النار بصورة تامة واعطاء الاولوية لحماية المدنيين".
ميدانيا، تواصلت المعارك، لكن كثافتها تراجعت كثيرا بالمقارنة مع الاربعاء الذي شهد هجوما داميا شنه الانفصاليون الموالون لروسيا، كما تقول كييف، على قرية ماريينكا التي تبعد عشرين كيلومترا عن دونيتسك.
وطلبت اوكرانيا مناقشة موضوع هذا الهجوم والتوتر الاخير خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي، كما اكد على موقعه في تويتر مندوب كييف لدى الامم المتحدة يوري سرغييف.
واعرب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وباريس وبرلين، وقد شاركتا في التوصل الى اتفاقات مينسك 2 للسلام الموقعة في 12 شباط/فبراير، بالاجماع عن قلقهم حيال استئناف المواجهات في الشطر الشرقي لاوكرانيا، وحذرت موسكو من جهتها من ان عملية السلام قد "تنهار".
واعلن الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو انه من المقرر ان يجري اتصالا هاتفيا بنظيره الاميركي باراك اوباما الجمعة "من اجل تنسيق وجهات نظرهما في قمة مجموعة السبع" الاحد والاثنين في المانيا. واعلن الرئيس الاوكراني ايضا انه سيلتقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
ودأب على التحذير من التهديد باندلاع "حرب شاملة" مع روسيا، المتهمة بدعم وتسليح التمرد في الشرق الانفصالي، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم في اذار/مارس 2014.
وقال الجمعة ايضا في مؤتمر صحافي ان "التهديد باجتياح روسي لم يكن كبيرا الى هذا الحد".
واكد ان اكثر من تسعة الاف جندي روسي ينتشرون حاليا على الاراضي الاوكرانية.
من جهته، اتهم الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبورغ روسيا "بمواصلة دعم الانفصاليين (..) بمعدات ثقيلة ومدفعية".
واتهمت كييف المتمردين الاربعاء بأنهم شنوا "هجوما كبيرا" شارك فيه اكثر من عشر دبابات والف رجل على مواقعها في ماريينكا. واكد بوروشنكو الجمعة ان 12 شخصا منهم مواطن روسي قد اسروا خلال المواجهات.
من جهته، اعلن "رئيس" جمهورية دونتيسك الكسندر زخارتشنكو توقيف جندي اوكراني.
على صعيد اخر، اشار مصدر دبلوماسي فرنسي الى "مصلحة" الانفصاليين في "تهويل" الاوضاع في اوكرانيا مع اقتراب قمة مجموعة السبع مشيرا الى "التركيز الواسع النطاق" على اوكرانيا خلال القمة.
واضاف "اذا اراد احدهم خلق مشاكل واجواء متوترة للتاكيد ان الامور لا تحقق تقدما في اوكرانيا، فان هذا هو الوقت المناسب (...) ولدى التفكير في الجهة التي لديها مصلحة في ذلك فان نظرنا يتجه ناحية الانفصاليين".
واسفرت المواجهات الاخيرة عن عشرين قتيلا، كانت الاعنف منذ استعاد المتمردون محطة ديبالتسيف الاستراتيجية للسكك الحديد الواقعة بين معقلي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليي، بعيد البدء بتطبيق وقف اطلاق النار في 15 شباط/فبراير الذي تم التوصل اليه بفضل اتفاقات مينسك.
ومنذ ذلك الحين، تراجعت حدة المعارك لكن المواجهات تواصلت في عدد كبير من المناطق.
في تلمانوفي التي تبعد 60 كلم عن دونيتسك، قتل رضيع واصيب ثلاثة شبان الخميس، كما قال ادوارد باسورين المسؤول في "وزارة" الدفاع في "جمهورية دونيتسك الشعبية".
وتحدثت السلطات الانفصالية من جهة اخرى عن اطلاق القوات الاوكرانية 46 قذيفة على مواقعها في الساعات الاربع والعشرين الماضية. واصابت تلك القذائف 16 قرية كما اضافت، حسبما ذكرت وكالة انباء الانفصاليين.
واشار المصدر نفسه الى ان قوات كييف استخدمت مرارا راجمات غراد كان يفترض سحبها من خطوط الجبهة كما تنص على ذلك اتفاقات مينسك 2.
من جانبها، وصفت القوات الاوكرانية الموالية للغرب الوضع بأنه "غير مستقر".
وقال المكتب الاعلامي "لعملية مكافحة الارهاب" وهو الاسم الذي اطلقته كييف على عملية مكافحة المتمردين.
واصيب اربعة جنود بجروح في الساعات الاربع والعشرين الاخير، كما اوضح المتحدث العسكري الاوكراني اندريي ليسينكو في مؤتمر صحافي، موضحا ان المواجهات لم تسفر عن قتلى.
واضاف ان ضواحي دونيتسك معقل الانفصاليين ما زالت اكثر النقاط سخونة.
واسفرت الحرب في شرق اوكرانيا عن اكثر من 6400 قتيل منذ اندلاعها في نيسان/ابريل 2014.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك