تقارب الحكومة اللبنانية مع دمشق يثير قلق جنبلاط
آخر تحديث GMT20:59:56
 العرب اليوم -

تقارب الحكومة اللبنانية مع دمشق يثير قلق جنبلاط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقارب الحكومة اللبنانية مع دمشق يثير قلق جنبلاط

رئيس الحكومة سعد الحريري وورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط
القاهره - العرب اليوم

 عبَّر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، عن التوتر الذي انصبّ خصوصًا على رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. الأمر، كما يقول المطّلعون، لا يتعلق بمجريات تأليف الحكومة، خلال الأشهر الماضية، وتساهل الحريري أمام ميشال عون وفريقِه السياسي، ولكن السبب الأبرز هو أنّ الحكومة الجديدة ستنفتح رسميًا على دمشق، وفي اعتقاد جنبلاط، أن هذا النهج يحظى بموافقة ضمنية من بعض قوى "14 آذار" داخل الحكومة.

وبعد أيام، ستفتح الحكومة الجديدة بابًا أساسيًا على دمشق، هو باب النازحين السوريين، وكشفت معلومات أن الحكومة ستقوم، بعد إنجاز بيانها الوزاري، بإطلاق ورشة اتصال مباشر ومكثّف مع العاصمة السورية، عنوانها ملف النازحين، وسيتم هذا الاتصال برعاية موسكو، حيث سيحرِّك الروس مبادرتهم التي كانوا قد جمَّدوها في وقت سابق لأسباب مختلفة،

منها تَعثّر الحل السياسي في سورية، ومنها وجود رغبات ومصالح عربية وإقليمية ودولية، لاستثمار ملف النزوح ومحاولة النأي عن مخاطره الأمنية والاجتماعية بتطبيع إقامة النازحين في دول الجوار السوري، ومنها لبنان.

واليوم، يبدو الملف على وشك عملية تحريك جديدة. ومن مؤشرات ذلك إعلان الوزير جبران باسيل في بروكسل الإثنين، أنّ 80% من سورية قد بات آمنًا وأنّ 90% من النازحين يرغبون في العودة، وأنّ النظام في سورية برعاية المبادرة الروسية يتجاوب مع هذه العودة. وتاليًا، ما على أوروبا إلا تحويل الأموال المخصَّصة اليوم لتحقيق إدماج النازحين في المجتمعات المضيفة إلى أموالٍ لدعم العودة.

وسعى باسيل إلى التحذير من أنّ أوروبا تدفع اليوم ثمن سياستها إزاء النازحين، في شكل خلافات بين دولها واضطرابات أمنية واجتماعية واقتصادية ونموًّا لليمين المتطرّف، وأن دعم عودة النازحين إلى بلدهم وفيه، يبقى أقل كلفة لأوروبا ولبلدان الجوار السوري، ومنها لبنان الصغير الذي ينوء تحت أثقال مليون ونصف مليون نازح.

ويرى محلّلون أن لبنان الرسمي يريد تبديل المقاربة الأوروبية والدولية لملف النازحين، من المكان الخطأ أي دعم إدماج النازحين في البلدان المضيفة إلى المكان المناسب أي دعمهم في بلدهم. وإذا تحقّق ذلك، ستتوافر تغطية أوروبية، مادية ومعنوية، لإنجاح ورشة الاتصالات المباشرة مع دمشق، التي ينوي لبنان الرسمي إطلاقها بعد إنجاز البيان الوزاري.

وبعد تكريس المبادرة الروسية في البيان الوزاري، ستنطلق الحكومة بخطواتها التنفيذية المقرَّرة. وتسليم ملف النازحين إلى وزير قريب من سورية، هو صالح الغريب، لافتتاح خط التواصل على مصراعيه مع دمشق، ومن دون تحفظات. وسيؤمن وزير النازحين تغطية سياسية للمساعي العملانية التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في هذا الملف، ولن يقع أي تناقض بين دور الوزير ودور المدير.

ولا يتوقع المطلعون بروز اعتراضات ذات شأن داخل الحكومة على الانفتاح. ويقول هؤلاء إنّ الحريري "موضوعٌ في الصورة" منذ البداية، وهو لن يلجأ إلى التصعيد ردًّا على خطوات الاتصال مع دمشق. وثمة مَن يعتقد أن من العوامل التي ساهمت في عدم تنصيب الدكتور مصطفى علوش وزيرًا، هو الحدّ من الإحراج، لدى وزراء تيار "المستقبل"، عند طرح الملفات المتعلقة بالانفتاح على دمشق.

وعلى الأرجح، ستلتزم "القوات اللبنانية" سياسة السير بين النقاط في هذا الملف. فهي تشارك "التيار الوطني الحرّ" سعيه إلى توفير أوسع عودة للنازحين إلى سورية. كما أنها تعرف مقدار رغبة الرأي العام اللبناني، والمسيحي خصوصًا، في التخلّص من مأزق النزوح. لكنها لن تبصم على التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقد تُعبِّر عن اعتراضها في مجلس الوزراء، لكنها ستتجنّب خلق أزمات سياسية نتيجة ذلك.

وعمليًا، ستتنصَّل "القوات" من مشاريع الانفتاح على الرئيس بشار الأسد وتترك الأمور تسير، و"ليتحمَّل كل طرف مسؤوليته". إلّا أنّ جرس الإنذار الأقوى هو الذي قرعه جنبلاط. فهو يعرف أنّ الانفتاح أصبح أمرًا واقعًا. ولكن، ما يزعجه هو أنّ الوزير المكلَّف الملف هو الدرزي الثالث الذي اختاره رئيس الجمهورية، والذي كان جنبلاط يريده "وسطيًّا" بينه وبين النائب طلال إرسلان.

ولذلك، شنّ جنبلاط هجومه الشرس، في اتجاه الحريري خصوصًا، لعلّ موقفه يخلق بعض الكوابح للاندفاع نحو التطبيع. لكنّ الحريري كان واضحًا في تمييز موقفه، فهو سارَع إلى وضْع كل البَيْض في سلّة موسكو، بحيث لا يزايد أحد عليه أو "يُمرِّك" باتهامه بالانفتاح على الأسد أو التطبيع معه. وفي أي حال، هو كان أوحى بأنه سيمضي في التصرُّف وفقًا لاقتناعاته ولن يتأثّر بالمزايدات.

المعنيون لا يخشون أن تقع أزمة سياسية داخل مجلس الوزراء على خلفية الانفتاح في ملف النازحين. وثمة مَن يتوقع أن تكون للوزير المعني هوامش واسعة في الاتصال بالمسؤولين السوريين والتفاوض معهم. وعلى الأرجح، هو سيفتح خطوطًا جديدة لوزراء آخرين،

لكن المبادرة الروسية، التي ستواكب الاتصالات اللبنانية - السورية وترعاها، تهدف أيضًا إلى تحريك الملف السياسي الداخلي في سورية ومشاريع إعادة الإعمار هناك. وهذان الملفان يحتاجان إلى عملية إنضاج مضنية، تشارك فيها القوى الإقليمية والدولية، ولذلك، يجدر السؤال: هل يمكن توقُّع إنجازات كبرى في ملف إعادة النازحين، حاليًا؟

الأرجح أنّ هناك مجالًا لتحقيق خطوات جزئية في الملف، لكن الإنجازات الكبرى ترتبط بمجموعة عناصر معقّدة ومتشابكة في سورية. فلا يمكن فكّ الترابط بين عودة النازحين والصيغة التي سترسو عليها التسوية السياسية هناك ومشاريع إعادة الإعمار ومواقف القوى الإقليمية والدولية المعنية ودور كلّ منها وحصّته،

ولذلك، ستكون هناك فرصة حقيقية لإراحة لبنان من أعباء ملف النازحين، إذا نجحت المبادرة الروسية بجوانبها الأخرى، والسورية تحديدًا، وبالتوافق مع القوى الإقليمية والدولية المعنية. وسيكون تحريك الملف قريبًا، في هذه الحال، ضربة موفّقة.

أما إذا بقيت المبادرة الروسية متعثّرة بجوانبها المتعلقة بالداخل السوري، فإنّ ما يستطيع لبنان أن يطمح إليه هو إطلاق مسار العودة والتأسيس لمرحلة التسويات الجدّية والانتظار. ولكن، في الانتظار، قد تدخل عناصر أخرى على الخط. فالانفتاح على الأسد في ملف النازحين قد يستدرج "انفتاحات" أخرى كثيرة في عدد لا يمكن حصره من الملفات الاقتصادية والتنموية والسياسية والأمنية.

وفي هذه الحالة، وفي ظل الانقسامات اللبنانية المعروفة، سيكون منطقيًا التفكير في مستقبل العلاقة بين بيروت ودمشق، أين تبدأ وأين تنتهي. وفي الوقت الضائع، قد يقوم الأسد بالمساومة واستثمار ملف النازحين لكي يستعيد أوراقًا لبنانية مفقودة.

قد يهمك ايضا

جنبلاط" يدعو إلى الاستمرار في مُواجهة النظام السوري

جنبلاط يطالب بعد لقائه الزهار دروز إسرائيل بعدم التعاون مع الاحتلال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارب الحكومة اللبنانية مع دمشق يثير قلق جنبلاط تقارب الحكومة اللبنانية مع دمشق يثير قلق جنبلاط



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab