النزاع الهندي الباكستاني يقوض الحياة البرية في كشمير
آخر تحديث GMT13:46:01
 العرب اليوم -

النزاع الهندي الباكستاني يقوض الحياة البرية في كشمير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - النزاع الهندي الباكستاني يقوض الحياة البرية في كشمير

نقطة امنية حدودية في وادي نيلوم
وادي نيلوم - العرب اليوم

ينتصب صف مزدوج من الحواجز في المنطقة الفاصلة بين الشطرين الهندي والباكستاني من كشمير، عند حدود تشهد انتشارا عسكريا هو من الاكبر في العالم ، ليقسم الى قسمين هذه البيئة الطبيعية الغنية، ويمنع الحيوانات البرية من الانتقال الحر بين ارجائها.

شيدت الهند هذا الحاجز الحدودي المنيع في العام 2007 بطول مئات الكيلومترات، لمنع المقاتلين الانفصاليين في كشمير من التسلل من باكستان المجاورة، لكن هذا الحاجز لم يمنع توغل المقاتلين فحسب بل حبس الحيوانات البرية عند جانبيه، وحال دون هجرتها الموسمية، وادى الى تدهور نمط حياتها وتراجع اعدادها بحسب الخبراء.

فلما صار انتقال الحيوانات مستحيلا في الهملايا، صارت الدببة والفهود العالقة في الشطر الباكستاني مضطرة في تنقلها الى الاقتراب من القرى، وهو امر غالبا ما يكلفها حياتها.

في قرية ارانغ كيل الواقعة على ارتفاع اكثر من 2500 متر، يقول السكان ان لا خيار لديهم سوى القضاء على هذه الحيوانات المفترسة، خوفا على قطعان الماشية.

ويقول روشان خان البالغ حوالى ستين عاما لمراسل وكالة فرانس برس "الاغنام والماعز وابقار في خطر، واحيانا تهاجم هذه الحيوانات المفترسة الانسان ايضا، لذا نقتلها".

ويقول يوسف قرشي المدير السابق للجهاز الحكومي الباكستاني المعني بحماية الطبيعة في كشمير ان هذه الحيوانات "مضطرة الى الاقتراب من المناطق المأهولة بحثا عن الطعام، وهي تتعرض للقتل حين تهاجم المواشي".

فقد اجهز سكان القرى في العام 2007 على 35 فهدا وما لا يقل عن خمسة دببة، على ما يقول نعيم دار الذي يعمل ايضا في الجهاز المسؤول عن الطبيعة في كشمير.

ازاء ذلك، اختفى عدد من الانواع الحيوانية تماما في الجانب الباكستاني من الخط الحدودي، وفق المسؤولين.

ومن الحيوانات المندثرة نوع من الماعز ذات قرنين طويلين ملتفين يسمى مارخور.

ويقول يوسف قرشي "الحاجز الحدودي يحول دون هجرة الحيوانات من الجزء الهندي من كشمير..انها مأساة".

الأمر سيان بالنسبة لأيل كشمير المعروف باسم هانغل والذي كان منتشرا بكثرة في الماضي اما اليوم فقد "اختفى تماما" في الجانب الباكستاني.

- ألغام وانظمة انذار -

والحاجز الحدودي منيع جدا، فهو مكهرب، ويرتفع في بعض المواقع الى اربعة امتار، كما ان الالغام تنتشر بالقرب منه اضافة الى اجهزة استشعار ترصد حرارة الاجسام وتطلق صفارات الانذار، وانظمة اضواء كاشفة.

وما زالت الهند وباكستان، الجارتان النوويتان اللدودتان، منذ انفصالهما اثر الاستقلال عن بريطانيا العام 1947، عاجزتين عن التوصل الى حل لقضية كشمير التي يطالب كل منهما بالسيادة التامة عليها.

وقد دخل البلدان في حربين بسبب هذه القضية، واعلنا وقفا لاطلاق النار في العام 2003، لكن اي حل لقضية كشمير لا يبدو قريبا.

ويبدو الجيش الهندي راضيا عن فاعلية الحاجز الحدودي في ضبط تسلسل المسلحين من باكستان. ويقول س.ك. دوا قائد الفرقة العسكرية الهندية الخامسة عشرة في سريناغار ان عمليات التسلل توقفت بشكل شبه تام.

لكن هذا النجاح العسكري لا يقنع المعنيين بالبيئة، على غرار محمد ارشاد المسؤول في منظمة "هملايا ولفير" الذي يقول "لقد اصاب الحاجز الحياة البرية باضطراب وحد من حركة الحيوانات".

- إزالة الحاجز -

وليس الحاجز وحده المسؤول عن تدهور الحياة البرية، بل ان طلقات النار التي يتبادلها الجنود من جانبي الخط تصيب الحيوانات بالذعر.

ويقول قرشي "حين تغادر الحيوانات موطنها الطبيعي، لا تعود اليه ابدا".

والى هذا وذاك، تعاني المنطقة ايضا من قطع الاشجار، اذ ان سكان وادي نيلوم لا يجدون بدا من جمع الحطب للتدفئة.

في العام 1947، كانت الغابات تغطي 24 % من مساحة كشمير الباكستانية، وقد انحسرت هذه النسبة الآن الى 11 %.

يتركز القلق لدى السكان المحليين على حماية انفسهم ومواشيهم من هجمات الحيوانات المفترسة، اما حماية هذه الحيوانات المفترسة نفسها فهو "يتطلب اقدام الهند وباكستان على السلام في المنطقة وازالة الحاجز"، على ما يؤكد يوسف قرشي.

ا ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزاع الهندي الباكستاني يقوض الحياة البرية في كشمير النزاع الهندي الباكستاني يقوض الحياة البرية في كشمير



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab