دمشق - العرب اليوم
قتل وجرح أكثر من 15 عنصراً من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بقصف جوي روسي متجدد، ضمن منطقة العمليات العسكرية التركية «غصن الزيتون»، في شمال سوريا، واشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة شمال حلب، والأخيرة تقصف مواقع عسكرية لقوات النظام جنوب إدلب وتردي مجموعة بين قتيل وجريح.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن قصفاً جوياً روسياً نفذته مقاتلتان روسيتان، صباح الأحد 26 سبتمبر (أيلول)، استهدف مقراً عسكرياً تابعاً لفصيل (فرقة الحمزة) في الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، في قرية براد بريف مدينة عفرين، ضمن منطقة العمليات التركية «غصن الزيتون» شمال غربي حلب، ما أسفر عن مقتل 11 من عناصرها، وجرح أكثر من 10 عناصر آخرين، جرى نقلهم إلى المشافي. يأتي ذلك، في أعقاب استهداف مقرات أخرى بمحيط قرية باصلحيا بريف عفرين في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وتحليق مكثف للمقاتلات الروسية استمر لأكثر من 10 ساعات في الأجواء الشمالية من سوريا، بما فيها أجواء مناطق العمليات العسكرية التركية والفصائل الموالية لها، شمال حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الطائرات الروسية شنت ضربات جوية منذ السبت على عفرين، واصفاً إياها بأنها «نادرة» في هذه المنطقة، بينما تحدث ناشطون ميدانيون، عن تنفيذ المقاتلات الروسية على مدار اليومين الماضيين (السبت والأحد)، نحو 8 غارات جوية بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بمحيط قرى باصلحايا وبراد في جبل الأحلام بريف عفرين. وتقع هذه المناطق ضمن مناطق النفوذ التركي وفصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، أو ما تعرف بـ«غصن الزيتون»، وقتل وجرح خلالها أكثر من 20 عنصراً من الفصائل، وخسائر مادية كبيرة.
وقال الناشط بريف حلب، محمود عزاوي، إن القصف الجوي الروسي على فصائل المعارضة في مناطق النفوذ التركي في شمال سوريا، الأحد، هو الثاني من نوعه، فقد استهدف في 31 أغسطس (آب) المنصرم، مقراً عسكرياً تابعاً لفصيل (فيلق الشام) أحد مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، بـ5 غارات جوية بالقرب من قريتي أسكان والجلمة بريف ناحية جنديرس جنوب مدينة عفرين، وأسفر حينها عن سقوط 5 جرحى من عناصر الفصيل، منوهاً أن أهالي مناطق عفرين والقرى التابعة لها، يعيشون حالة من الرعب، خوفا من تجدد الغارات الجوية الروسية، فيما أعلنت فصائل المعارضة والقواعد العسكرية التركية في المنطقة، حالة استنفار قصوى.
واعتبر المستشار في الجيش الوطني السوري، العميد محمد حمادي، التصعيد، محاولة لفرض الرؤية الروسية للحل السوري، وفرض الأجندات الروسية في سوريا، «وهذا يخرج عن إطار التفاهمات مع الجانب التركي، وكذلك عن ذرائع الروس أنفسهم الذين يدعون محاربة الإرهاب، فما تم قصفه في جنوب عفرين، قرى (باصلحايا وبراد)، وهي مناطق تابعة للمعارضة المعتدلة، بمثابة دعم واضح لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)».
وقال قيادي في الجيش الحر في إدلب، العقيد مصطفى بكور، إن التصعيد العسكري الروسي الذي طال مناطق العمليات العسكرية التركية والفصائل الثورية والمناطق الآمنة البعيدة عن خط الجبهة، في إشارة إلى (خطوط التماس بريف إدلب)، يأتي في إطار التحضير للقاء القمة الروسية التركية، المزمع عقدها في 29 الشهر الجاري. وتابع أن قوى المعارضة السورية، اعتادت أن تقوم روسيا بالتصعيد العسكري بالقرب من النقاط التركية المتواجدة في الشمال السوري المحرر، للضغط على الأتراك قبل الاجتماعات المخططة بينهم، بهدف فرض حلولها السياسية. ويتوقع أن يكون لروسيا أكثر من مطلب خلال القمة بين الرئيسين (الروسي والتركي)، أهمها فتح الطرقات الدولية، وأبرزها طريق حلب - اللاذقية، وأيضاً المعابر مع النظام، منوهاً إلى أن موضوع مناقشة مناطق الأكراد شرق الفرات مع تركيا والتفاهم عليها، مهم بالنسبة للروس في حال انسحاب الأميركيين من تلك المناطق.
بالتوازي، جرت اشتباكات عنيفة، فجر الأحد، بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية المسلحة، على جبهات منطقة تادف بريف حلب، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، وأسفرت عن مقتل عناصر من الطرفين، بحسب، الناشط بكري الحسين في شمال سوريا. وقد جرت الاشتباكات، عقب استهداف الجبهة الوطنية للتحرير (فصيل معارض)، بصاروخ موجه، مجموعة تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية على محور حنتوتين بريف إدلب، أسفر عن مقتل 4 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين.
ويسري منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار رعته روسيا حليفة النظام السوري وتركيا الداعمة لفصائل معارضة، في منطقة إدلب التي لا تزال خارجة عن سيطرة دمشق. وسيطرت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها، في مارس 2018، على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، إثر هجوم شنته ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين».
قد يهمك ايضا
البرهان وإردوغان يبحثان في أنقرة تطوير العلاقات و«سد النهضة»
المحكمة العليا التركية توافق على النظر في حظر حزب الشعوب الديمقراطي
أرسل تعليقك