الجزائر – ربيعة خريس
كشف وزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، خلال مؤتمر جهوي للأمن في الساحل الأفريقي وغرب أفريقيا، انعقد الاثنين، في بماكو، أن الجزائر اقترحت وثيقة على الاتحاد الأفريقي تتعلق باستراتيجية التكفل بالمقاتلين العائدين من بؤر التوتر في سورية والعراق. وقال عبد القادر مساهل، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، " لمست لدى الأشقاء العرب اهتماما كبيرا بالتجربة الجزائرية في الخروج من الأزمات، خاصة تلك التي ضربت بلادنا في التسعينيات، وكيف واجهنا قوافل المقاتلين الأجانب والعائدين من أفغانستان والبوسنة والشيشان، ودور المساجد والإعلام في محاربة التطرف العنيف والراديكالية".
ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن عودة المقاتلين الأجانب من ساحات القتال في سوريا والعراق يعتبر أكبر هاجس يؤرق المنطقة العربية والأفريقية. وأكد مساهل أن الجزائريين هم الأقل قابلية للانخراط في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بـ " داعش " بفضل قدرة السلطات على تحصين الشباب من التطرف، فالجزائر مرت بتجربة مريرة.
وكان وزير داخلية الجزائر، نور الدين بدوي، قد أك في تصريحات صحفية، إن عدد الجزائريين المنخرطين في تنظيم " داعش " لا يتجاوز 160 عنصرا، بفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية على الحدود الشرقية والجنوبية، حيث عززت تواجدها بالمناطق الحدودية التي تربط البلاد بكل من مالي والنيجر وليبيا بخمسة آلاف عسكري إضافي بداية شهر سبتمبر / أيلول الماضي.
ويعمل تنظيم "داعش" حسب توقعات مؤسسة التنبؤات الإستراتيجية الأمريكية، على تعزيز تواجده في معاقله في شمال أفريقيا ومناطق أخري بعد الانتكاسات والخسارة الكبيرة التي تجرعها في كل من سورية والعراق. وحذر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في مذكرة عرضها بدلا منه رئيس الوزراء الجزائري، عبد المجيد تبون، خلا أشغال القمة الـ29 للاتحاد الأفريقي، انعقدت بتاريخ 4 يوليو / تموز الماضي، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، من الخطر الكبير الذي أصبح المقاتلون الأجانب يشكلونه على أمن البلاد والمنطقة.
وكشف رئيس الجزائر عن وجود أكثر من خمسة آلاف أفريقي ينشطون في صفوف الجماعات الإرهابية داخل القارة وخارجها. ودعا بوتفليقة، إلى "ضرورة مواجهة هذا التهديد، من خلال تطوير علاقات التعاون بين الدول الأفريقية، بخاصة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاتلين الأجانب، وتحسين المعرفة بملامحهم، ومنع تنقلهم عبر مختلف وسائل النقل ونقاط الدخول والعبور، فضلا عن تحسين إدارة الحدود. وتزامنت مذكرة الرئيس الجزائري، مع إعلان عدة جماعات متطرفة تنشط في شمال مالي والساحل الأفريقي، شهر مارس / آذار الماضي، عن اندماجها في تنظيم واحد أطلق عليها اسم " أنصار الإسلام والمسلمين " يقوده " إياد آغ غالي".
أرسل تعليقك