تدفق اللاجئين يهدّد البوسنة بأزمة إنسانية تعجز عن مواجهتها
آخر تحديث GMT10:51:58
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

تدفق اللاجئين يهدّد البوسنة بأزمة إنسانية تعجز عن مواجهتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تدفق اللاجئين يهدّد البوسنة بأزمة إنسانية تعجز عن مواجهتها

تزايد أعداد اللاجئين في البوسنة
سراييفو - العرب اليوم

تهدّد البوسنة أزمة كبيرة مع تزايد أعداد اللاجئين الذي يصلون إلى أراضيها أملًا في عبورها إلى الاتحاد الأوروبي. وبخاصة أنها لا تزال تعاني من تبعات حرب البلقان وأزمات اقتصادية، ناهيك عن البنية التحتية الهشة، لذا لا تستطيع  مواجهة الأزمة بمفردها.

تقترب البوسنة من مواجهة أزمة إنسانية مع تزايد أعداد المهاجرين الذين قرروا التوجه إليها بعد أن تقطعت بهم السبل في دول البلقان. وشهدت الدولة الفقيرة ارتفاعا حادا في عدد الوافدين الذين يأملون في العبور إحدى دول إلى الاتحاد الأوروبي من خلال كرواتيا المجاورة للبوسنة. وبحسب وزير الداخلية البوسني، دراغان ميكيتش، فإنه تم تسجيل 5100 مهاجر غير شرعي في بلاده منذ مطلع عام 2018 وحتى الآن. وتتزايد أعداد الوافدين مع قدوم الصيف، ما يمكن أن يرفع العدد الإجمالي للاجئين إلى أكثر من ضعف هذا الرقم بحلول نهاية العام. ميكيتش قال إن 3300 شخصًا تمت إعادتهم إلى حدود البوسنة مع صربيا والجبل الأسود.

من جانبه، قال بيتر فان دير أوويرت، رئيس البعثة البوسنية لدى المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) إن نحو 2500 مهاجر يتواجدون حاليًا في البوسنة، ما يعني أن كثيرين قد تمكنوا بالفعل من العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي.

 وحتى اليوم لم يتعاف اقتصاد البوسنة من تبعات الحرب الطاحنة التي خاضتها البلاد في تسعينات القرن الماضي، كما أن البنية التحتية للدولة متهالكة، ناهيك عن التوتر الداخلي. فيما تعاني مؤسسات الدولة الهشة من التقسيم على أسس عرقية، ما يعني أن البوسنة بكافة المعايير ليست في وضع يُمكنها من مواجهة أي تدفق بأعداد كبيرة للاجئين. وزير الداخلية البوسنى قال إنه بسبب أوضاع البلاد، كان عليه أن يطالب بنك التنمية التابع للمجلس الأوروبي بإمداد بلاده بمبلغ مليون يورو لمعالجة الأزمة.

صدمة لعمال الإغاثة
في غضون ذلك، يقول عمال الإغاثة إنهم شارفوا على الانهيار. مسؤول الصليب الأحمر، سلام ميدزيتش، والذي يشاهد وصول نحو مائة مهاجر إلى البوسنة بشكل يومي في حافلات من سراييفو، قال إن الوضع أصبح شديد الصعوبة، وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية "سنبذل قصارى جهدنا، ولكن لكل شيء حدود".

أحد عمال الإغاثة تحدث إلى وكالة الأنباء الفرنسية مشترطًا عدم الكشف عن هويته، فقال إن التمويل القادم من بنك التنمية الاجتماعية الأوروبي بهدف تجنب أزمة إنسانية في البوسنة قد يصل متأخرًا للغاية إلى الدولة التي تعد واحدة من أفقر دول أوروبا.

مراكز الاستقبال.. خطر قائم
في هذه الأثناء، كانت هناك محاولات واعدة استهدفت تحسين وضع اللاجئين. على سبيل المثال، تم إنشاء مركز استقبال للمهاجرين بالقرب من مدينة موستار جنوبي البلاد. وتفيد التقارير بأنه يجري التخطيط لإنشاء مركزين إضافيين، أحدهما قرب سراييفو والآخر بين مدينتي بيهاتش وفيليكا كلادوسا بالقرب من الحدود الكرواتية.

لكن وزير الداخلية البوسني دراغان ميكيتش يعتقد أن إنشاء مراكز استقبال كهذه قد يأتي بنتائج عكسية، ويساوره القلق من التنامي السريع لشبكات التهريب بالقرب من تلك المراكز، وأضاف في تصريحات للوكالة الفرنسية أنه "بمجرد إنشاء هذه المراكز، ستتم محاصرتها من قبل العصابات بعد يومين فقط"، مضيفًا أن المهربين طلبوا 1000 يورو عن كل شخص حاولوا نقله إلى كرواتيا.

مخاطر على الطريق البري إلى أوروبا
لا تزال الحدود بين البوسنة وكرواتيا تشكل عائقًا كبيرًا لكثير من اللاجئين والمهاجرين الذين يسافرون في رحلات محفوفة بالمخاطر في محاولة لدخول الاتحاد الأوروبي. ويواجه عدد كبير من المهاجرين مصاعب جمة في محاولاتهم للوصول إلى كرواتيا، وقد تقطعت السبل بالكثير منهم في منطقة الحدود.

خلال الشهر مايو/ أيار الماضي، قام نحو 100 متطوع بتقديم المساعدة للمهاجرين في مدينة بيهاتش شمال غربي البلاد ووزعوا الطعام في الحرم الجامعي المتهالك حيث يقيم العديد منهم، دون أن يتلقوا أي مساعدة حكومية لدعم مساعيهم. قبل أسبوعين كان عدد الوجبات التي قدمها المتطوعون 200 وجبة، وقد ارتفع هذا العدد إلى 550 وجبة.

ومع كل تلك الصعوبات لا يزال عدد من يحاولون العبور إلى الاتحاد الأوروبي كبيرًا. حميد، مواطن باكستاني يبلغ من العمر 27 عامًا، قال إنه حاول ثلاث مرات الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه فشل حتى الآن. واتهم شرطة الحدود الكرواتية باستخدام العنف لإبعاد المهاجرين، وهو الإدعاء الذي ورد كثيرًا على لسان مهاجرين آخرين، وكذلك منظمات غير حكومية. يضيف حميد: "إنهم يأخذون أموالنا، أما هواتفنا فإما يأخذونها لأنفسهم أو يدمرونها بإغراقها في المياه".

مهاجر باكستاني آخر يدعى نواب (26 عاما) قال إنه كان على طريق الهجرة منذ عامين على أمل الدخول إلى أوروبا. وأضاف: "سأحاول عبور الحدود الليلة. سأذهب أولًا إلى إيطاليا، وفور وصولي سأذهب إلى عمي في برشلونة بإسبانيا".

ولكن مع الأنهار والتضاريس الجبلية الوعرة، يمكن للحدود بين البوسنة وكرواتيا أن تمثل مصدرًا كبيرًا لمخاطر متعددة بالنسبة لأمثال نواب وحميد. في منتصف مايو/ أيار حاول إحسان أودين، مهاجر أفغاني يبلغ من العمر 21 عامًا، عبور نهر كورانا الذي يجري بين البوسنة وكرواتيا، لكنه لقي مصرعه غرقًا. ومنذ مطلع عام 2018، فقد أكثر من 80 مهاجرًا حياتهم على "طريق البلقان" الذي يمتد بين تركيا وسلوفينيا، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدفق اللاجئين يهدّد البوسنة بأزمة إنسانية تعجز عن مواجهتها تدفق اللاجئين يهدّد البوسنة بأزمة إنسانية تعجز عن مواجهتها



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 العرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:47 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات
 العرب اليوم - أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab