​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم داعش في شمال العراق وسورية
آخر تحديث GMT23:31:34
 العرب اليوم -

​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم "داعش" في شمال العراق وسورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم "داعش" في شمال العراق وسورية

​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم "داعش"
بغداد – نجلاء الطائي

أكثر من 6 آلاف إيزيدي تم اختطافهم من قبل تنظيم "داعش" في شمال العراق وسورية، وحتى الآن، وبعد ثلاثة أعوام، ما زال أكثر من نصفهم مفقودون.

وبالرغم من ذلك فإن الكثيرين منهم، على حد قول بعض عاملي الإغاثة، يعيشون في المخيمات بين العائلات العربية النازحة، دون أن يعرفهم أحد.

ويقول الناشط ميرزا دنيايي إن العديد من الإيزيديين الذين كانوا اختطفوا، يخشون الآن على حياتهم، لأنهم أجبروا على أن يتحوّلوا للإسلام خلال فترة اختطافهم من قبل داعش، والآن كرّس دنيايي نفسه للبحث عنهم كي يتمكنوا من العودة إلى عوائلهم.

ويضيف دنياي أن المختطفين هم من ضحايا استراتيجية تنظيم "داعش" في القضاء على الديانة الإيزيدية، موضحا بالقول: "نعلم أنهم انحلوا تماماً بالمجتمع المسلم. وباتوا يعتقدون بأن الديانة الإيزيدية لم تعد موجودة، وغالبا ما يعانون من نوع من متلازمة ستوكهولم". ومتلازمة ستوكهولم هي ظاهرة نفسية يقوم فيها المختطَفون بتطوير علاقة عاطفية إيجابية مع خاطفيهم أو وضعهم.

وهذا ما حدث لمديحة إبراهيم التي تبلغ الثالثة عشرة من العمر، حيث اختطفها "داعش" في آب 2014، لتقضي السنوات الثلاث التي تلتها في الأسر في مدينة تلعفر العراقية.

وخلال فترة الأسر، جعلوها تتحول إلى الإسلام، تقول مديحة بالتركية: "لقد نسيت كرديتي تماماً"، تقول ذلك وهي تأكل البيتزا في مطعم في الجزء الكوردي من العراق. اجتمعت مديحة في مخيم للاجئين هنا مع أعمامها واثنين من أشقائها الذين ساعدوها على الفرار. ولا يزال والداها وأحد إخوتها مفقودين، ويمكن رؤيته على صور لأحد مقاتلي "داعش" منشورة على فيسبوك، ويبدو أنه مخبّأ لدى أسرة هذا الإسلامي المتشدد، كما كانت مديحة حتى وقت قريب.

كان أول خاطف لمديحة في تلعفر هو التركي أبو يوسف الذي كان لديه ثلاث زوجات وعدة أطفال. تقول مديحة: "ضربوني وباعوني إلى أسرة أخرى".

عاشت الفتاة فترة أطول قليلاً مع أبو علي وزوجته فاطمة المنحدرين من من مدينة بورصا التركية، قبل أن تباع لأبو أحمد وزوجته زاهدة من مدينة قونية في تركيا. هناك، تم تسميتها بـ"هاجر".

في تلك الفترة كانت مديحة تدرس اللغة التركية بنفسها وتتعلم اللغة العربية في إحدى المدارس. كانت تصلي خمس مرات في اليوم و تستمتع بقراءة القرآن.

وقُيل لها إنه لا يمكنها أبداً أن تعود إلى عائلتها، وإنه سيكون من الأفضل لو أنها نسيت أصولها في أقرب وقت ممكن. تقول مديحة: "شعرت كأنني مسلمة ولم أعد أشعر بأنني إيزيدية، وتتابع: "قالوا لي إن عائلتي ستقتلني إذا اكتشفوا أنني تركت ديني".

فالايزيديون مجتمع مترابط ومنغلق، لا يجوز فيه الزواج من شخص ذي دين مختلف.

لم تعرف مديحة أن الزعيم الديني للإيزيديين، بابا شيخ، قد ضمن لكل من اختطفهم تنظيم "داعش" العودة إلى مجتمعهم دون عواقب.

فرت مديحة مع عائلتها التركية، مع اشتداد القتال في تلعفر، نحو الموصل. وهناك تم احتجازهم في معسكر مخصص للسجناء من عائلات مقاتلي داعش الأجانب. تقول مديحة: "كنت خائفة ولم أكن متأكدة مما إذا كانوا ينتمون إلى تنظيم داعش". والواقع أنهم كانوا من الشرطة العراقية. قاموا باستجواب المعتقلين، وكانوا يرغبون في التأكد فيما إذا كانوا إيزيديين. تقول مديحة: "سألوني أيضاً، لكنني نفيت ذلك".

لكن "أمها الحاضنة" زاهدة لم تعد تستطيع أن تصمد أمام الضغط، وقالت: "هذه ليست طفلتي". كان على مديحة أن تخبرالشرطة باسم والدها. وعندما جاء عمها، ذهب عنها كل خوفها. تقول مديحة: "عرفته على الفور، إلا أن لحيته كانت قد أصبحت بيضاء، وكنت سعيدة جداً لرؤيته".

تعرف مديحة أن هناك العديد من الفتيات الإيزيديات في ذلك السجن، مثلها لا يفصحن عن أصلهن. وقد وجد هادي بابا شيخ، شقيق الزعيم الديني للإيزيديين والمتحدث باسمه، بعض الأطفال، بمن فيهم داليا البالغة من العمر ست سنوات، التي وجدها هي الأخرى بعد إبلاغ في معقل داعش السابق.

يقول هادي: "تعرف داليا أن زينب ليس اسمها الحقيقي، وأنها كانت إيزيدية". وكان الكثير من الأطفال الأصغر سناً قد نسوا أسماءهم ودينهم. مثل مديحة، كانت داليا خائفة جداً من المغادرة عندما وجدها بابا شيخ. كانت تخشى أن تُباع كرقيق جنس. هذا بالضبط ما حدث لكثير من النساء الإيزيديات. ولدى البعض بالفعل أطفال من خاطفيهم وهم يخجلون من العودة إلى ديارهم.

الناشط ميرزا ديناي يعرف هذه المشكلة، لهذا السبب أراد أن يطلق حملة بحث كبيرة في المخيمات مع لاجئين من المدن المحررة من "داعش". كان ديناي قد جمع فريقاً، ولكن مديرية شؤون الإيزيديين في وزارة أوقاف إقليم كوردستان، لا تريد أن تعطيه الإذن. ويوضح خيري بوزاني، المدير العام، أن ذلك يرجع إلى أن الإيزيديين يطالبون بمقابل مادي عن المعلومات المتعلقة بالأطفال والنساء المفقودين، على حد زعمه. ولذلك فإن إجراء مثل هذا البحث خارج نطاق مسؤوليات دائرته.

لا يمكن للعديد من الإيزيديين أن ينتظروا الإجراءات الداخلية للسلطات وموافقاتها، ولذلك يقومون بالبحث بأنفسهم. على سبيل المثال، يستخدم هادي بابا شيخ وضعه كمتحدث باسم الزعيم الإيزيدي للوصول إلى مخيمات اللاجئين. وحتى الآن عثر على بعض النساء والأطفال اعتماداً على بعض المعلومات.لكن هناك الآن مشكلة جديدة، فبعض العوائل التي عادت إلى مدن تم تحريرها من "داعش" مثل تلعفر والحويجة، أخذت معها النساء والأطفال الإيزيديين.

وبدعم أوروبي وبالتعاون مع زعماء القبائل العرب، بدأ هادي بابا شيخ بتقديم المال للعوائل العربية عندما يعيدون الإيزيديين المختبئين عندهم. يقول بابا شيخ: "نذهب إلى العوائل ونسألهم إن كان عندهم طفل إيزيدي، ثم ندفع لهم". ولا يزال بعض الإيزيديين يتذكرون أسماء آبائهم أو أفراد عائلاتهم ويمكنهم تحديد هوياتهم، وفي حالات أخرى، يساعد إجراء اختبار الحمض النووي.
تظهر أهمية عمل هادي بابا شيخ في قصص مثل قصة مديحة، ليثبتوا أن الإيزيديين لم يفقدوا بعد الثقة في إنقاذهم يوماً ما. تقول مديحة عن خاطفيها: "لم أكن أعتقد أبداً أنني سأقضي بقية حياتي معهم"، وتتابع: "كانت بيوتهم قذرة جداً".​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم داعش في شمال العراق وسورية ​6 آلاف إيزيدي اختطفهم تنظيم داعش في شمال العراق وسورية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab