أعد خبراء أميركيون، بينهم المبعوث الجديد لسورية، جيمس جيفري، ورقة رفعت إلى الإدارة الأمريكية تتضمن السياسة الجديدة التي يجب تطبيقها مستقبلًا في سورية.
ونشرت صحف عربية ، الثلاثاء 21 من آب /اغسطس مضمون الورقة، والتي أوصت بالحيلولة من دون عودة ظهور تنظيم "داعش"، ومنع إيران من بناء هيكل عسكري واستخباراتي دائم في سورية ومنطقة الهلال الخصيب عامة.
ونصت على منع القوات الإيرانية والجيش السوري من الدخول إلى شمال شرقي سورية بعد هزيمة التنظيم، وفرض منطقة حظر جوي وبري في شمال وشرق نهر الفرات باستخدام القوة الجوية ووجود عسكري صغير على الأرض.
وتحدد الورقة الإبقاء على منطقة الحظر الجوي حتى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254والساعي لإقرار حكومة سورية مستقلة من دون مشاركة الأسد والقوات المدعومة من إيران الداعمة له.
وأشارت المصادر بناء على معلومات من مسؤولين غربيين إلى أن موقف واشنطن بات أكثر وضوحًا بشأن سورية ويتلخص في تحقيق ثلاث أولويات هي هزيمة التنظيم ومنع عودة ظهوره شمال شرقي سورية وتقليص النفوذ الإيراني، والعمل مع موسكو بالحوار والضغط للوصول إلى حل سياسي وفق القرار “2254”.
و أوصت الورقة الأميركية بدعم الجهود الإسرائيلية لخلق شقاق بين إيران وروسيا والأسد بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية إيرانية.
وأكدت على تشديد العقوبات ضد البنوك التي تصدر اعتمادات للحكومة السورية، ومن يوفرون الموارد لوكلاء إيران داخل سورية الذين ييسرون الاستثمارات الإيرانية في سورية.
وأوضحت الورقة، التي كانت أحد أسباب اختيار جيفري كمبعوث جديد إلى سورية الإشارة إلى معاونة حلفاء الولايات المتحدة داخل شمال شرقي سورية على إيجاد أسواق بديلة للنفط والصادرات الزراعية التي يبيعونها حاليًا للحكومة السورية
بالإضافة إلى العمل مع تركيا في منبج وغيرها من المناطق لخلق نفوذ ضد الروس.
وتأتي هذه التطورات قبيل اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، ونظيره الروسي، نيكولاي باتروشيف، في جنيف الخميس المقبل بعد عودة بولتون من إسرائيل.
وكان بولتون وصل إلى إسرائيل، 19 آب /أغسطس، لبحث القضية السورية ومسألة خروج القوات الإيرانية من سوريا بشكل كامل، الأمر الذي يتقاطع ما أوصت به الورقة الأمريكية.
وقال محللون عارفون بالمبعوث الأميركي الجديد للصحيفة، إن جيفري معروف بمعاداته لإيران، وإن موقفه كان واضحًا من ذلك، عندما كان سفيرًا في بغداد بين 2007 و2008، وعبر بوضوح عن رفضه الانسحاب الأمريكي من العراق، ما يجعله يقف على الضفة الأخرى من المبعوث الأميركي في التحالف الدولي ضد التنظيم، بريت ماغورك.
وشغل جيفري ,مناصب مهمة في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، إذ شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى العراق في عامي 2004 و2005، ليشغل بعدها منصب مستشار كبير لوزير الدولة في شؤون العراق حتى عام 2006، وسبق أن عمل سفيرًا لبلاده في ألبانيا بين عامي 2002 و2004.
وتغيب التصريحات السابقة لجيفري بشأن النزاع في سورية عن الإعلام، إلا أنه يعتبر خبيرًا في القضايا الاستراتيجية في مناطق الشرق الأوسط والبلقان وألمانيا.
ويتوقّع أن يبحث جيفري مع الأمم المتحدة مسألة الانتقال السياسي في سورية، بخاصة مع التصريحات الأميركية الأخيرة التي اشترطت حصول انتقال للسلطة في سورية مقابل مشاركة واشنطن في إعادة الإعمار.
أرسل تعليقك