كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين
آخر تحديث GMT12:27:03
 العرب اليوم -

كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات" مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات" مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

الصحافي الكيني جوزيف وارونغو
نيروبي - العرب اليوم

يبحث الصحافي الكيني جوزيف وارونغو، ضمن سلسلة بعنوان "خطابات الصحافيين الأفارقة"، استراتيجية جديدة يطرحها جهاز مكافحة الفساد في كينيا تهدف إلى الاستعانة بتعاليم الكتاب المقدَّس، بهدف محاربة لصوص الأموال العامة.

ويقول وارونغو "إن الإنسان يشعر بشدة محنته عندما لا يجد غير الصلاة ملاذا أمامه للتغلب على الشدائد، هذا هو الوضع الراهن الذي تعاني منه كينيا، حيثُ إن البلاد تغرق في ديون كبيرة معظمها بسبب سوء إدارة الأموال العامة، ويلتهم الفساد حياتنا ونحن أحياء، فضلا عن انتشار فضائح جديدة يوما بعد يوم، أصبح لا يوجد قداسة أو حرمة لأي شيء في البلاد، حتى الماء اللازم لحياتنا".

تفاقم الأوضاع والمشكلات

وتشير أنباء إلى أن عصابات في بعض المناطق في العاصمة نيروبي، تربطها سلطات بذوي النفوذ في حكومة المدينة، يقطعون سرا إمدادات المياه عن جميع المناطق السكنية، ويفضي هذا النقص المفتعل للإمدادات إلى تحقيق استفادة من خلال بيع المياه إلى السكان عن طريق شركات شحن مياه يمتلكها هؤلاء.

ويُعد هذا هو سبب الاستعانة بـ "استراتيجية" الصلاة، لكن مشكلة المياه ليست هي السبب الوحيد؛ حيث يبدو أن مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، الجهاز الرسمي المعني بمحاربة الفساد في البلاد، غارقة في الكثير من المشكلات.

وسعت المفوضية من قبل إلى مواجهة المشكلات بطرق كثيرة، لكن يبدو أنها لم تفلح، وتشير دراسة استقصائية وطنية حديثة، أجرتها المفوضية ونشرتها مطلع الشهر الجاري، إلى أن المشكلة تتفاقم بالفعل.

وأظهرت نتائج الدراسة زيادة نسبة أولئك الذين يدفعون الرشاوي للحصول على خدمات حكومية إلى 62 في المائة، من 46 في المئة قبل عامين.

ويُقال أن خدمة استخراج شهادات الميلاد تعد من بين أكثر الخدمات التي تسجل دفع رشاوي للحصول عليها.

وقال نائب الرئيس الكيني وليام روتو "إن خطة الحزب الحاكم تعتمد على تعاليم الكتاب المقدس"، فالأم الكينية تقضي تسعة أشهر هي فترة الحمل ثم تعاني آلام المخاض حين تضع مولودها، لكن الألم يظل قائما رغم ذلك، نظرا لأنه من الصعب على الأرجح تقديم إثبات رسمي بأنها أنجبت، حتى تضع "أموالا"، وهي بمثابة ولادة طفل آخر.

كما تواجه كينيا مشكلة أخرى عندما تأتي للإبلاغ عن واقعة رشوة.

"الخوف من الإبلاغ عن فساد"

وتشير دراسة المفوضية إلى أن جهاز الشرطة يُصنف على رأس الإدارات الحكومية والأجهزة التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للفساد؛ لذا لا يمكنك استعادة إمدادات المياه نظرا لأن من يقفون وراء ذلك على صلة جيدة بأصحاب النفوذ، وليس من المرجح أن يقدم جهاز الشرطة مساعدة ما لم تعطهم "شيئا يسد حاجتهم".

وقد نفد صبر مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، لكونها ترغب في التحرك، لكن الكينيين لا يفعلون شيئا.

سبب جذب كينيا الشباب من جميع أنحاء العالم

وتشير الدراسة إلى أن 61 في المئة من الذين شملتهم، لم يفعلوا أي شئ لدعم مكافحة الفساد وترويج معايير أخلاقية قوية في البلاد، لماذا؟ لأنهم يخافون.

وتقول الدراسة "إن أغلب الكينيين لا يبلغون عن فساد أو سلوكيات غير أخلاقية تساعد في فتح تحقيقات، لأنهم يخشون من تعرضهم لمضايقات محتملة أو ثأر"؛ لذا لجأت مفوضية مكافحة الفساد إلى سلاح جديد هو "الكتاب المقدس" لترويج أفكار تساعد في التصدي لهذا التهديد.

وطرحت المفوضية مؤخرًا دليلا لدراسة الكتاب المقدس يهدف إلى تعزيز جهودها الرامية إلى مكافحة الفساد، على أمل أن يسفر ذلك عن تعديل سلوكيات منتشرة في هذا البلد الذي يفترض أنه يخشى الله.

ويدير المفوضية ذاتها إليود وابوكالا، أسقف أنجيلي متقاعد، وهو رجل دين يعرف كتابه المقدس جيدا، وتقول المفوضية "إن دليل دراسة الكتاب المقدس يهدف إلى مساعدة الكينيين في التفاعل مع الكتاب المقدس واكتشاف موقف الله من الفساد، ومعرفة إرشاده من أجل حياة خالية من الفساد".

ويبدو أن الرئيس أوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو كان لديهما دراسة خاصة بالكتاب المقدس قبل ست سنوات عندما فازا في الانتخابات، وقالا إن سياستهما تنتهج الكتاب المقدس.

وعمد روتو مؤخرا إلى تذكير الجميع بأن بيان حزب "اليوبيل" الحاكم تأسس على تعاليم الكتاب المقدس، وقال :"الالتزام بالوفاء بكل ما تعهدنا به يأتي من منطلق أننا نعمل من أجل الله وليس البشر".

الوضع بالنسبة لغير المسيحيين في كينيا

وقال روتو "أنا شخصيا لست ضد الكتاب المقدس، وأقرأ الكتاب بصفة دورية وأعرف جيدا بعض الشخصيات الوارد ذكرها فيه كانت غارقة في الفساد، كيهوذا الاسخريوطي، تلميذ المسيح الذي خانه من أجل المال ثم انتحر بعد ذلك"؛ لكن تبرز بعض الأسئلة التي يرغب الكينيون في أن تظل عالقة في ذهن الأسقف.

أسباب ضحك السجناء في كينيا

أولًا، تعد الكثير من القيادات البارزة المتهمة بالفساد من مرتادي الكنيسة ويقرأون الكتاب المقدس.

ثانيا، بعض الأموال المسروقة من المال العام تذهب إلى الكنيسة في شكل "عطاء" أو "ضريبة".

ثالثا، أي دليل للدراسة يوصي به الأسقف أو يقترحه لغير المسيحيين؟

وأضاف روتو "أظن حاليا أن بعض "وسطاء المناقصات"، وهم عصابات سيئة السمعة تقدم الرشوة في أنشطة المناقصات الحكومية، مشغولون بالتآمر لتقديم عروض لشراء وتوزيع نسخة مجانية من الكتاب المقدس لجميع الكينيين. ولا يوجد لدى مفوضية مكافحة الفساد حاليا أي خطط كهذه".

ودأب الكثير من الكينيين على الصلاة من أجل بلادهم والخروج من مأزقها الذي يحاوطها من كل جانب، ويصلي الكينيون من أجل أن تظفر مفوضية مكافحة الفساد في معركتها الروحية، وتقدم أدوات دنيوية ملموسة لمحاربة الفاسدين على الأرض.

ويوجد مثل كيني شهير يقول "عندما تعرج البقرة المرشدة، لن يصل القطيع إلى مكان المياه"، أو بمعنى آخر تغيير المفاهيم ينبغي أن يبدأ من القمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab