تتزامن التحركات الدولية الهادفة إلى إحياء مشاورات السلام باليمن مع تصعيد عسكري تشهده غالبية جبهات القتال والشريط الحدودي مع السعودية.
وفي الذكرى الأولى لرفع مشاورات الكويت، في 6 أغسطس/آب 2016، بلا أي تقدم، استأنف المجتمع الدولي تحركاته للدفع نحو استئناف المشاورات ووقف الحرب.
ويقوم المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بجولة جديدة في عدد من دول المنطقة، كما وصلت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، ماريا انتونيا كالفو، الأحد، إلى العاصمة صنعاء،
في زيارة مفاجئة، للقاء وفد جماعة الحوثي "أنصار الله"، والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وعقب زيارة استمرت لعدة أيام إلى مسقط ومشاوراته مع المسؤولين العمانيين، وصل ولد الشيخ أحمد إلى الأردن، اليوم، ويتوقع أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
ومن المقرر أن يزور ولد الشيخ الرياض، الثلاثاء، للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية، وفق مصادر للأناضول.
وتتقاطع زيارة ولد الشيخ للأردن، مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد التفاوضي، عبدالملك المخلافي.
ولا يُعرف ما إذا كانت القيادة الأردنية ستقوم، بناء على طلب أممي، بدور لإقناع الحكومة الشرعية بضرورة وقف الحرب والعودة للمشاورات.
وعلى الرغم من تلك التحركات، إلا أن التصعيد العسكري لا يزال هو المهيمن على الأزمة اليمنية منذ أيام، مع إصرار طرفي النزاع على الاتجاه نحو مرحلة أشد عنفا، وخصوصاً من قبل الحوثيين وقوات صالح.
وأعلن وزير الدفاع في حكومة الحوثي وصالح، غير معترف بها دولياً، اللواء محمد العاطفي، الأحد، أن الإستراتيجية العسكرية في مواجهة التحالف "انتقلت إلى مرحلة جديدة أكثر شمولية وتفوقا وقوة".
وتوعد بـ"مفاجآت كثيرة ستكون أشد إيلاماً للتحالف عسكرياً واقتصادياً".
وفي تصريح نقلته وكالة سبأ، الموالية للحوثيين، قال وزير الدفاع، قليل الظهور في وسائل الإعلام، إن أولويات المرحلة القادمة "تعزيز جبهات الحرب الداخلية وجبهات ما وراء الحدود (السعودية) بكافة الوسائل المادية والبشرية والأسلحة والمعدات الحديثة".
وتأتي تصريحات المسؤول العسكري، في أعقاب تصريحات لزعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، منتصف يوليو/تموز الماضي، أعلن فيها، أن اليمن "سيشهد تصعيداً عسكرياً حتى نهاية العام الجاري".
ومنذ إطلاق الحوثي لتلك اللتصريحات، بدأت وتيرة المعارك في التصاعد بشكل غير مسبوق، وخصوصا في الشريط الحدودي مع السعودية (شمال).
ويدفع الحوثيون وصالح بعشرات المقاتلين لمهاجمة قوات حرس الحدود السعودية، فيما تعلن السلطات السعودية تصديها لتلك الهجمات، وقتل جميع المهاجمين.
وبعد تنفيذ هجومين على مواقع سعودية في جازان وعسير، نفذ الحوثيون، الأحد، هجوما على مواقع بمنطقة الشرفة بنجران، لكن القوات السعودية قامت بالتصدي له ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً حوثياً، وفق وسائل إعلام سعودية.
أرسل تعليقك