بدأ قادة فرنسا وروسيا والمانيا واوكرانيا الجمعة في باريس اجتماعهم من اجل دفع عملية السلام قدما في اوكرانيا بينما يجري الحديث عن احتمال الغاء العقوبات المفروضة على روسيا نهاية السنة.
وقبل بدء هذه القمة المقررة منذ فترة طويلة على خلفية النزاع السوري الذي يهيمن على الاجندة الدبلوماسية، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين ثم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.
وتصافح الرئيسان الفرنسي والروسي وهما يبتسمان قبل ان يجمع لقاء تحت الشمس لشرب القهوة المسؤولين الاربعة ومستشاريهم في قصر الاليزيه، كما قال مصدر قريب من هولاند.
وبعد اللقاء بين بوتين وهولاند، صرح مصدر دبلوماسي فرنسي ان الرئيسين الفرنسي والروسي "اجريا تبادلا عميقا في وجهات النظر على اساس الشروط الثلاثة" التي وضعتها فرنسا لاي تدخل في سوريا وهي "ضرب داعش وامن المدنيين وانتقال يستند الى (اتفاق) جنيف" الذي ابرم في 2012 وينص على تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة والنظام.
واضاف ان ان المحادثات سمحت "بمحاولة تقريب وجهات النظر حول الانتقال السياسي" في سوريا.
الى ذلك، ترى اوكرانيا ان "الوقت بات ضيقا ويجب العمل على اعلى المستويات وايجاد مناخ، وبذل جهود جماعية لمحاولة رفع العقبات" التي تحول دون التطبيق الفعلي لاتفاقات مينسك 2 قبل اواخر كانون الاول/ديسمبر، كما قال مصدر دبلوماسي فرنسي.
وهذه الاتفاقات الموقعة بين اطراف النزاع انفسهم في 12 شباط/فبراير في العاصمة البيلاروسية بعد ليلة من المفاوضات الشاقة، تهدف الى انهاء نزاع بين المتمردين الموالين لروسيا والجيش الاوكراني، اسفر عن سقوط اكثر من ثمانية آلاف قتيل في الشرق الاوكراني منذ نيسان/ابريل 2014.
وادى النزاع الاوكراني الى عزل روسيا المتهمة بارسال جنود وعتاد لدعم متمردي منطقة دونباس وتتعرض منذ ذلك الحين لعقوبات غربية قاسية.
واضاف المصدر الفرنسي "حصلت امور كثيرة منذ اتفاقات مينسك. واهمها وابرزها انما اضعفها هو وقف اطلاق النار" المطبق عموما.
وقال المصدر ان "النقطة الاخيرة من اتفافات مينسك هي +التطبيع+ في اوكرانيا، اي انسحاب القوات المتمركزة في هذا البلد وفرض الامن على الحدود الروسية-الاوكرانية" التي يسيطر الانفصاليون على 400 كلم منها.
ويمر هذا التطبيع ايضا بانتخابات محلية تتيح اعادة ادماج منطقة دونباس الانفصالية في الاراضي الاوكرانية، ومنح هذه المنطقة مزيدا من الحكم الذاتي، في اطار احترام الدستور الاوكراني.
وهذه العملية السياسية التي يفترض ان تؤدي الى نتيجة قبل نهاية السنة، تحرز تقدما بصعوبة كبيرة، لان الانفصاليين ينوون تنظيم الانتخابات المحلية وفق قواعدهم الخاصة، ولأن البرلمان ما زال منقسما في كييف حول التصويت على تدابير الحكم الذاتي.
واوضح المصدر الفرنسي "يتعين اعطاء الرئيس (الاوكراني) بيترو بوروشنكو براهين لاقناع برلمانه بالمضي قدما".
ويطالب الاوكرانيون بالغاء الانتخابات التي ينوي الانفصاليون اجراءها في 18 تشرين الاول/اكتوبر في دونيتسك، وفي الاول من تشرين الثاني/نوفمبر في لوغانسك، وكذلك الافراج عن جميع السجناء، بينهم قائدة الطائرة العسكرية ناديا سافتشنكو، التي يحتدم حولها الجدل في روسيا.
ويمكن ان تأمل موسكو في نهاية السنة في تخفيف للعقوبات التي تؤثر كثيرا على اقتصادها، اذا طبقت اتفاقات السلام.
وهذا الموضوع الذي يقلق كثيرا الاوكرانيين، قد نوقش في اتصال هاتفي الخميس بين هولاند وبوروشنكو وميركل، كما قال لوكالة فرانس برس مسؤول اوكراني طلب التكتم على هويته.
وتتخوف كييف من ان تستخدم موسكو الازمة السورية لحرف الانتباه عن اوكرانيا، ومن ان تخفف البلدان الغربية العقوبات، بعد التصريحات الغامضة للرئيس الفرنسي.
وقال دبلوماسي فرنسي ان "موقف فرنسا هو رفع العقوبات اذا طبق اتفاق مينسك. هو نفسه موقف المانيا والاتحاد الاوروبي". ونفى وجود اي خلاف اوروبي حول هذه النقطة واي تصادم بين الملفين السوري والاوكراني.
وذكر التلفزيون البولندي ان نائبا لرئيس وزراء القرم، قد تمكن من المجيء هذا الاسبوع الى وارسو، رغم انه شخص غير مرغوب فيه داخل الاتحاد الاوروبي، للمشاركة في مؤتمر لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا، بفضل تحريف كتابة اسمه على جواز سفره الروسي.
وقد ادرج ديمتري بولونسكي، احد منظمي ضم القرم العام الماضي، في اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي، بصفته اوكرانيا. وتحتوي المنظومة المعلوماتية لمعاهدة شنغن لائحة الاسماء هذه، المكتوبة بالاحرف اللاتينية، لكن الكتابة الروسية والاوكرانية يمكن ان تكون مختلفة.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك