القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
وحد الإضراب الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، الثلاثاء، احتجاجًا على زيارة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وأغلقت الأسواق والمراكز التجارية والشركات والبنوك والأندية ومختلف المرافق العامة والخاصة، باستثناء الصحة والتعليم، وتوقفت حركة المواصلات العامة، في إضراب غير مسبوق منذ الانتفاضة الثانية.
ورأى مسؤولون ومراقبون أن اتساع مدى التزام الفلسطينيين بالإضراب، على هذا النحو، تعبيرًا عن القلق من المساعي الأميركية لفرض حل سياسي للقضية الفلسطينية، ضمن ما يعرف بالسلام الاقليمي أوصفقة العصر.
وأعلنت السلطة الفلسطينية عن انسحابها من العملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة، منذ أكثر من عقدين من الزمن، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب عن اعترافه بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل سفارة بلاده اليها. ويحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الإدارة الأميركية «ستحاول فرض حل على الفلسطينيين حتى لو انسحبوا من العملية السياسية.
وجاء الإضراب الشامل بدعوة من حركة «فتح» التي يقودها الرئيس محمود عباس. وقال مسؤولون في الحركة إن الإضراب جاء لتوجيه رسالة إلى بنس لينقلها بدوره إلى ترامب، مفادها أن الشعب الفلسطيني «يرفض أي حل سياسي غير عادل، وأنه مستعد لمقاومته، وإسقاطه.
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محسين، إن الإضراب «يشكل بداية النضال الشعبي والسلمي لمواجهة خطة التسوية الأميركية الجاري إعدادها.
وأثار الخطاب الذي ألقاه بنس أمام «الكنيست» أول الاثنين الكثير من الغضب لدى الفلسطينيين، لما احتواه من مواقف وعبارات عبرت عن انحياز أميركي مطلق للدولة العبرية وسياساتها الاحتلالية. وقال وزير الخارجية رياض المالكي إن الخطاب مثل «انحيازًا مطلقًا لإسرائيل». وأضاف: «وهذا الانحياز يعزز موقفنا الرافض لرعاية واشنطن للعملية السياسية». وشدد على أن «الرعاية الأميركية انتهت وأصبحت جزءًا من الماضي»، مشيرًا إلى أن الرئيس عباس «أبلغ ذلك لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لقائه بهم في بروكسل، الأحد الماضي.
وقال: «عباس يرى الرعاية الدولية للعملية السياسية هو الخيار الأفضل»، مشيرًا إلى أن ذلك يمكن أن «يتحقق من خلال أعضاء جدد للجنة الرباعية الدولية، أو عقد مؤتمر دولي للسلام أو العودة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة لإطلاق عملية سياسية على أساس القرارات الدولية وضمن سقف زمني محدد.
وفي غزة، وصفت الفصائل الفلسطينية زيارة بنس إلى مدينة القدس المحتلة الثلاثاء بـالعدائية والوقحة، وتمثل «إصرارًا» من قبل الإدارة الأميركية على «استفزاز مشاعر» الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
ونظمت الفصائل مسيرة جابت عددًا من شوارع غزة، رُفع خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: «لن نفرط بذرة تراب من أرض فلسطين»، و» بالمقاومة والجهاد سنكسر قرار ترمب الجائر»، و» قرار ترمب لا يساوي الحبر الذي كتب به.
وتعهدت الفصائل، خلال مؤتمر صحافي، بـإفشال صفقة القرن ومواجهة كل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، داعيًا السلطة الفلسطينية إلى «وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وعدم الرهان على الحلول السلمية والمفاوضات العبثية، وطالبت «أونروا بالعمل على أن تكون مرجعيتها الأمم المتحدة بعيدًا عن الابتزاز الأميركي.
وأعلن رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الأخضر محمد بركة عن برنامج فعاليات إحياء اليوم العالمي لدعم الفلسطينيين داخل أراضي الـ 48 في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال إن الغرض من هذا اليوم هو «فضح أكذوبة الديموقراطية الإسرائيلية في كل ما يتعلق بممارساتها ضد 20 المواطنين العرب الذين يشكلون 20 في المئة.
أرسل تعليقك