الجزائر – ربيعة خريس
يعتزم أفراد الدفاع الذاتي في الجزائر، أو كما يلقب عليهم " المقاومين " أو " الباتريوت "، تنظيم وقفة احتجاجية، غدا السبت، للمطالبة بحقوقهم تزامنا مع الذكرى الـ 20 لمذبحة بن طلحة، التي لازالت راسخة حتى اليوم في عقول أبناء " حي بن طلحة " يقع على بعد 15 كلم جنوب محافظة الجزائر العاصمة، راح ضحيتها أكثر من 100 شخص على يد المتطرّفين في التسعينيات.
ويبلغ عدد عناصر الدفاع الذاتي في الجزائر، حوالي 116 ألف مدني منحتهم السلطات الجزائرية السلاح مع اندلاع أعمال العنف في البلاد، مطلع 1992، كانوا يعملون بالتنسيق مع قوات الجيش الجزائري وعناصر الدرك الوطني، ينتشرون بكثرة في الجبال والغابات، يتوزعون على مستوى 37 محافظة أبرزها تلك التي تقع غرب ووسط البلاد، والتي كانت تعرف بانتشار تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي.
ويطالب أفراد الدفاع الذاتي في الجزائر، السلطات الرسمية بتنفيذ ما ورد في الجريدة الرسمية عام 2013، والتي تؤكد على حقهم في الحصول على التقاعد النسبي حيث تم الاعتراف بحقهم كمقاومين في التقاعد المسبق عشية الانتخابات الرئاسية التي نظمت عام 2014، بعد مسيرة ضخمة شارك فيها الآلاف من المقاومين.
وفي جولة قصيرة إلى حي بن طلحة، الذي يستيقظ غدا السبت، على ذكرى المذبحة الشنيعة التي راح ضحيتها أطفال في عمر زهور زهقت براءتهم على أيدي متطرّفين، وشيوخ ونساء تم اغتصابهم وقتلهم، يتأكد للزائر أن "بن طلحة" التي تبعد بضعة كيلومترات عن جنوب بلدية براقي التابعة إلى محافظة الجزائر العاصمة، شهدت تطورا ملحوظا، فيها فرع بلدي ومسجد ضخم في طور الانجاز وأيضا مقر للأمن، ورغم أن ملامح المذبحة قد اختفت بالنظر إلى التقدم الذي حققته السلطات المحلية، إلا أنها خلفت جراحًا غائرة وسط السكان المحليين فأصوات الصراخ والإنذارات التي بلغت عنان السماء، لازالت راسخة في أذهان البعض، خاصة في ذهن " محفوظ " الذي فقد عائلته في تلك الليلة، بصعوبة تامة عاد بنا إلى الوراء رغم أن الابتسامة لم تفارق شفتيه، وقال إنه " فقد أمه وأخته وأبوه وعدد من جيرانه تم قتلهم ورميهم في حفرة قريبة من الحي الذي يقطن فيه، فلم نكن نسمع سوى صراخ النساء وعويل الأطفال فبعضهم كانوا يضربوهم بعنف في الجدران ثم يقومون بقتلهم، المقاومين أو عناصر الدفاع الذاتي الذين لبوا نداء الجزائر لعبوا دورا كبيرا في إنقاذ عدد من سكان الحي خاصة النساء والأطفال والشيوخ، وهم اليوم يعيشون ظروفا اجتماعية قاصية فهم عاجزون حتى عن توفير لقمة عيش لأسرهم".
أرسل تعليقك