حروب خاسرة ضد الدرونز وإسرائيل تصنع طائرة صغيرة انتحارية
آخر تحديث GMT02:24:16
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

حروب خاسرة ضد "الدرونز" وإسرائيل تصنع طائرة صغيرة انتحارية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حروب خاسرة ضد "الدرونز" وإسرائيل تصنع طائرة صغيرة انتحارية

حروب خاسرة ضد الدرونز
لندن - العرب اليوم

 

تضعنا التطورات المتسارعة في مجال صناعة الطائرات بدون طيار "الصغيرة" أو الـ"ميني درونز" ومخاطر إدماج الأسلحة عليها، أمام معضلة حقيقية، من حيث صعوبة التصدي لها ومواجهتها عسكريا لمنعها من تنفيذ هجمات مسلحة، وأيضا السبل القانونية التي تبدو عاجزة عن مواكبة ما بات يطلق عليه "ثورة ثالثة في الحروب".

تدفعنا محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بواسطة طائرة بدون طيار، والجدل الذي أثارته طائرة مسّيرة "صغيرة" حلقت فوق إقامة الرئيس الفرنسي الصيفية، إلى جانب استغلالها من التنظيمات الجهادية المتطرفة بالشرق الأوسط، ومساعي الجيوش والأجهزة الأمنية لاستغلالها، إلى التساؤل عن أهميتها كسلاح غير تقليدي، وعن سبل مواجهتها.

من فنزويلا إلى فرنسا وتركيا

وكانت السلطات الفنزويلية قالت إن مادورو نجا من "هجوم" بطائرات مسيّرة محمّلة بعبوات ناسفة انفجرت على مقربة منه بينما كان يلقي خطابا خلال عرض عسكري، مشيرة إلى إصابة سبعة جنود بجروح.

ولعل استهداف مادورو، دفع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى توظيف حراس شخصيين يحملون أسلحة مضادة للطائرات، بحسب ما نشرته وسائل إعلام تركية وعالمية وفيديو تداولته صفحات التواصل الاجتماعي مؤخرا، يظهر حراسا مسلحين بـ"نظام الدفاع الجوي المحمول" خلال زيارة قام بها أردوغان الأحد لمشروع بناء مسجد "تشاملجا" في إسطنبول.

وفي فرنسا، فتح الإليزيه الاثنين تحقيقا حول خلفيات تحليق طائرة مسيّرة فوق المقر الرئاسي للعطل "فور بريغنسون" جنوب فرنسا، حيث يقضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته عطلتهما الصيفية.

وفي 2015، حلقت طائرات بدون طيار "صغيرة" ليلا فوق مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية باريس، ولم يتم القبض على مشغليها. كما تم رصد حوالى عشرين طائرة بدون طيار حلقت قرب مواقع نووية في البلاد.

"ثورة ثالثة في الحروب"

ويحذر الخبراء من مغبة استغلال الطائرات بدون طيار الصغيرة -والتي تباع في الأسواق لهواة هذا النوع من الألعاب وبأسعار في متناول الجميع- من قبل تنظيمات مسلحة أو متطرفة قد تستهدف مناطق حيوية في دولة ما أو ضد شخصية سياسية أو معارضة، أو حتى تنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق.

وفي هذا الشأن رسم البروفيسور في جامعة كاليفورنيا الخبير في الذكاء الاصطناعي ستيوارث راسل في فيديو تم إنتاجه بالتعاون مع "معهد مستقبل الحياة" الأمريكي، مستقبلا قاتما لدور الطائرات المسيّرة، حيث يؤدي دمج التكنولوجيا والصناعات الحربية إلى إنتاج أسلحة فتاكة وغير مسبوقة مثل "الدرونز" بحجم العصافير الصغيرة، قادرة على شن هجوم مسلح غير قابل للصد أو الردع تماما.

وبحسب البروفيسور ستيوارث راسل فإن "هذا الفيلم هو أكثر من مجرد تكهنات، إنه يبين نتائج دمج السلاح والتكنولوجيات المتوفرة أساسا".

من جهته، دعا الملياردير إيلون ماسك المدير العام لمجموعة "سبايس إكس" الأمريكية المتخصصة في الصناعات الفضائية، إلى جانب شخصيات أخرى ضالعة في المجال التكنولوجي، الأمم المتحدة، إلى منع الأسلحة الذاتية التحكم، محذرين من "ثورة ثالثة في الحروب". وهذه المخاوف تبدو مبررة فعلا بدليل وجود نوع من الطائرات المسيّرة ذاتية التحكم وتتوفر على خصائص تقنية غير مسبوقة ومنها "سبارك" والتي لا يتعدى وزنها 300 غرام ويمكن شراؤها بسعر 700 يورو. وهذا النوع من "الدرونز" قادر على إحداث أضرار كبيرة في حال تم تزويده بالسلاح.

في المقابل، يتجه المصنعون باستمرار إلى إنتاج طائرات "مسيّرة" أصغر وأخف مع توظيف تكنولوجيا متقدمة جدا لمواجهة المنافسة من ناحية، ولتفادي الوقوع تحت طائلة القوانين من ناحية أخرى خصوصا ما يتعلق بالوزن وضوابط الملاحة الجوية وحيازة دفتر رسمي مثل دفتر السياقة.

هذا التوجه يزيد من تعقيد مهام رصد ما بات يشبه "الطيور المعدنية" وتعقبها واستهدافها، ما يضعنا أمام معضلات لا تنتهي إن من ناحية القوانين المنظمة لملاحتها، أو من جهة التخطيط لاستراتيجية أمنية دفاعية مضادة قادرة على منع وردع أي محاولة لشن هجوم مسلح بواسطة طائرات "ميني درونز".

صغر حجمها يجعل تعقبها صعبا

ويمكن من خلال تصفح المواقع المتخصصة في هذا المجال، ومنها موقع "آي بي بي أس آند درونز" ملاحظة التطور التقني وأيضا الصغر في حجم الطائرات المسيّرة، ومدى إقبال الجيوش على توظيفها في قطاعاتها الحربية في أكثر من دولة.

ومثلا، كشف هذا الموقع عن إجراء الجيش الأمريكي في مطلع 2018 تدريبات بألمانيا على مدار شهر لاستخدام الطائرات المسيّرة الصغيرة من نوع "رايفن"، والتي تسمح باستكشاف النطاقات التي تتواجد فيها القوات المعادية وتتبع حركتها دون التعرض للرصد أو الاستهداف. ولا يتجاوز وزن هذا النوع من الدرونز 2 كلغ ويمكن لها العمل ضمن شعاع 10 كلم وهي تنقل الصور الملتقطة عالية الجودة بشكل حي.

في نفس السياق، شكل معرض "أوروساتوري" الدولي للدفاع والأمن والذي احتضنته باريس في حزيران 11 و15، فرصة لاستعراض آخر المستجدات في هذا القطاع. وقد عرضت الشركة الإسرائيلية "بلوبورد" الطائرة بدون طيار "مايكرو درون تكتيك ميكرو ب" القادرة على التحليق لمدة ساعتين ضمن شعاع 10 كلم وهي مناسبة للقيام بمهام المراقبة والاستطلاع وخصوصا في المناطق الحدودية، كما تستخدم لمهام البحث والإنقاذ. وفي المجال الأمني، يمكن استخدام هذه الطائرة المسيّرة عن بعد، لتأمين القوافل العسكرية.

وقد طورت الشركة الإسرائيلية أيضا طائرة مسيّرة أخرى هي "سبايلايت" المناسبة للمهام القتالية والتجسس والرصد والاستطلاع، ويمكن لها التحليق لمدة تصل إلى أربع ساعات متواصلة ضمن شعاع 80 كلم. وقد أجرت هذه الطائرة أكثر من 10 آلاف طلعة جوية منذ دخولها الخدمة في 2006.

"ميني درونز انتحارية"

وفي المعرض الدولي للدفاع والأمن بباريس، كشفت شركة "إسرائيل لصناعات الطيران" عن طائرتها بدون طيار "الانتحارية" وعرضت فيديو لواحدة من التجارب الناجحة لهذا السلاح الجوي الفتاك الذي يطلق عليه "بابتيسي روتم 1200" وهي "درون" صغيرة الحجم يمكن لها الإقلاع بشكل عمودي كباقي الطائرات المسيّرة التي تستخدم من قبل الهواة. وهدفها الأساسي هو رصد الأهداف المعادية ثم الانقضاض عليها بشكل مباشر لتفجيرها كالصواريخ عادة، حيث إنها محملة بقنبلتين وتزن 5.8 كلغ.

كما صنعت الشركة الإسرائيلية طائرة درون "انتحارية" أخرى هي "هاروب" التي تنفجر مباشرة في الأهداف المعادية، وهي قادرة على القيام بمهامها في المناطق العمرانية ضمن شعاع 10 كلم.

كل هذه المعلومات تؤكد لنا أن مهمة التصدي لمثل هذه الطائرات الصغيرة والعالية التقنية صعبة للغاية، أقله بالنسبة لحكومات ودول العالم الثالث، خصوصا في حال وقوع تلك التكنولوجيا بين أيدي الجماعات والتنظيمات المتطرفة أو الإجرامية.

بينما يبقى التحكم فيها من الناحية القانونية بعيد المنال أيضا، بسبب لجوء أغلب الشركات المصنعة إلى "التحايل بطرق مشروعة" على القوانين، مثل خفض الوزن لتفادي ضوابط تتعلق بوزن الطائرات التي يمكن اقتناؤها دون الحاجة لدفتر قيادة رسمي، وتعديل المواد المستخدمة في صناعتها، ونحوه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب خاسرة ضد الدرونز وإسرائيل تصنع طائرة صغيرة انتحارية حروب خاسرة ضد الدرونز وإسرائيل تصنع طائرة صغيرة انتحارية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab