دمشق – العرب اليوم
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير حمل عنوان "القاع الأسود"، 19 مركز احتجاز تابع لتنظيم "داعش" توزعت في مناطق مختلفة من سورية.
وبحسب التقرير تتوزع مراكز الاحتجاز إلى 8 مراكز في محافظة الرقة" معسكر العكيرشي، قصر المحافظ ، وسجن مدرسة معاوية، سجن الحسبة، السجن النسائي، و6 في محافظة دير الزور" سجن الشرطة الإسلامية ، و5 في محافظة حلب في منبج ودير حافر، في حين أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 54 مركز احتجاز يتبع لتنظيم "داعش" في مختلف المناطق.
ووثق التقرير اعتقال تنظيم "داعش" لما لايقل عن 6318 شخصًا، بينهم 713 طفلاً، و647 سيدة، وذلك منذ الإعلان عن تأسيسه في 9/ نيسان/ 2013 حتى آذار/ 2016، بينما تعرض ما لايقل عن 1188 شخصاً، بينهم 411 طفلاً، و87 سيدة للاختفاء القسري منذ 9/ نيسان/ 2013 حتى آذار/ 2016.
وأوضح التقرير بأن تنظيم "داعش" مارس التعذيب ضمن مراكز الاحتجاز بشكل منهجي، وفي إطار واسع النطاق في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، وهذه الممارسات ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية، كما إن بعض عمليات التعذيب تحمل صبغة طائفية وفي بعض الأحيان عرقية، وفي بعض الأحيان كان هناك عمليات تمثيل بالجثث بعد أحكام الإعدام، وتستخدم "داعش" عدة أساليب في التعذيب من ابرزها الإيهام بالغرق وتكون بربط المعتقل إلى نقالة أو مقعد وتوضع على وجهه قطعة قماش مبللة بالماء بحيث يصعب التنفس ثم يجري سكب الماء البارد عليه وغالباً تستخدم مع المخطوفين الأجانب في محاكاة لأسلوب الإيهام بالغرق الذي استخدمته وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية في استجواب المحتجزين المشتبه بهم، بعد هجمات 11/ أيلول/ و الخنق بالغازات عبر تعريض المختطف أثناء التحقيق معه للخنق بالغازات كفتح أسطوانة الغاز أو القنابل المسيلة للدموع أو جعل دخان حريق يدخل لزنزانته، اما الاسلوب الثالث فهو الإيهام بالذبح حيث يخبرون المختطف أنهم سيقومون بذبحه، ثم يأخذونه إلى مكان الذبح ويجعلونه يرى السكين ويكررون هذه العملية عدة مرات.
ومن الاساليب التي تستخدمها "داعش" إطلاق الرصاص حول جسد المختطف وإجباره على مشاهدة أشرطة فيديو وتسجيلات لعمليات إعدام وقطع رؤوس وحرق مختطفين سابقين، اضافة الى ممارسة القتل بالتعذيب حيث قام تنظيم "داعش" بقتل عدد من المحتجزين المتهمين بمخالفة قوانينه رمياً بالحجارة حتى الموت.
وأورد التقرير لمحة موجزة عن آلية عمل المحاكم لدى تنظيم "داعش" مشيراً إلى أن النظام القضائي الذي يسير عليه تنظيم "داعش" يخلو من أي تطبيق لقوانين عادلة، كحق المحتجزين في الاعتراض على الاحتجاز ومعرفة التهم الموجهة إليهم، والسماح بوجود محامٍ للدفاع عنهم، وغير ذلك من أبسط انتهاكات حقوق الإنسان، وتعتبر أحكام الإعدام الصادرة عن هذه المحاكم المسرحية أبرز أشكال انتهاكات حقوق الإنسان.
وأكد التقرير أن تنظيم "داعش" ارتكب انتهاكات واسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته، عبر عمليات الاعتقال التعسفي، والتعذيب، وتطبيق أحكام جائرة، كما أنه قام بأفعال مماثلة وأشد منها بحق فصائل المعارضة المسلحة والأسرى من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وجميع تلك الأفعال تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
أرسل تعليقك