واشنطن ـ العرب اليوم
بعد أن برز اسمه لسنوات كواحد من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم التونسية، يكمل النجم راضي الجعيدي مسيرته المهنية الناجحة بعيدا عن بلاده، وتحديدا في الولايات المتحدة.الجعايدي الذي يعمل مدربا لفريق هارتفورد أتلتيك المنافس في دوري الدرجة الثانية الأميركي، قاد فريقه نحو التأهل لمرحلة التصفيات النهائية (بلاي أوف) من أجل الصعود للدرجة الأولى، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي.وكان هارتفورد قاب قوسين أو أدني من صعود تاريخي مباشر لدوري الأضواء، لولا الهزيمة 0ـ1 في آخر دقيقة من مباراة الحسم أمام سان لويس.
واستطاع الجعايدي (45 عاما) الذي تسلم مقاليد تدريب هارتفورد أواخر العام الماضي، أن يقود الفريق لصدارة مجموعته ضمن المرحلة الأولى من الدوري، وأنهى الموسم في المركز الرابع بعد أن ختم الفريق الموسم الماضي في ذيل الترتيب.وتحول هارتفورد من فريق يصارع من أجل البقاء، إلى كيان يراهن على الصعود للدرجة الأولى. المدرب التونسي الذي خاض مسيرة طويلة كلاعب في صفوف الترجي التونسي ثم بولتون وساوثامبتون وبرمنغهام في إنجلترا، أصبح أول عربي وإفريقي يدرب فريقا في دوري الدرجة الثانية الأميركي، وأول مدرب من خارج الولايات المتحدة وأوروبا يقود فريقه لتصفيات الصعود للدرجة الأولى.وفي لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، اعتبر الجعايدي أن تجربته مع هارتفورد "تاريخية"، بل "مسيرة ملهمة، إذ حققنا نقلة نوعية في تاريخ النادي وطموحاته".
وأضاف: "لم يكن هارتفورد يملك ميزانية كبيرة لينافس على المراكز الأولى، ولم نقدر على التعاقد مع لاعبين مميزين للمراهنة على اللعب في دوري الأضواء، لكني أعتبر أن المكانة التي وصلنا لها إنجاز في حد ذاته. لم يكن من السهل تصدر المجموعة في الدور الأول، حققنا ذلك الهدف لكن الصعود ضاع منا في الأمتار الأخيرة، حيث أنهينا السباق في المرتبة الرابعة".ويعتقد الجعايدي أن التجربة التدريبية التي خاضها مع فريق الشباب في سامثامبتون الإنجليزي أفادته كثيرا، ولعبت دورا فعالا في نجاحه في قيادة هارتفورد في دوري يضم أندية كبيرة ومدربين لهم صيت عالمي.
وقال: "حققت الهدف المرسوم وهو التأهل لبطولة الصعود (بلاي أوف) وأنهيت المهمة على الوجه الأكمل. أتطلع بكل ثقة وتفاؤل للمستقبل وأعتبر أن ما حققته بالدوري الأميركي تشريف يتجاوز شخصي ليشمل المدربين التونسيين، بل كل المدربين العرب، باعتبار أني العربي الوحيد الذي أمسك مقاليد التدريب لنادي كرة قدم أميركي".وخلال مسيرته التدريبية التي انطلقت منذ 5 أعوام في ساوثامبتون، حقق الجعايدي إنجازات لافتة، حيث نجح عام 2015 في إحراز كأس إنجلترا لفئة أقل من 21 عاما، بعد الفوز في الدور النهائي على بلاكبيرن روفرز 2ـ1، ليكون بذلك أول مدرب عربي يصعد على منصة التتويج في تاريخ الكرة الإنجليزية.
ومكافأة لنجاحه في فئة الشباب، منحت إدارة ساوثامبتون الجعايدي مهمة تدريب فريق أقل من 23 عاما، وفي أواخر 2019 تم تعيينه مدربا لهارتفورد ليقود مغامرة مختلفة.ويطمح بطل إفريقيا مع منتخب تونس، بعد نهاية مسيرته في الدوري الأميركي، إلى العودة للملاعب الإنجليزية مدربا لأحد فرق الـ"بريميرليغ"، إذ يقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ 5 سنوات عدت إلى إنجلترا حيث كانت بداياتي التدريبية، الآن أملك كل شهادات التدريب من الاتحاد الأوروبي وأدرس عدة عروض، لكن يبقى تدريب أحد أندية البريميرليغ تحديا خاصا لي وحلما يستهويني".
وحول إمكانية خوضه تجربة التدريب في الكرة العربية، أردف الجعايدي: "كرة القدم العربية تطورت كثيرا على مستوى الأندية والمنتخبات. هناك أندية عربية بصدد التطور، وأطمح إلى تدريب فريق عربي وقيادته لمنصات التتويج محليا وقاريا".وأضاف: "إذا كان هناك مشروع كروي رائد في ناد عربي فلن أتردد في قبول المهمة، لأني طموحاتي كبيرة لنحت مزيد من النجاحات كمدرب". ولعب الجعايدي في صفوف الترجي بين عامي 1993 و2004، وتوج معه بلقب الدوري التونسي في 8 مناسبات والكأس المحلية مرتين، فضلا عن كأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري (دوري أبطال إفريقيا حاليا)، والكأس الإفريقية للأندية أبطال الكؤوس.أما مع منتخب "نسور قرطاج"، فقد حمل كأس أمم إفريقيا عام 2004 التي استضافتها تونس، وشارك في مونديال 2006 في ألمانيا.
قد يهمك ايضا:
الكرة التونسية تتفوّق على نظيرتها العربية والأفريقية
علي معلول يعد الجماهير بتشريف الكرة التونسية
أرسل تعليقك