سكان غزة يتخوفون من ترك الهدنة مجال للانقسام الداخلي
آخر تحديث GMT21:56:09
 العرب اليوم -

سكان غزة يتخوفون من ترك "الهدنة" مجال للانقسام الداخلي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سكان غزة يتخوفون من ترك "الهدنة" مجال للانقسام الداخلي

سكان غزة
غزة ـ كمال اليازجي

يتابع سكان قطاع غزة بشكل كبير، المحادثات التي جرت في القاهرة، خلال الأيام الأخيرة، بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى من جانب، والمسؤولين المصريين من جانب آخر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق للتهدئة، أو لهدنة، تسعى جهات عدة بينها مصر والمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف، للتوصل إليها بين الفصائل وإسرائيل لتثبيت الهدوء على حدود غزة.

ويثير عدم مشاركة حركة فتح في الجولة الأولى من المحادثات في القاهرة، كثيرًا من القلق، حيث انتهت الجولة بعودة وفود الفصائل إلى قطاع غزة، على أن تستأنف المحادثات مجددًا بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى , ويرجع البعض هذا القلق إلى مخاوف الغزيين من أن تزيد الهدنة من تبعات الانقسام الداخلي، وتترك نتائج خطيرة على القضية الفلسطينية.

وقال الناشط الإعلامي أحمد أبو عقلين، إنه ضد الاتفاق على هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي، بخاصة أن الأطراف التي تعمل عليها، تسعى إلى جعل الهدنة أمرًا واقعًا مفروضًا على الفلسطينيين خدمة لأمن إسرائيل , وبيّن أبو عقلين، أن ثمة أطرافًا تعمل على أن تكون الهدنة مفصلة على مقاس إسرائيل، التي تحاول بدورها، كسب الوقت لإنهاء بناء الجدار الجديد حول قطاع غزة، معتبرًا أن لا ضمانات لدى الوسطاء , واعتبر أن 12عامًا من الحصار الإسرائيلي على غزة، لن تنتهي بهدنة هشة تحاول إسرائيل، من خلالها، فرض شروطها، مبينًا أن الفصائل الفلسطينية لا تملك أي رادع للاحتلال يؤهلها لفرض شروطها، وأنه في حال نجحت في ذلك، فسيكون لذلك ما بعده من تنازل كامل عن المقاومة، وربما تهيئ لاتفاق أسوأ من "أوسلو" , وقال "أي تسهيلات ستجلبها التهدئة، لن يشعر بها المواطن، وبخاصة طبقة العمال".

وقال أحمد أبو عزيز 38 عامًا من سكان شمال قطاع غزة، إنه لا يؤيد الهدنة، وإنها ستكون بمثابة مضيعة للوقت لصالح الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى بقوة إلى الانتهاء من بناء الجدار على الحدود وفي البحر، قبالة سواحل حدود القطاع، واستغلال الهدنة لتمرير مشاريعه ضمن ما يطلق عليها "صفقة القرن" , واعتبر أن ما يجري يأتي في إطار اتفاقية بين أطراف عدة، بينها السلطة الفلسطينية، التي تحاول الظهور بمظهر غير المُشاركة فيما قد يصبح "فخا لـ"حماس" وفصائل المقاومة".

ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الحذر، مشددًا على ضرورة التنبه وعدم الدخول في هدنة رسمية، وبقاء الأوضاع على ما هي عليه، ضمن محاولات تجنيب المواطنين عدوانًا واسعًا، والعمل على الحفاظ على الهدوء مقابل الهدوء مع ضمان استمرارية فتح المعابر.

ويرى الموظف في حكومة "حماس" في غزة، ياسر عبد الحق، أنه يعارض التهدئة في حال لم تلب الحد الأدنى للفلسطينيين , لكنه سيؤيدها في حال قدمت فرصة للمقاومة لترميم قدراتها وتطويرها، ورفع الحصار عن سكان القطاع , وبيّن أنه غير متفائل مما يجري من محادثات في القاهرة، بخاصة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يلتزم بهدنة طويلة، حتى عام واحد أو أقل من ذلك، معتبرًا أن الحديث عن مصطلح "الهدنة" يمثل خطرًا، لأنه يسمح للاحتلال بأخذ مكاسب كبيرة، ولكنه يفضل "تهدئة قصيرة" لترتيب الأوراق الداخلية.

واعتبر أن عدم مشاركة حركة فتح في المحادثات التي شهدتها القاهرة، يمثل خطرًا ويثير قلقًا يعبر عن نوايا لدى الحركة باتخاذ خطوات عبر الحكومة التي تديرها في رام الله، لفرض مزيد من العقوبات على غزة، بحجة أن الاتفاق بين "حماس" والاحتلال يمثل محاولة لمنازعتها على شرعيتها، ما سيزيد من حدة الاحتقان والخلافات الداخلية التي ستزيد بدورها من تعميق حالة الانقسام. وأوضح أحمد الزريعي (49 عامًا) من سكان دير البلح، وسط قطاع غزة، أن الهدنة باتت مطلبًا شعبيًا لدى كثير من الناس الذين ذاقوا ويلات الحروب في السنوات الماضية، من دون أن يجنوا ثمارًا، لذلك يمكن أن يحسنوا خلال الهدنة ظروف حياتهم.

وأضاف الزريعي الذي فقد منزله في الحرب الأخيرة على غزة (2014) "زهقنا حروب على الفاضي، ناس تعبي كروش، وناس مش قادرة تعيش" , وأشار أن واقع الظروف والحياة في غزة مأساوي جدًا وأن هناك عائلات لا تجد قوت يومها، وأنها تعيش في واقع مظلم لا يحمل أي آمال ,  وعبر الصحافي خالد الزهار، عن رفضه للتهدئة إذا كانت على حساب تصفية القضية الفلسطينية، وتمريرًا لصفقة القرن التي كثر الحديث عنها في الأشهر الأخيرة.

وقال إن "أي اتفاق لـ(حماس) والفصائل الفلسطينية من دون حركة فتح، واستثناءها بطريقة غير مباشرة، بعقد تهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية، هو مجرد حبر على ورق، لأن إسرائيل أيضًا لم تلتزم بأي اتفاقات سابقة، ولطالما خرقت مثل هذه الاتفاقات" , وأضاف "أما إذا كانت التهدئة مقابل الحصول على مكاسب، على الأقل، تعود بالنفع على سكان غزة، فلا مانع من ذلك"، مشددًا على ضرورة أن تشمل تلك المكاسب رفع الحصار، والتمتع بحرية الحركة والتنقل، ووقف العدوان المستمر ضد غزة، وعودة الكهرباء.

وأشار الموظف في حكومة السلطة الفلسطينية أحمد الشيخ عيد، أنه ضد التهدئة أحادية الجانب بعيدًا عن الضفة الغربية، لأن ذلك،  في رأيه "يعزز الانقسام ويمثل تفردًا بالقرار الوطني الجامع والمطلب الشعبي بضرورة إنهاء الانقسام من جذوره" , وأضاف "هذه ستكون خطوة أولى لتنفيذ مخطط صفقة ترامب بسلخ غزة عن الضفة الغربية، وجعلها تتبع إداريًا مصر، وفق المصالح المشتركة ين الجانبين، في ظل ما يجري في سيناء".

ورأى في غالبية الفصائل المتواجدة في مصر "غير أهل ليتحدثوا باسم سكان غزة"، مشيرًا  أن "حماس" اعتبرت ما يجري فرصة لتقدم إلى نفسها إنجازًا وهميًا بعد 12 سنة عجاف , وحمّل في الوقت ذاته، المسؤولية للحكومة الفلسطينية في الضفة، التي تتهرب من مسؤولياتها تجاه غزة، مشيرًا أن المواطن في غزة هو من يدفع ثمن الصراع القائم بين "حماس" و"فتح".

وطالب جميع الجهات الفلسطينية، بضرورة تذليل العقبات لإنجاح المصالحة وأن يتم تغليب المصالحة العامة على المصلحة الحزبية المقيتة , كما وصفها , و يرى المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن "حماس" وإسرائيل قطعتا شوطا في التهدئة بوساطة مصر والأمم المتحدة، على أساس تفاهمات 2014، التي تمت عقب العدوان الإسرائيلي الواسع، مرجحًا أن توقع الفصائل على التهدئة بعد عيد الأضحى، رغم تشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأنها.

وأشار أن "حماس" والفصائل تسعى إلى تثبيت التهدئة مع ضمان تحسين الوضع الاقتصادي، وفق معادلة "هدوء مقابل هدوء"، لافتًا أن التهدئة سيكون لها مسار آخر يتضمن صفقة تبادل في وقت لاحق , وقال " على الرغم من الجدل الفلسطيني بشأن عدم مشاركة السلطة ورفضها للتهدئة، فإن كثيرين يرون أنها مقبولة لغرض تخفيف الحصار وفتح المعابر وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، بخاصة شأن الكهرباء والمياه".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان غزة يتخوفون من ترك الهدنة مجال للانقسام الداخلي سكان غزة يتخوفون من ترك الهدنة مجال للانقسام الداخلي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab