بغداد – العرب اليوم
رغم تحرير كامل مدينة الموصل شمالي العراق من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن معظم النازحين من المدينة والذين غادروا ديارهم نتيجة الاشتباكات التي استمرت عدة أشهر لا يفضلون العودة إلى منازلهم حاليا، بحسب مسؤول حكومي.
و قال رزغار عبيد مسؤول مخيم خازر شرق الموصل، إن أهالي المدينة لا يفضلون العودة إلى ديارهم حاليا رغم انتهاء الاشتباكات.
وأضاف عبيد أن عدد النازحين الذين غادروا المخيم بهدف العودة إلى ديارهم في الموصل ضئيل جدا، مشيرا إلى أن الأغلبية تفضل البقاء في المخيمات.
وعن أسباب عدم تفضيل النازحين العودة إلى الموصل قال عبيد: "هناك سببان الأول أن منازلهم دمرت بالكامل نتيجة القصف العنيف، والسبب الثاني هو عدم استتباب الأمن والاستقرار في المدينة رغم انتهاء الاشتباكات".
وأوضح عبيد أن أغلب القاطنين في مخيم خازر هم من سكان المدينة القديمة في الموصل التي تعرضت لدمار كبير أثناء عملية طرد عناصر "داعش" منها.
من جانبها قالت نازحة تدعى نورية يوسف، إنها نزحت إلى مخيم خازر برفقة ولديها قبل شهرين بعد أن فقدت زوجها في حي زنجيلي بالشطر الغربي للموصل، وأنها لن تعود إلى المدينة بسبب الدمار الذي طال منزلها.
وأضافت : "لم أعد أملك شيئا هناك، لا مرتب شهري ولا معيل لدي، ففي حال عودتي إلى الحي لن أستطيع أن أنفق على أولادي المحتاجين للمساعدة، صحيح أن المدينة تطهرت من داعش لكن لا توجد فيها أهم مقومات الحياة مثل الكهرباء والماء".
بدوره، قال النازح سامر أحمد أحد سكان الجانب الغربي للموصل، إن منزله تعرض للدمار الكامل نتيجة غارة جوية، وإنه اضطر إلى النزوح لمخيم خازر مع عائلته وأطفاله قبل نحو شهرين.
واستطرد قائلا: "لا يمكننا مغادرة المخيم، فلا نملك أي عمل ولا أموالا للإنفاق على أسرنا، والخدمات المعيشية في الموصل معدومة، ويمكنني أن أقول إن المخيم عبارة عن سجن.
وأشار أحمد إلى إمكانية العودة إلى الموصل في حال عادت إليها مقومات الحياة وتوفرت فيها فرص العمل التي من خلالها يمكن أن ينفقوا على أسرهم.
وأمس الإثنين، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسميا تحرير الموصل التي كان تنظيم "داعش" يسيطر عليها منذ يونيو / حزيران 2014، وكانت تمثل المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق.
وتسببت المعارك مع "داعش" في نزوح حوالي نصف سكان الموصل، ثاني أكبر مدن العراق سكانا بعد العاصمة بغداد، حيث نزح ما لا يقل عن 920 ألف شخص من أصل سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، فضلا عن الدمار المادي الواسع وفق تقديرات رسمية.
أرسل تعليقك