تسريبات المالكي تعقِّد اختيار رئيس الوزراء في العراق
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

"تسريبات المالكي" تعقِّد اختيار رئيس الوزراء في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "تسريبات المالكي" تعقِّد اختيار رئيس الوزراء في العراق

اجتماع الكتل السياسية في العراق مع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي
بغداد - العرب اليوم

أعادت تسريبات رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي تعقيد عملية اختيار رئيس الحكومة داخل "الإطار التنسيقي"، بعدما أدت إلى تأزيم العلاقات بين مكوناته، ما وضع نهاية للتوقعات بـ"مسار أكثر يسراً" عقب انسحاب نواب التيار الصدري من البرلمان وصعود بدلاء عنهم من كتلة الإطار والتيارات القريبة منها.

وبخلاف اضطراب العلاقات بين أطراف الإطار التنسيقي وقادته، دفعت التسريبات إلى اشتداد حدة التوتر بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ونوري المالكي، في ظل تراجع حظوظ الأخير في الظفر بولاية ثالثة لرئاسة الحكومة.وفي تطور لافت، أعلن القضاء العراقي في بيان صحافي، الثلاثاء، أن "محكمة تحقيق الكرخ (في بغداد) تلقت طلباً مقدماً من الادعاء العام باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن التسريبات المنسوبة للمالكي".
"الإطار منقسم على نفسه"

وانقسم "الإطار التنسيقي" إلى فريقين متعارضين، الأول يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ويدعو لاتخاذ آلية التصويت لحسم قضية اختيار رئيس الوزراء معتمداً في ذلك على عدد الأصوات التي يمتلكها داخل الإطار.

في المقابل، يذهب الفريق الثاني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي ومعه رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري إلى اعتماد التوافقية في اختيار رئيس الوزراء.

وفي ضوء التسريبات الأخيرة تراجعت قوة الفريق الأول لصالح الثاني، وبدا واضحاً أن التوافق بين قوى الإطار هو الذي سيحسم ملف اختيار رئيس مجلس الوزراء.

وأسفر اجتماع الإطار، الثلاثاء، في منزل القيادي همام حمودي عن اتفاقات عدة، منها انسحاب العامري والمالكي من الترشح لرئاسة الوزراء، مع إبداء "مرونة" من قبل كلا الطرفين.

واستقر الاجتماع على تشكيل لجنة مصغرة لمناقشة الأسماء المرشحة لمنصب رئاسة مجلس الوزراء تضم: عمار الحكيم، همام حمودي، قيس الخزعلي، عبدالسادة الفريجي"، على أن تقوم اللجنة بتقديم تقريرها في الاجتماع المقبل.
ملفات خلافية

ولا يقتصر الخلاف على منصب رئيس الوزراء، بل إن هناك ملفات أخرى عالقة لعل أهمها منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، الذي تتنافس عليه قوى عدة داخل الإطار، خصوصاً أن بعض الأسماء المطروحة تواجه عقوبات دولية، ما يضع مجلس النواب في حرج أمام المجتمع الدولي في حال صعود أحدها.

وبخلاف ذلك، هناك خلافات متعلقة بتوزيع الوزارات والمناصب الأخرى بين قوى الإطار وشخصياته.
أبرز الترشيحات

وعلى الرغم من تداول الكثير من الأسماء، إلا أنها لا تمتلك جميعها حظوظاً، إذ يتم بين الحين والآخر طرح مرشحين بهدف إرضائهم أو التمويه والتشويش لاستخدامهم كأوراق ضغط  تفاوضية إزاء الأطراف الأخرى.

ويتصدر المرشحون مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم قوى الإطار التنسيقي، ومحمد شياع السوداني وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق المدعوم من قبل "دولة القانون".

كما برز أخيراً اسم المستشار في رئاسة الوزراء محمد الحكيم، نجل النائب الأسبق عبدالهادي الحكيم.

ومن بين الأسماء المرشحة أيضاً رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ووزير الرياضة والشباب الأسبق عبد الحسين عبطان، فضلاً عن أسماء أخرى مثل الوزير الأسبق علي الشكري، ومحافظ كربلاء نصيف الخطابي، وطارق نجم ونعيم السهيل وعبد الحسين الهنين.

وعلى الرغم من إعلان هادي العامري انسحابه من سباق رئاسة مجلس الوزراء، إلا أن هناك دعوات من قبل مؤيديه لحثه على الترشح، إذ دعا قائد مليشيا كتائب الإمام علي إلى اختيار العامري قائلاً إنه "يتحلى بالمقبولية والعقلانية والوسطية"، معتبراً أن ترشيحه "يدرء الفتنة".
حظوظ الكاظمي

أمام تعقيد هذا المشهد، يبرز بين الحين والآخر احتمال التجديد لرئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي بوصفه "الخيار الواقعي" لمنع وصول التقاطع الحاد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى "الصدام المسلح"، و"الاقتتال الشيعي الشيعي".

ويدفع هذا الاتجاه نجاح الكاظمي في إدارة ملف العلاقات الخارجية ووضعها على طريق التوازن، إلا أن هذا الخيار يواجه "معارضة شرسة" من قبل بعض الأطراف داخل الإطار يتزعمها رئيس "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، ومع ذلك يبقى الرجل "خياراً قائماً".
السياق الدستوري

حددت المادة (76) آلية انتخاب رئيس مجلس الوزراء العراقي، إذ يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية.

ويعني ذلك من بين ما يعنيه، أنه لا انتخاب لرئيس مجلس الوزراء من دون المرور بانتخاب رئيس الجمهورية.

ويأمل المراقبون في حسم الأكراد، الخميس، مسألة ترشيح شخصية واحدة لمنصب الرئاسة، لتجنب سيناريو عام 2018 حين ذهبوا بمرشحين اثنين.

وتنص المادة (70) على انتخاب مجلس النواب رئيساً للجمهورية من بين المرشحين بأغلبية ثلثي أعضائه، وإذا لم يحصد أي منهم الأغلبية المطلوبة، يتم التنافس بين المرشحين الاثنين الحاصلين على أعلى الأصوات في اقتراع ثانٍ.

ويتولى بعد ذلك رئيس الوزراء المكلف تسمية أعضاء حكومته، خلال مدة أقصاها 30 يوماً من تاريخ التكليف، ثم يعرض الأسماء وخطة الحكومة على مجلس النواب.

ويعتبر رئيس الوزراء حائزاً الثقة، عند الموافقة على الوزراء منفردين، وعلى المنهاج الوزاري بالأغلبية المطلقة. وفي حال عدم نيل الثقة أو إخفاق المكلف في تشكيل الوزارة خلال المدة المنصوص عليها، يُكلِف رئيس الجمهورية مرشحاً جديداً للمنصب خلال 15 يوماً.

ومع انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان، فإن الكتلة النيابية الأكثر عدداً باتت ممهدة أمام "الإطار التنسيقي" لترشيح مرشح منه لرئاسة مجلس الوزراء.
سيناريوهات تشكيل الحكومة

السيناريو الأول: فشل عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية (يتطلب حضور 220 نائباً) ما يؤدي إلى حتمية عدم إمكانية تكليف رئيس مجلس وزراء جديد، ما يفسح المجال أمام إجراء انتخابات جديدة وبقاء حكومة تصريف الأمور اليومية.

السيناريو الثاني: الاتفاق على اختيار شخص من قيادات الصف الأول، ومع ضعف هذا السيناريو إلا أنه يبقى قائماً.

السيناريو الثالث: اختيار إحدى الشخصيات التي تم استعراض أسمائها في هذا التقرير، وهو الخيار الأرجح.

السيناريو الرابع: اختيار شخصية غير متداولة (مرشح تسوية) من أجل رأب الصدع بين قوى الإطار التنسيقي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عقدة نوري المالكي وبرهم صالح تُعرقل توحيد مواقف شيعة العراق والأكراد

 

المالكي يدعو إلى حماية تجربة الانتخابات في العراق

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسريبات المالكي تعقِّد اختيار رئيس الوزراء في العراق تسريبات المالكي تعقِّد اختيار رئيس الوزراء في العراق



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab