الانتحار ظاهرة تثير الرعب في العراق وبغداد تتصدر القائمة
آخر تحديث GMT04:30:18
 العرب اليوم -

الانتحار ظاهرة تثير الرعب في العراق وبغداد تتصدر القائمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الانتحار ظاهرة تثير الرعب في العراق وبغداد تتصدر القائمة

الانتحار
بغداد – نجلاء الطائي

أعلنت شرطة محافظة ذي قار الجمعة، عن انتحار شاب في الحادي والعشرين من العمر شنقًا بقضاء الغراف شمال الناصرية، في وقت أظهرت إحصائية رسمية عدد حالات الانتحار في العراق العام الماضي، وأفادت الإحصائية بأن بغداد وكربلاء وذي قار تصدرت بقية المحافظات بعدد المنتحرين من الذكور والإناث.

وأقدم الشاب (خ.جـ.أ) والبالغ من العمر 21 عامًا يسكن قضاء الغراف على الانتحار شنقًا بواسطة حبل علقة بشجرة في ارض زارعيه تابعة لذويه، بحسب بيان صادر عن الشرطة، وذكر البيان ان مركز شرطة الغراف من جانبه فتح تحقيق لمعرفة الأسباب والدوافع التي دعته للإقدام على الانتحار فيما دونت أقوال المدعين بالحق الشخصي ولم يطلبوا الشكوى .

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية يلقى عدد كبير من العراقيين حتفهم بسبب الانتحار ويعد العامل النفسي والاقتصادي والاجتماعي سببًا رئيسيًا لحدوث مثل هذه الحالات وبحسب إحصائية رسمية نشرها القضاء العراقي تظهر عدد حالات الانتحار في البلاد العام الماضي، وبحسب الإحصائية فأن بغداد وكربلاء وذي قار تصدرت بقية المحافظات بعدد المنتحرين من الذكور والإناث، بينما لم تشهد ثلاث محافظات تسجيل أية حالة، فيما وضع باحث اجتماعي عوامل عدة لارتفاع حالات الانتحار، بينها الابتزاز عبر الانترنت والمخدرات وقضايا الشرف، أكد قاض متخصص أن القانون العراقي وضع عقوبة للمحرضين على الانتحار.

وأكدت الإحصائية أن العاصمة بغداد سجّلت 38 حالة انتحار متصدرة جميع المحافظات، تلتها كربلاء بـ23، ثم ذي قار مسجلةً 22 حالة، كما تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنها سجلت في العراق 633 حالة انتحار خلال عام 2013 لوحده .

الانتحار حسب منظمة الصحة العالمية لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، إن أكثر من 78% من حالات الانتحار العالمية في عام 2015 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن الجدير بذكره أن هناك ما بين 800 ألف إلى مليون شخص تقريبًا يموتون كل عام عن طريق الانتحار، أي بمعدل شخص كل 40 ثانية.

ويعتبر الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا على الصعيد العالمي في عام 2015، كما وتستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 78% من حالات الانتحار في العالم، وأن معدلات الانتحار أعلى في الرجال عنه في النساء، حيث أن الذكور أكثر عرضة لقتل أنفسهم من الإناث بمقدار 3-4 مرات، وهناك ما يقدر بنحو 10 إلى 20 مليون محاولة انتحار فاشلة كل عام، وهذه المحاولات أكثر شيوعًا بين الشباب والإناث، هذا وقد تأثرت وتباينت وجهات النظر حول الانتحار بالموضوعات الوجودية العامة مثل الدين والشرف ومعنى الحياة.

ورغم أن معدلات الانتحار بشكل عام منخفضة عربيًا، تأتي بعض الدول العربية في مراكز متقدمة من الدول المسجلة لأعلى حالات الانتحار في العالم، كالسودان التي تقارب نسبة الانتحار فيها نسبة قارّة آسيا بأكملها،وجاءت محافظات العراق الأخرى في الإحصائية كالتالي: القادسية 15، بابل 12، صلاح الدين 6، البصرة 3، ميسان 2، بينما سجلت محافظات واسط وكركوك حالة واحد لكل منهما، ولم تسجل النجف وديالى والمثنى أية حالة انتحار خلال عام 2016، بالنسبة لهذه الأعداد مقارنة بالكثافة السكانية فأن كربلاء تسجل عددا لافتا بالمقارنة مع المحافظات الأخرى.

ويرجع رئيس استئناف كربلاء القاضي محمد عبد الحمزة حوادث الانتحار في المحافظة إلى أسباب اجتماعية، غير أنه ينفي وجودها في ما أسماه "المجتمع الكربلائي الأصيل".

وقال عبد الحمزة إن "أغلب هذه الحالات تقع في المناطق المشيدة حديثًا، ومن وجهة نظر اجتماعية يمكن تقسيم المجتمع الكربلائي إلى قسمين: المجتمع الأصلي والمجتمع الوافد الذي زحف من مناطق مختلفة في البلاد بحثا عن العمل في كربلاء المدينة الدينية والتجارية"، ولفت إلى أن "أغلب حوادث الانتحار تنبثق من المجتمع الأخير بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها سكانه من تخلف وفقر وجهل وبطالة، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية الضاغطة من المجتمعات التي انحدروا منها سواء على الرجال أو النساء، هذا ما يولّد حالات الانتحار أما المجتمع الكربلائي الأصيل فتنعدم فيه هذه الحالات".

وبينما يضع الباحث الاجتماعي الدكتور علي طاهر الحمود عدة عوامل فاقمت من ارتفاع نسب الانتحار في العراق، فأنه يشكك بوجود حالات انتحار للنساء بهذه الكمية لأن بعضها يمكن أن يكون تحت غطاء "جرائم الشرف"، موضحًا أن "الحالات الأكثر معالجة قانونية أو مؤسساتية هي جرائم الشرف بحق النساء المنتحرات، فنحن كباحثين اجتماعيين نشك بوجود حالات انتحار إلا بنسبة قليلة وهذا موثق ضمن دراسة شملت مناطق العراق كافة"، مضيفًا أن "حالات كثيرة تسجل انتحارا لكنها جرائم شرف جرى فيها التواطؤ من قبل الأسرة مع القوى الأمنية بعيدا عن حقوق المرأة، وسبب ذلك نقص المواد القانونية التي تتعامل مع حالات التحقيق في الجريمة والتحقيقات التي تميّز بين حالات الانتحار والقتل".

وعن الأسباب تابع الحمود أن "نسبة خط الفقر عالية في الوسط والجنوب حيث أظهرت الدراسات الحديثة ان نسبة الواقعين تحت الفقر في محافظة ذي قار 45 % تلتها السماوة وبعدها البصرة ثم العمارة صعودا إلى بغداد، ويعد الفقر أهمّ مسببات الانتحار"، كما يؤشر أحد الأسباب الرئيسية في الوقت الحالي بحسب تصنيفه وهو "القطاع التكنولوجي وانتشار السوشيال ميديا"، موضحًا أن "حالات الابتزاز التي تواجه المواطنين من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وحالات التصوير غير المرخصة التي تتعرض لها الفتيات تحت مسمى الفضيحة أصبحت ظاهرة منتشرة، ما يعرض الشاب أو الفتاة لضغط نفسي شديد يؤدي إلى الانتحار".

ويؤكد الدكتور الحمود أن "ظاهرة تعاطي المخدرات أحدى المسببات وعلى الرغم من انه لم يتم التأكد علميا بإحصائيات تثبت ذلك لكن الانتحار يتزامن مع ارتفاع عدد المتعاطين ما يدعو إلى ضرورة وجود دراسات جدية بشأن العلاقة بينهما"، كما يرجع بعض حالات الانتحار إلى "الضغوط النفسية التي تؤدي إلى الإحباط والعدمية، فعندما تكون البيئة مليئة بالسلاح مع عدم قدرة الدولة على فرض نفسها ولا تستطيع اخذ حق المواطن، يؤدي هذا بالنتيجة إلى هيمنة العدمية عند الإنسان، وهذا مقترن بعدم وجود قنوات لتفريق الطاقة لانعدام الأماكن الترفيهية".

وبشأن طريقة الحد من ظاهرة الانتحار أفاد بأن "هذا لا يتم مع عدم وجود التنمية والتطوير في الجانب الحياتي والسياسي والأمني وكذلك الجانب الاجتماعي والثقافي في العراق، ومع انعدام الثقافة النفسية وعدم توفر عيادات علاجية أو مراجعين، كون المجتمع لا يقبل ذلك وهكذا بيئة ضاغطة على الإنسان ممكن أن تؤدي في حالتها القصوى إلى الانتحار".

وفي معرض حديثه عن الانتحار، قال القاضي ناصر عمران إنه "ظاهرة إجرامية بعد أن ازدادت معدلاته"، بينما عرّف "السلوك الانتحاري بأنه التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته"، وعن الموقف القانوني من هذه القضايا يبين عمران أن "القوانين لا تشمل المنتحر لأنه رحل بطبيعة الحال، لكن ذلك يتمثل بتحقيق الردع وفرض العقاب على المحرض أو المساعد على القيام بفعل الانتحار، وقد وضع النص العقابي بما يتلاءم وخطورة التحريض والمساعدة كسلوك مجرم أدى إلى قيام الشخص بإزهاق روحه عمدا"، موضحًا أن "هناك حالات ينص عليها قانون العقوبات العراقي حول المحرضين على الانتحار".

وخلص عمران إلى أن "المشرع العراقي لم يعاقب على الانتحار ولا على الشروع فيه، بل عاقب على فعل الإسهام في الانتحار فجرّم من يحرض أو يساعد على الانتحار وذلك في المادة "408" من قانون العقوبات خارجا بذلك عن القواعد العامة التي تقضي بان المساهمة في فعل مباح لا يشكل جريمة وعلة التجريم كما يراها المشرع تكمن في ان الانتحار يشكل خطرا على امن وسلامة المجتمع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتحار ظاهرة تثير الرعب في العراق وبغداد تتصدر القائمة الانتحار ظاهرة تثير الرعب في العراق وبغداد تتصدر القائمة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab