دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة الجماهيرية الواسعة في مسيرة العودة الكبرى في كل مكان، محذرةً من نفاد صبر الشعب وانفجاره في وجه المحاصِرين.
وقالت "ندعو أبناء شعبنا في القدس والضفة وغزة والـ 48 والشتات للمشاركة بمسيرة العودة الكبرى للتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه وإصراره على عودته إلى قراه وبلداته ومدنه التي هُجر منها".
وأعربت حماس عن رفضها جميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني، متعهدة بالتصدي لما يُسمى "صفقة القرن" المزمع أن يطرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى إفشالها؛ حمايةً للقضية والثوابت الوطنية، مؤكدةً رفضها رفضًا قاطعًا.
وبينت أنَّ "أيَّ موقفٍ أو مبادرةٍ أو برنامجٍ سياسيّ يجبُ ألا يمسَّ هذه الحقوق، ولا يجوزُ أن يخالفها أو يتناقضَ معها".
وجددت حماس رفضها استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، مطالبةً سلطات الاحتلال وكل المحاصِرين برفع الحصار ووقف إجراءات العقاب المفروضة عليه وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وطالبت بالكف عن ابتزاز الشعب الفلسطيني من خلال قوت أطفاله وعلاج مرضاه وتعليم أبنائه، محذرةً من نفاد صبر شعبنا وانفجاره في وجه المحاصِرين.
وأكدت أن "شعبنا بصموده وثباته وإيمانه الراسخ بوطنه لم يستسلم ويُمكِّن العدو من كسر إرادته وطمس هويته الوطنية لا بالتشريد ولا بالمجازر ولا بتزوير التاريخ وتشويه الثقافة ولا بمحاولة تحويل الوهم والخرافة إلى واقع وحقيقة".
وشددت حماس على أن شعبنا "لن ينسى الماضي البعيد، ولن يتغاضى عن الحاضر الأليم، وسيواصل السير على طريق المقاومة والتحرير حتى تحقيق أهدافنا في المستقبل القريب بالعودة وتقرير المصير".
وحيّت حماس شعبنا الفلسطيني الصامد في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ 48 والشتات الذي "لم يبخل يومًا بتقديم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على درب العودة والمقاومة والتحرير"، مؤكدة تمسكه بحقه الثابت في العودة وتقرير المصير.
ودعت الشعب في الذكرى الـ 70 لنكبته للتوحد والعمل المشترك من خلال عقد مجلس وطني توافقي وفق مخرجات اجتماع بيروت في يناير 2017، مطالبةً كل الفصائل بالتوحد على المقاومة ونبذ الفرقة والخلاف والتفرد والإقصاء.
وناشدت الدول العربية والاسلامية وكل أحرار العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته بتمكينه من حقوقه الثابتة بالحرية والاستقلال ورفع الحصار نهائيا ودون شروط.
وطالبت المجتمع الدولي بإنصاف الشعب الفلسطيني الأعزل ومنع استمرار الاحتلال في إرهابه وإجراءاته الوحشية، وهو الذي نصّب نفسه دولة فوق القانون الدولي.
وشددت على أن ذلك ليس تكفيرًا عن خطيئة السماح له بتنفيذ نكبة فلسطين التي لا تزال تداعياتها مستمرة، إنما للحيلولة دون ارتكابه المزيد من الجرائم وإضافة فصول جديدة للنكبة الأولى.
و جددت حماس رفضها كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من أي جهة وعلى أي مستوى كانت، وعدّت ذلك عملًا معاديًا للفلسطينيين وخيانة لحقوقهم.
ووجهت التحية لمنظمات المقاطعة الدولية وفي المقدمة منها BDS، مطالبةً الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم بعدم الانخراط والمشاركة بأي جهد على مستوى المؤسسات والأفراد في أي فعالية تطبيعية وفي أي مجال كان ثقافيًّا أو سياسيًّا أو اجتماعيًّا.
ويستعد الفلسطينيون في أماكن وجودهم كافة يوم الإثنين 14 مايو/أيار للمشاركة في "مليونية العودة وكسر الحصار"، بالتزامن مع نكبتهم السبعين وقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارة بلادهم للقدس المحتلة فيما يُسمى بذكرى قيام الكيان الإسرائيلي.
ويواصل الفلسطينيون منذ انطلاق "مسيرات العودة الكبرى" في 30 مارس/آذار الماضي، الاحتشاد على طول السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة شرق قطاع غزة، رغم قمع قوات الاحتلال تلك المسيرات السلمية، واستخدامها "القوة المفرطة والمميتة" والأسلحة المحرمة دوليًا، ما أدى لاستشهاد 50 مواطنًا وإصابة 9520 بجراح مختلفة وبالاختناق.
أرسل تعليقك