الجزائر – ربيعة خريس
شهدت العديد من مدن الجزائر, ليلة الخميس إلى الجمعة, موجة احتجاجات عارمة وقطع للطرقات بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تزامنا من موجة الحر التي ضربت البلاد خلال الساعات الماضية، وألسنة اللهب التي تقدمت من كل الجهات وتسببت في قطع الطرقات وشردت عائلات كثيرة, حيث عاش جزائريون في مختلف مناطق البلاد معاناة حقيقة, وعجت المستشفيات بالمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة وحتى الأطفال الرضع.
ووّلدت هذه الوضعية حالة غضب لدى العديد من المواطنين الجزائريين, واضطروا إلى تنظيم احتجاجات ليلية وقطعوا العديد من الطرقات الرئيسية بسبب تجاهل فرق التدخل التابعة لشركتي نقل الكهرباء وتوزيع الكهرباء اتصالاتهم المتكررة وعدم الرد على الرقم المخصص لتصليح أعطاب الكهرباء، وأقدم سكان مدينة الدبيلة التابعة لمحافظة الوادي جنوب الجزائر على الحدود مع تونس, على غلق المعبر الحدودي " الطالب العربي " الرابط بين حزوة من ولاية توزر والقطر الجزائري احتجاجا على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وتسببت هذه الحركة الاحتجاجية في تعطيل حركة الدخول والخروج من المعبر, وهدد سكان المنطقة بالتصعيد في حال عدم تجاوب السلطات المحلية بالمحافظة مع مطالبهم, وليست هي المرة الأولى التي يخرج فيها سكان المنطقة للشارع للتعبير عن غضبهم، وقد طالب المحتجون من محافظ الوادي, المتواجد حاليًا في عطلة مرضية بسبب تعرضه إلى أزمة قلبية مفاجئة وهو موجود في المستشفى حاليًا, إيجاد حلول مستعجلة لمطالبهم التي رفعوها.
ولا تعتبر هذه المنطقة الوحيدة التي عاشت الظلام الداكن خلال ليلة الجمعة إلى السبت, بل عاش سكان منطقة الرويبة الصناعية تقع في الضاحية الشرقية على بعد حوالي 22 كم من مركز العاصمة الجزائرية, انقطاع التيار الكهربائي دام لأزيد من 15 ساعة دون أن يفهموا السبب, واكتفت مصالح شركة الكهرباء والغاز بتبرير ذلك بوجود عطب تقني تعمل مصالحها في الميدان على البحث عن مصدر العطب ثم تصليحه دون أن تحدد مدة تصليح الخلل.
وحاول "العرب اليوم " الاتصال مرارًا وتكرار بأحد فروع المديرية الجزائرية للكهرباء والغاز لمعرفة موقفهم من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي, إلا أن كل محاولتنا باءت بالفشل بسبب عدم الرد على اتصالاتنا, وأمام هذه الوضعية يبقى المواطن الجزائري هو الضحية الأول والأخير في هذه الانقطاعات التي أضحت سيناريو يتكرر خلال فصل الصيف، فيما سجلت مصالح المديرية الجزائرية للكهرباء والغاز, خلال الأيام الماضية ثالث أكبر استهلاك قياسي للكهرباء في الجزائر منذ الاستقلال فاق 14 ألف عبر التراب الجزائري, تزامنا مع درجة الحرارة التي فاقت 45 درجة مئوية في مدن الشمال و 50 درجة مئوية في الجنوب .
وقالت مصالح الشركة في بيان لها أن الاستهلاك الكهربائي يرتبط مع ارتفاع درجات الحرارة مضيفة أن الشركة تتوقع تسجيل ذروات جديدة للاستهلاك خلال هذا الصيف مع توقعات بتواصل ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.
أرسل تعليقك