اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا
آخر تحديث GMT23:24:41
 العرب اليوم -

اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا

الرئيس السوري بشار الأسد
دمشق - العرب اليوم

كشفت مصادر عربية أن الاتفاقات التي توصّل إليها الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لطهران أثارت استياء روسيا عميقا وخلقت أزمة ثقة بين الأسد والكرملين.

وأوضحت أن هذه الاتفاقات جعلت الجانب الروسي يشعر بأنّ الرئيس السوري مصرّ على استرضاء طهران، والحرس الثوري تحديدا، على حسابه.

وذكرت المصادر أن أكثر ما أثار استياء الجانب الروسي الوعد الذي أعطاه الأسد للإيرانيين بالسماح لهم بإدارة ميناء اللاذقية، مشيرة في هذا المجال إلى تشكيل لجنة سورية لدراسة هذا الموضوع الذي يمس بالمصالح الروسية في سوريا على نحو مباشر.

وتقع القاعدة حميميم الجوية الأساسية التي تمتلكها روسيا في سوريا قرب مدينة اللاذقية، وقد انطلقت منها الطائرات القاذفة الروسية من أجل وقف تقدّم المعارضة على كلّ الجبهات في سبتمبر 2015.

وقالت المصادر نفسها إنّ روسيا تعتبر ميناء اللاذقية جزءا من أمنها في سوريا، خصوصا أنّها توصلت إلى اتفاقات مع دمشق في شأن وجودها طويل الأمد في منطقة الساحل السوري.

واعتبر سياسي سوري معارض أنّ ارتماء الأسد في الحضن الإيراني يعكس مخاوف من استعداد موسكو للدخول في مساومات على رأس النظام.

وظهر استياء الأسد بوضوح من الموقف الروسي لدى اعتراضه على الجهود التي تبذلها موسكو للتحضير لمرحلة انتقالية في سوريا يرافقها الإعداد لصياغة مشروع دستور جديد.

وكشف المعارض السوري أن إيران طالبت الأسد بتسديد ديون متوجبة على سوريا منذ العام 2011 في وقت تمتنع فيه روسيا عن تزويد دمشق بالغاز والمحروقات، وهو ما خلق أزمة كبيرة للنظام في فصل الشتاء الذي كان قاسيا على غير المعتاد في معظم المناطق السورية.

وخلص المعارض إلى القول إنّ المشكلة بين النظام وروسيا تتجاوز إدارة ميناء اللاذقية إلى قضايا أخرى مرتبطة بحقول النفط والغاز والفوسفات التي تريد لها إيران أن تكون جزءا من عملية تسديد الديون السورية.

وأكد مصدر مطلع من مدينة اللاذقية قرار تشكيل فريق عمل استشاري، برئاسة المدير العام للشركة العامة لمرفأ اللاذقية، مهمته التباحث مع الجانب الإيراني بخصوص إعداد مسودة عقد لإدارة المحطة من قبل الجانب الإيراني، وأن الفريق باشر بالتحضيرات، ولم يتم تأكيد بدء المباحثات مع الجانب الإيراني بعد.

ويعود الوجود الإيراني في مرفأ اللاذقية إلى فترة بدايات الثورة السورية، حيث كان يتم الشحن من الموانئ الإيرانية أو التي تتبع إيران إلى اللاذقية، ويتم تفريغ الشحنات، على اختلاف أنواعها، بسرية بإشراف عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني.

ويعزى اهتمام إيران بالسيطرة على المرفأ والحركة فيه بشكل رسمي إلى عدة أسباب، أهمها أنه المرفأ الوحيد المتاح باعتبار أن مرفأ طرطوس تحت الهيمنة الروسية بشكل مباشر، نظرا لقربه من القاعدة البحرية العسكرية الروسية.

ويضاف إلى ذلك حاجة مرفأ اللاذقية إلى آليات جديدة كالروافع الثابتة والروافع الشوكية، خاصة أن معظم الآليات فيه متوقفة عن العمل وبحاجة إلى الصيانة بقطع محظورة على الحكومة السورية نتيجة العقوبات الدولية.

وقال فلاديمير أحمدوف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو في تصريح لـ"العرب" إن هناك اهتماما روسيا كبيرا بإعادة الإعمار في سوريا وخصوصا المرافق العامة والمنافذ الدولية من مطارات وموانئ، وبنفس الوقت تهتم إيران، وإلى حد كبير الصين أيضا، بهذه الفرص الاستثمارية التي تعتبر جزءا من الوجود طويل الأمد.

ويُنظر إلى روسيا وإيران والصين على أنها حليفة في الأزمة السورية، وقد عملت معا على إبقاء الأسد في السلطة وبالتالي من الطبيعي أن تسعى هذه الدول لتكثيف جهودها أيضا ما بعد الحرب.

ويمثل تأهيل مرفأ اللاذقية وإدارته، مثالا على التنافس الإيراني الروسي، إذ تحاول طهران أن تتمركز في الساحل السوري في نقطة حساسة جدا وداخل مناطق نفوذ الجانب الروسي الذي يظهر في قاعدة جوية وقاعدة بحرية هناك.

ويخشى الخبراء من أن تواجد إيران في هذا المرفأ البحري بهدف أبعد من تشغيل الميناء، وأنها تريد تحويل هذا التواجد إلى قاعدة بحرية عسكرية، لاسيما أن الكثير من التسريبات والمواقف عبر السنوات الماضية تبرز اهتمام إيران بمنطقة الساحل السوري.

وسيكون هذا التطور غير مرحب به من الجانب الروسي، وقد يعتبر تفسيرا عمليا لنتائج زيارة الأسد لطهران التي تسعى بشكل أو بآخر لانتزاع مكاسب اقتصادية كمكافأة على دورها العسكري خلال الحرب، لاسيما أنها تعاني من وضع اقتصادي سيء وتعيش تحت حصار أميركي وغربي شديد.

وأكد أحمدوف أن روسيا ستمارس ضغوطا لدفع الأسد إلى التراجع عن هذه الخطوة، خاصة أن عليه أن يتذكر أن موسكو صاحبة الكلمة الأولى ولا يمكن لمثل هذا الأمر أن يتم دون موافقتها.

وطالب الباحث الروسي، الرئيس السوري بتذكر أنه لولا الدور الروسي العسكري والسياسي والدبلوماسي لما استطاعت إيران إنقاذه، لذلك سيكون عليه قبل اتخاذ أي خطوات التنسيق مع الروس، لاسيما أن سوريا مقبلة على حل سياسي وإعادة إعمار، وهو ما لا يمكن تركه للجانب الإيراني.

وتسعى إيران للسيطرة الكاملة على ميناء اللاذقية بغية تأمين طريق تجاري من طهران إلى البحر المتوسط، وهو ما سيمثل الرابط المتوسطي على طريق تجاري انطلاقا من إيران مرورا بالعراق وسوريا.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية الجمعة عن بدء الشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بشحن البضائع عبر الميناء، مما يشير إلى أن طهران قد تستخدمه كطريق بديل لنقل الأسلحة إلى سوريا، ما قد يؤدي إلى شن ضربات جوية إسرائيلية جديدة وتفاقم التوترات بين روسيا وإيران في الوقت الذي تتنافسان فيه على النفوذ في سوريا بعد الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا ليست لديها رغبة في رؤية إيران على مقربة منها. ونقلت عن العميد المتقاعد مايكل هيرتسوغ رئيس الأركان السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي، قوله إنه "بالرغم من أن كليهما قاتل من أجل الأسد إلا أن هناك اختلافات وتنافسا بينهما".

وقد يهمك أيضاً :

الأسد يوجه رسالة للأكراد ويهاجم "العميل التركي"

وثيقة كردية تطالب موسكو بضمان اعتراف دمشق بـ "الإدارة الذاتية"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab