بدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "السور الحديدي" في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، ضمن تحرك يُعتقد أنه جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً تشمل الضفة بأكملها. العملية تأتي بعد قرار من "الكابينيت" الإسرائيلي بتحويل الضفة إلى أحد "أهداف الحرب"، في سياق يُشير إلى تصعيد جديد في إدارة الصراع مع الفلسطينيين.
تفاصيل العملية العسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، بالتعاون مع "الشاباك" و"شرطة حرس الحدود"، إطلاق العملية بهدف "إحباط الأنشطة الإرهابية". بدأت العملية بهجوم جوي باستخدام الطائرات المسيّرة التي استهدفت بنى تحتية في جنين، تلاها اقتحام بري واسع شمل نشر أرتال من السيارات العسكرية والآليات الثقيلة.
الاشتباكات اندلعت على نطاق واسع، خاصة في مخيم جنين، الذي تحول إلى "ساحة حرب"، حيث قُتل 8 فلسطينيين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وأصيب أكثر من 40 آخرين. السلطات الإسرائيلية فرضت عزلاً كاملاً على المدينة ومحيطها، بينما صرحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية تهدف إلى "القضاء على المجموعات المسلحة وتحييد البنية التحتية للقنابل الموقوتة".
الأهداف السياسية والأمنية للعملية
بحسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن العملية تأتي كجزء من جهود لتعزيز الأمن في الضفة الغربية، مع التركيز على مواجهة التهديدات التي وصفها بأنها مدعومة من المحور الإيراني. وأشار إلى أن "السور الحديدي" يمثل خطوة منهجية للقضاء على المجموعات المسلحة التي تشكل تهديداً أمنياً.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي ضغط لتنفيذ العملية، صرح بأنها "تغيير للمفهوم الأمني" في الضفة، وتهدف لحماية المستوطنات والمستوطنين. التصعيد جاء بعد اتفاقيات مع حماس لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ما زاد المخاوف الإسرائيلية من تنامي الحركات المسلحة في المنطقة.
تداعيات العملية على الأرض
تصعيد المقاومة: دعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين إلى النفير العام لمواجهة العدوان. حماس أكدت أن العملية ستفشل كما فشلت سابقاتها، ودعت إلى إسناد المقاومين في مواجهة الاحتلال.
استهداف البنية التحتية: ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية تسعى لاستئصال شبكات الأسلحة والتمويل المرتبطة بالمجموعات المسلحة.
أثر إنساني كبير: الصور والمشاهد التي أظهرت جثامين وجرحى في شوارع جنين تشير إلى ارتفاع الخسائر البشرية وسط تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني.
السياق الإقليمي والدولي
العملية جاءت بعد فترة قصيرة من دخول هدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ، مما أثار تساؤلات حول توقيت التصعيد في الضفة. كما أن التصريحات الإسرائيلية حول دور المحور الإيراني تؤكد وجود بعد إقليمي للصراع.
في المقابل، أدانت السلطة الفلسطينية العملية بشدة، واعتبرتها امتداداً للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تعمّق الصراع بدلاً من إيجاد حلول سياسية.
التوقعات المستقبلية
استمرار العملية: لا يوجد جدول زمني محدد لإنهائها، ما يثير مخاوف من امتداد التصعيد ليشمل مناطق أخرى في الضفة الغربية.
تصعيد المقاومة المسلحة: مع دعوات الفصائل الفلسطينية للنفير العام، قد نشهد ارتفاعاً في وتيرة المواجهات، ليس فقط في جنين بل في مناطق أخرى.
ردود الفعل الدولية: مع تصاعد الخسائر البشرية والدمار، قد تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لإنهاء العملية والعودة إلى مسار المفاوضات.
الخلاصة
عملية "السور الحديدي" تعكس تحولاً كبيراً في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية، لكنها تفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق. في ظل غياب أفق سياسي واضح، يبقى الصراع مرشحاً للاستمرار، مع تداعيات إنسانية وأمنية قد تتجاوز حدود المنطقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
حماس تعلن رفضها القاطع لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتطالبه بالتركيز على إنهاء الصراع ووقف الحرب في المنطقة
مع قرب التوصّل إلى إتفاق بشأن غزة ممثلين حماس وفتح في القاهرة للتفاهم لإدارة القطاع
أرسل تعليقك