كنوز من الأثار في غزة مهددة من الحصار والحرب والإهمال
آخر تحديث GMT18:39:44
 العرب اليوم -

كنوز من الأثار في غزة مهددة من الحصار والحرب والإهمال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كنوز من الأثار في غزة مهددة من الحصار والحرب والإهمال

الاكاديمي الفلسطيني عاطف سلامة في قصره الذي يعود الى 430 عاما في غزة
غزة - العرب اليوم

في تقاطع من الشوارع الضيقة في المدينة القديمة في غزة يرتفع باب اسود مزخرف يؤدي الى عالم مختلف عما حوله، فهو باب قصر صغير قديم يعود الى 430 عاما.

وهذا القصر الصغير واحد من الاثار القليلة المتبقية في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من دمار الحروب والضغط السكاني والاهمال.

ولم يحظ المبنى الواقع في ما كان يعرف سابقا بالحي المسيحي بأي اهتمام من ذي قبل، الى ان قرر الاكاديمي الفلسطيني عاطف سلامة البالغ من العمر 46 عاما ان يعيد الروح الى هذا المبنى منفقا عليه من امواله الخاصة.

ومنذ ذلك الحين، بات مقصدا لاصدقائه وجيرانه الذين يستقبلهم في الايوان المطل على الباحة الداخلية ذات النافورة والبئر والجرار المسنودة الى الحائط.

وتحظى هذه الدار ذات الطبقتين بمميزات المباني القديمة، فسماكة جدرانها توفر الدفء في الشتاء وبرودة الجو في الصيف.

ويقول عاطف سلامة "نجحنا في دمج الحداثة مع التقليد، مع المحافظة على تراث" البيوت المشرقية التي كانت منتشرة في لبنان وسوريا وفلسطين.

وعلى مرمى حجر من هذا القصر، ترتفع كنيسة قديمة، في المدينة القديمة ذات الابواب الحجرية السبعة والمنازل التراثية.

- "من لا ماضي له لا مستقبل له" -

ويقول فضل العطل المتخصص في التراث "مع النمو السكاني والطلب الكبير على اماكن السكن، ازيلت منازل تراثية لترتفع مكانها مبان سكانية" في القطاع الصغير الذي يكتظ بمليون و800 الف نسمة.

الى ذلك، اختفت بيوت قديمة تحت الطبقات الجديدة التي ارتفعت فوقها على مر الاجيال. ففي غزة، حين يكبر الاولاد ويتزوجون يبنون طابقا فوق بيت العائلة.

وفي هذه المدينة التي تعد من الاقدم في العالم، يمكن العثور على اثار تعود الى ثلاثة الاف و500 عام قبل الميلاد، واثار لكل الحقبات التي تتالت بعد ذلك، وفقا للخبير.

فقد مر على هذه المنطقة التي تصل افريقيا بآسيا الفراعنة والرومان والبيزنطيون والمسيحيون الاوائل والجيوش الاسلامية.

ويعمل فضل العطل على تعريف الشباب بتراث غزة وتاريخها، وينظم لهذه الغاية رحلات الى دير القديس هيلاريون الممتد على هكتارين جنوب غزة.

ويقول "كانت النقود هنا تسك من الذهب او الفضة..والشباب يفرحون حين يعلمون ان غزة كانت يوما ما ثرية".

ويشدد على ضرورة المحافظة على تراث غزة وتاريخها قائلا "من لا ماضي له لا مستقبل له، لذا علينا ان نعرف الشباب كيف كانت غزة".

- كنيسة بيزنطية -

في الايام الماضية، عثر في المدينة القديمة على اعمدة رخام وقطع اثرية لكنيسة تعود للعهد البيزنطي، خلال قيام جرافات بحفر الارض تمهيدا لبناء مجمع تجاري.

وقام فنيون من وزارة الاثار والسياحة بنقل الاعمدة والتيجان والقواعد الرخامية المزخرفة، للمتحف الوحيد في غزة "قصر الباشا" لتنظيفها وترميمها قبل عرضها.

وتقول المتخصصة في علم الاثار هيام البيطار الموظفة في الوزارة ان هذه البقايا التي اكتشفت صدفة هي اثار "مبنى ديني، كنيسة تعود الى العصر البيزنطي".

وتضيف "كل شيء هنا يجزم ان المبنى الديني كان كبيرا، ربما كنيسة او كاتدرائية في عهد الامبراطور جستينيان الذي اهتم ببناء الكنائس الكبيرة في غزة".

وقد عثر ايضا على العديد من الطبقات الاثرية مع الحفريات منها ما  يعود للعهد البرونزي،  وبعض الجثث لحيوانات وفخاريات وصحون وأوان فخارية مهشمة ربما بفعل الجرافات، بحسب الخبراء.

ويشير محمد الزرد الباحث في الاثار في الجامعة الاسلامية الى "ضعف الامكانيات المادية وقلة الادوات والطواقم للبحث عن الاثار هنا"، مناشدا منظمة يونسكو والمنظمات التي تهتم بالاثار "انقاذ اثار غزة من الضياع".

وشكلت مدينة غزة احدى المدن الرئيسة الهامة في فلسطين خلال العصر البيزنطي.

ولم توقف وزارة الاثار والسياحة اعمال البناء في هذا المجمع التجاري الذي سيتكون من 18 طبقة والذي تملكه وزارة الاوقاف والشؤون الدينية التي تديرها حركة حماس، في ظل احتجاج مسؤولين فلسطينيين مسيحيين.

وعلى بعد نحو مئة متر جنوب شرق هذا الموقع تتربع كنيسة "القديس برفيريوس" التي بنيت في القرن الرابع الميلادي ومن الجهة الشرقية يقع المسجد العمري الكبير الذي انشئ في القرن السابع على انقاض كنيسة بنيت في القرن الخامس الميلادي.

- اثار تحت الحصار -

الا ان مشاريع الحفاظ على الاثار تتطلب عملا على المدى الطويل، وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، عدا عن الحروب المتعاقبة.

ويقول فضل العطل انه في ظل الازمة الانسانية المزمنة والاضرار التي تقدر بمليارات الدولارات "اهمل التراث وتركزت الجهود على البنى التحتية والمنازل المدمرة".

وهو يرى ان الحفاظ على التراث في غزة في هذه الظروف يتطلب تدخل هيئات دولية مثل منظمة "يونسكو"، او مبادرات من افراد مقتدرين.

وتقول البيطار "نمد ايدينا للجميع للتعاون في البحث في آثار غزة وتاريخها لان غزة من أقدم المدن في العالم وهي مدينة أثرية فعلا، تحت اقدامنا يوجد كنوز".

ا ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنوز من الأثار في غزة مهددة من الحصار والحرب والإهمال كنوز من الأثار في غزة مهددة من الحصار والحرب والإهمال



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab