نازحون يفضلون العودة إلى مدنهم هربًا من جحيم المخيمات
آخر تحديث GMT13:36:37
 العرب اليوم -

"نازحون" يفضلون العودة إلى مدنهم هربًا من "جحيم" المخيمات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "نازحون" يفضلون العودة إلى مدنهم هربًا من "جحيم" المخيمات

مخيمات النازحين في العراق
بغداد ـ نجلاء الطائي

يعاني نازحون عراقيون من محافظة الأنبار، وضعا مأساويا بعد هطول موجة أمطار عارمة على مخيماتهم في أطراف العاصمة بغداد، حيث وجد نساء وأطفال وشيوخ أنفسهم تحت قسوة الأمطار والبرد الشديد، لاسيما أن جميع مخيمات النازحين من الأنبار وصلاح الدين في الدورة والغزالية والقريبة من السليمانية وأربيل غمرتها مياه الأمطار، مخلفة وضعًا وصل إلى حد "الكارثة" الإنسانية، بحسب تصريحات مسؤولين عراقيين.

وناشد النازحون، الجهات الأمنية والحكومة المركزية السماح لهم بالعودة إلى محافظتهم، (110 كم غرب العاصمة بغداد)، على الرغم من المعارك التي تشهدها ضد "داعش"، هربًا من "جحيم" المخيمات، ليموتوا بـ"كرامة" بدلًا من "الذل والمهانة" التي يتعرضون لها بسبب "إهمال المسؤولين وعدم مبالاتهم".

وأكدت النازحة من محافظة الأنبار، إلى منطقة أبو غريب، غرب بغداد، أم عثمان: "لم استطع تمالك أعصابي عندما هطلت علينا الأمطار الغزيرة فجأة وإغراقها خيمتنا ذات الأرضية الترابية، مما اضطرني إلى حمل إحدى الحقائب الخاصة بالأغطية، ووضع ابنتي فيها لحمايتها منها ومن شدة البرد".

وأضافت أم عثمان: "عندما هرعت مع أولادي إلى خارج الخيمة لم أستوعب الحالة التي رأيتها حيث كان النازحون في المخيم كلهم خارج خيمهم من دون أن يعرفوا إلى أين يذهبون، أو يختبئون من المطر والسيول، حتى سمعت صراخ أحدهم وهو ينظر باتجاه ما تحمل يداي، وساعتها تذكرت أني وضعت ابنتي في مكان مغلق فاستنجدت بذلك الشخص الذي سارع إلى سحب ابنتي بعد فتح غطاء الحقيبة ليعيد إليها الروح بعد إجراء بعض الإسعافات الأولية".

وأوضح النازح الأنباري، حسن الدليمي، أنَّ "المطر فاقم من معاناة النازحين وكشف مجددًا حجم الإهمال الذي يعانونه"، مضيفًا أن "المطلب الوحيد للنازحين حاليًا يتمثل بالعودة إلى مناطقهم برغم كل ما تتعرض له من قصف ومعارك ودمار، حيث يمكن أن يموتوا بكرامة أفضل من الذل والمهانة التي يتعرضون لها بسبب عدم مبالاة المسؤولين".

وأشار الدليمي، الذي يعيل عائلة مؤلفة من ثمانية أفراد، أحدهم رضيع، إلى أنَّ "غالبية النازحين، وأنا منهم، لم يعد بإمكانهم توفير المال اللازم لإطعام عائلاتهم أو استئجار مكان مناسب لها"، ويطالب الجهات المعنية بضرورة "السماح للنازحين من الأنبار العودة لمحافظتهم ليتدبروا أمورهم بأنفسهم".

بدوره يقول النازح ، كريم الجميلي، إن "الحكومة غير جادة بتقديم المساعدة للنازحين من دون استثناء"، ويعد أن "الأموال التي خصصت لمشاريع إقامة كرفانات للنازحين سرقت أو أهدرت بنحو مريب".

وتساءل الجميلي: "أين هي إجراءات الحكومة لوقاية النازحين من أمطار الشتاء وبرده"، ويضيف "ألم يكن المسؤولون يعلمون بقدوم فصل الشتاء وما هي التدابير التي قاموا بها تجاه أكثر من مليون نازح غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن".

وأبرز محافظ الأنبار صهيب الراوي، خطورة الوضع والمشكلة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها النازحون، مطالبًا الحكومة المركزية بضرورة الإسراع في تقديم يد العون إلى خلية الأزمة التابعة للمحافظة
وبيَّن الراوي أنَّ "خلية الأزمة التابعة لمحافظة الأنبار تقوم الآن بجهد كبير لتقديم الخدمات الطارئة للنازحين في المخيمات"، مجددًا مطالبته للمجتمع الدولي بالوقوف مع العراق ومحافظة الأنبار لتجاوز هذه الأزمة الكبيرة، مشيرا إلى تواصله مع الحكومات المحلية وخصوصًا محافظة بغداد لإغاثة النازحين وإيجاد الأماكن البديلة لهم، متوجهًا بشكره لجميع من ساهم منهم في إغاثة النازحين، ومشيدًا بالدور البارز الذي قامت به قائممقامية أبو غريب .

وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بضرورة أن تستنفر أمانة بغداد والدوائر جميع إمكانياتها لتخليص المواطنين من مياه الأمطار وغرق الشوارع والمنازل وتوفير كل المتطلبات اللازمة لإنهاء معاناة المواطنين في أسرع وقت.

ووجه العبادي "الجهات ذات العلاقة لإعادة تأهيل مخيمات النازحين بشكل سريع وتوفير الأغطية والمفروشات والمواد الغذائية والإغاثية لهم وبشكل فوري".

    وكانت الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية، توقعت في الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية، في مختلف مناطق العراق، مع انخفاض درجات الحرارة، خلال الأسبوع الجاري، عازية ذلك إلى تأثير امتداد المنخفض الجوي الناجم عن اندماج منخفض البحر الأبيض المتوسط مع امتداد البحر الأحمر.

يذكر أن مناطق عديدة من العاصمة بغداد، فضلًا عن المحافظات، تتعرض للغرق مع كل موسم أمطار، برغم وعود أمانة بغداد والجهات البلدية المعنية، بمعالجة تلك الظاهرة السلبية، ليكون غرق مناطق العاصمة أمس الأول الأربعاء، شاهدًا آخر على عدم جدية عمل الأمانة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نازحون يفضلون العودة إلى مدنهم هربًا من جحيم المخيمات نازحون يفضلون العودة إلى مدنهم هربًا من جحيم المخيمات



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab