ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات

فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الجديدة المكلفة من مجلس النواب
طرابلس - العرب اليوم

دخلت العاصمة الليبية طرابلس مجدداً دائرة الأضواء، بعد أن كانت لساعات مسرحاً لقتال عنيف بين جماعات متناحرة، إثر محاولة فتحي باشاغا رئيس الحكومة التي يؤيدها البرلمان والمشير خليفة حفتر شرق البلاد، طرد السلطة التنفيذية المتمركزة في العاصمة. ورغم الانسحاب السريع بعد تصعيد عسكري كاد يدخل عاصمة ليبيا في دائرة الحرب مجدداً، يأتي القتال ليؤكد أعراض الفوضى التي ابتليت بها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 ولم تنجح في التخلص منها، في غياب حكومة منتخبة تقبل بها جميع الأطياف.
وتسببت الاشتباكات في أضرار جسيمة في قلب العاصمة، كانت السيارات المتفحمة والمباني المتضررة شاهداً عليها، بحسب مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية». وقبل الظهيرة، وبعد عدة ساعات من القتال، أعلنت حكومة باشاغا أنه ووزراءه «غادروا طرابلس حفاظاً على أمن المواطنين، وحقناً للدماء».
وأعاد القتال أمس شبح المعارك التي شهدتها العاصمة قبل نحو عامين، عندما فشلت محاولة المشير حفتر، رجل الشرق القوي، للاستيلاء عليها عسكرياً، فانسحب منها في يونيو (حزيران) 2020. وقد تحسن الوضع الأمني بالفعل بشكل كبير، منذ توقيع وقف إطلاق النار بين المعسكرين المتنافسين في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وإطلاق عملية المصالحة برعاية الأمم المتحدة.
لكن بين عامي 2014 و2021، وجدت ليبيا نفسها بالفعل مع حكومتين متنافستين، غير أنه في ذلك الوقت، كانت الانقسامات إقليمية بين برقة في الشرق، والحكومة المتمركزة في طرابلس. أما الآن، فلم يعد النزاع بين الشرق والغرب؛ بل بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقتين: عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة، وباشاغا الذي تحالف على الرغم من ثقل وزن مؤيديه في غرب ليبيا، مع المشير حفتر، ومع رئيس البرلمان المقيم في الشرق، عقيلة صالح.
وفي محاولته الفاشلة للقيام بواجباته انطلاقاً من طرابلس، انضم باشاغا إلى ميليشيا كبيرة تسمى «النواصي»، قاتلت من قبل الألوية الموالية للدبيبة. وبشكل عام، ما زالت الجماعات المسلحة ذات نفوذ كبير في غرب ليبيا. لكن «اللواء الذي ساعد باشاغا حقاً وعلناً على دخول (النواصي) وجد نفسه وحيداً ومحاطاً بميليشيات موالية للدبيبة، وهي في نهاية المطاف منظمة بشكل جيد للغاية، بما في ذلك (اللواء 444)، المعروف بقربه منه، من حيث التنسيق والتدريب، وقربه الشديد من تركيا»، كما يقول جلال حرشاوي، الباحث المتخصص في ليبيا لوكالة «الصحافة الفرنسية»، مضيفاً: «بمعزل عن أنقرة، هناك أيضاً ولاء (للدبيبة) من جانب غالبية حكماء وصناع القرار ونخب مصراتة، المدينة الأصلية للرجلين (باشاغا والدبيبة)، وهي تؤيد بشكل أساسي الأخير».
من جانبه، يرى أنس القماطي، مدير مركز أبحاث «صادق»، أن إحباط دخول باشاغا إلى طرابلس «كارثة سياسية... إنه يتعرض لضغوط لإثبات جدارته لحفتر... ولا أحد منهم قادر على الاستيلاء على العاصمة».
ويوافقه حرشاوي قائلاً إن «هذا الاستسلام من جانب باشاغا سيضعفه بشكل كبير؛ لأن الحجة التي طالما طرحها وهي أنه يحظى بتأييد شعبي (وكذلك بتأييد فصائل مسلحة) في الغرب الليبي، ولا سيما في طرابلس، قد تحولت ضده».
نتجت الأزمة المؤسساتية الأخيرة عن تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، بعد أن تعذر تنظيمها في ديسمبر (كانون الأول) 2021.
وعلى الرغم من إصرار المجتمع الدولي على أهمية إجراء هذه الانتخابات لتهدئة البلاد، لا يبدو أن اتفاقاً يلوح في الأفق، بسبب الخلافات المستمرة بين المعسكرات المتنافسة والجهات الأجنبية المتورطة في النزاع، وعلى الرغم أيضاً من جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، فإن الوضع مرشح للاستمرار على ما هو عليه.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البرلمان الليبي يُعلن موافقته على بدء عمل حكومة باشأغا من سرت

سياسيون ليبيون يختلفون حول اتخاذ حكومة "الاستقرار" مدينة سرت مقراً رسمياً بدلاً من طرابلس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab